دعاء الاستخارة قبل النوم.. 3 معتقدات خاطئة منها التزام الصمت
يميل الكثير من المسلمين إلى دعاء الاستخارة قبل النوم، لاعتقادات منها ما هو صحيح ومنها ما هو مغلوط، وليس له دليلا شرعيا، وفي هذا التقرير عبر القاهرة 24 نستعرض بعض المعتقدات الخاطئة وتصحيحها، كيفية صلاة الاستخارة قبل النوم وعلاماتها وأحكامها.
دعاء الاستخارة قبل النوم
دعاء الاستخارة قبل النوم يكون على صورتين كما أوضحت دار الإفتاء في عدة فتاوى، الأول أن يصلي المسلم صلاة استخارة وهي ركعتين من غير الفريضة ثم يسلم ويقول دعاء الاستخارة الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم.
وصححت الإفتاء المعتقدات التي ترى أنه يشترط أداء صلاة ودعاء الاستخارة قبل النوم، موضحة أن الاستخارة تجوز في أي وقت من الليل والنهار ما عدا أوقات الكراهة، نافية اشتراط أن يرى المستخير منامًا يحدد له ما يجب عليه فعله لأن الاستخارة ليس لها علامة محددة بل تكون بالتيسير أو برؤية تشرح القلب لاختيار الأفضل أو بانشراح صدر نحو اختيار أمر ما.
كيف استخير الله قبل النوم؟
لمن أراد معرفة كيف استخير الله قبل النوم؟، نوضح خطوات صلاة الاستخارة في أي وقت وخاصة قبل النوم حيث يكون الذهن خاليًا وقد يوافق المستخير وقت التنزل الإلهي الذي ينزل فيه المولى عز وجل إلى السماء الدنيا لاستجابة دعاء كل داعٍ، وتكون خطوات صلاة الاستخارة كالتالي:
- الوضوء وعقد النية لصلاة الاستخارة.
- صلاة الركعة الأولى بالفاتحة والإخلاص وآية "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ".
- في الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وآية "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا".
- بعد التسليم أكثر من الثناء على الله بصفاته العليا وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية، ثم قل دعاء الاستخارة التالي:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (يسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ويسرني له ثم بارك لي فيه، إن كنت تعلم أن هذا الأمر (يسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به".
وبعد الصلاة مارس حياتك الطبيعية، بأن تذهب للنوم أو تفعل ما اعتدت عليه قبل النوم من نشاط ما أو ورد قرآني، حيث يتوهم البعض أن صلاة الاستخارة يجب الصمت التام بعدها حتى يتم قبولها، وهو معتقد خاطئ ليس له أي سند عقلي أو شرعي.
الاستخارة بالدعاء فقط
الاستخارة بالدعاء فقط وهي الطريقة الثانية التي يستحب للمسلم أن يستعين بها في اختيار ما هو خير له، فقد أوضحت دار الإفتاء أنه يمكن للمستخير أن يدعو دعاء الاستخارة بدون صلاة إن حال حائل بينه وبين الصلاة، أو يدعو بدعاء الاستخارة بعد أي صلاة نافلة، ويكرر الدعاء حتى يطمئن قلبه.
وتكون نتيجة الدعاء بدون صلاة كنتيجة صلاة الاستخارة، ويطلب من الإنسان أن يستمر في حياته ويواصل الأمر الذي استخار الله فيه فإن تيسر فهذا دليل على أنه خير لها اختاره الله له، وإن تعسر الأمر ولم يكتمل فيرضى ويؤمن بأنه لو كان خيرًا لبقى وتيسر، لكنه شر صرفه الله عنه.
دعاء الاستخارة الصحيح
ورد دعاء الاستخارة الصحيح في حديث نبوي مشهور ومتفق عليه، ففي رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: "إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي" قالَ: "وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ".
