دعاء الاستخارة قبل التسليم أم بعده؟.. الإفتاء توضح محظورات
لا يعلم كثيرون هل يقال دعاء الاستخارة قبل التسليم أم بعده وفقًا للسنة النبوية ورأي العلماء والفقهاء، وأيضًا كم مرة يقال دعاء الاستخارة في الصلاة، وبدون صلاة، وهل تجوز الاستخارة بعد الفريضة مباشرة، كل تلك الأسئلة نجيب عليها عبر القاهرة 24 كما رأى العلماء وبشواهد من القرآن والسنة.
دعاء الاستخارة قبل التسليم أم بعده
اختلف رأي العلماء حول هل دعاء الاستخارة قبل التسليم أم بعده؟، فمنهم من رأى أنه بعد التسليم من ركعتي صلاة الاستخارة، وآخرون قالوا بأنه قبل التسليم، وفريق ثالث أباح أكثر من موضع وتأتي الآراء كالتالي:
- بعد التسليم: وهو رأي الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك.." فلفظ ثم يعني الترتيب.
- قبل التسليم: رجح هذا الرأي ابن حجر وابن تيمية باعتبار أن الدعاء قبل السلام أفضل.
كم مرة يقال دعاء الاستخارة ؟
يريد البعض معرفة كم مرة يقال دعاء الاستخارة أثناء صلاة الاستخارة أو في دعاء الاستخارة بدون صلاة؟، وحول ذلك أوضحت دار الإفتاء المصرية أن دعاء الاستخارة يقال مرة واحدة عقب صلاة ركعتي الاستخارة، ويكرر المستخير صلاة الاستخارة إذا لم يحدث له اطمئنان قلب.
وأوضحت في فتوى سابقة لها، أنه للمسلم أن يكرر صلاة الاستخارة حتى 7 مرات إن لم يستقر على الاختيار الذي يريح قلبه، أو أكثر من ذلك كما يشاء، مشيرة إلى أن صلاة الاستخارة تكون لأمر واحد، وإن تحير العبد في الاختيار بين أمرين صلى صلاتي استخارة لكل أمر صلاة ودعاء مستقل، ويكررهما إن لم يستقر على أحدهما.
وأباحت أيضًا الإفتاء دعاء الاستخارة للحائض والجنب ومن لا يتمكن من الصلاة لعذر ما أو لمانع ما، وله أن يكرر الدعاء حتى يرتاح قلبه للاختيار.
هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الفرض ؟
وللرد على سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الفرض؟، أكدت دار الإفتاء في فتوى لها نشرتها على صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن صلاة الاستخارة تكون ركعتين من غير الفريضة، "والأفضل أن يصلي ركعتين للاستخارة ويدعو بعدهما بهذا الدعاء: اللهم إني أستخيرك بعلمك..".
وعليه تكون صلاة الاستخارة في أي وقت جائزة ماعدا أوقات الكراهة التي يكره فيها الصلاة، فتجوز صلاة الاستخارة بعد صلاة الفريضة أو قبلها أو في جوف الليل أو ساعات النهار، وأوضحت دار الإفتاء أن الاستخارة ليس لها علامات تعلم وأن "التيسير علامة الإذن" وهو أن يمضي الإنسان في أمره فإن تيسر فهو خير وإن تعسر فسيصرفه الله عنه.
دعاء الاستخارة للعمل
يرغب الإنسان في دعاء الاستخارة للعمل لأنه لا يعلم هل العمل في مكان معين خير له أم لا، وهنا نلفت الأنظار إلى أمر هام تحدثت عنه دار الإفتاء وهو مضمون صلاة الاستخارة والأمر المستخار فيه، فقد أوضحت الإفتاء أن الاستخارة "لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه، وإنما تكون في المندوبات والمباحات"، فلا استخارة في العمل ذاته لأنه مطلوب، بل الاستخارة في مكان أو طبيعة العمل المتاح للإنسان ويتحير فيه.
ولفتت الإفتاء إلى أن "الاستخارة في المندوب لا تكون في أصله؛ لأنه مطلوب، وإنما تكون عند التعارض، أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه؟ أما المباح فيستخار في أصله".
وشددت على أنه يباح للمسلم أن يدعو دعاء الاستخارة بغير صلاة رغم أن "الأفضل أن يدعو بعد ركعتين دون الفريضة" وتكون صيغة دعاء الاستخارة للعمل كالتالي:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به".
وأردفت الفتوى بأنه بعد الصلاة والدعاء على المستخير أن "يتوكل على الله فيما شرح الله صدره إليه، أو ما تيسرت أسبابه.. والتيسير علامة الإذن".