جهل طبي وادعاء معرفة.. أستاذ السكر بهارفارد يرد على علاج السكر بالنظام الغذائي
رد ا عن انتشار نظام غذائي لعلاج الأمراض المستعصية، بديلًا للأدوية العلاجية، والذي يعود لصاحبه الدكتور ضياء العوضي، أستاذ مساعد الرعاية المركزة بجامعة عين شمس، الذي أثار الجدل خلال الفترة الماضية، بعد تصريحاته مع الإعلامي محمود سعد؛ حيث ادعى أن نظامه الغذائي يشفي من الأمراض دون أدوية، مشيرًا إلى مرضى السكرى بأنهم يمكنهم التوقف عن تناول الأنسولين.
رد الدكتور أسامة حمدي على علاج السكر بالنظام الغذائي
ومن جانبه، كتب الدكتور حمدي عبر صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: كثر اللغط عن أساليب التغذية السليمة، بعد أن سمعنا ورأينا مؤخرًا الكثير من الفتاوى والنصائح الغذائية من مدعي المعرفة بهذا العلم المعقد والمتداخل مع معظم الأمراض المزمنة.
وأضاف الدكتور أسامة: وللأسف أصبحت نصائحهم الشاذة خطرًا داهمًا على صحة وسلامة أهلنا في مصر؛ لذا فإنني بصفتي متخصصًا أفنى عمرة في البحث الأكاديمي والتطبيق الإكلينيكي في مجال التغذية، ومرض السكر والسمنة ومضاعفاته على أمراض القلب، اخترت الإجابة العلمية الواضحة والبسيطة عن بعض الأسئلة المهمة التي قد تراود ذهن الكثيرين منا، موضحًا آخر ما توصل إليه العلم الحديث بناءً على أبحاث جادة، وموثقة ومنشورة عالميًّا.
ورد أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد على النظام الغذائي قائلًا: يجب الإقلال من تناول اللحوم الحمراء، بحيث تكون مرة أو مرتين على الأكثر أسبوعيًا، أما عن الفول فهو من أفضل الأطمعة التي منحها الله لنا على الإطلاق، لاحتوائه على البروتين وكمية عالية من الألياف التي تفيد الجهاز الهضمي، وتبطئ سرعة امتصاص السكر، فيتحسن سكر الدم.
وأكد أستاذ الباطنة والسكر: الخضراوات والفواكه تحتويان على كمية عالية من الفيتامينات والأملاح التي يحتاج إليها الجسم لجميع عملياته الحيوية.
أما عن النوتيلا التي تم إدراجها في النظام الغذائي قال: سكر فركتوز الذرة، الذي تحلى به جميع الحلويات، والنوتيلا، والمعجنات، ومعظم أطعمة الأرفف في المتاجر، فهو مادة ضارة جدًّا، حيث تزيد ترسبات الدهون في الكبد، وتؤدي إلى زيادة الوزن، ويحاول الكبد دائمًا التخلص من سميتها حال تناولها.
كما أن الأرز والبطاطس من أكثر الأطعمة تأثيرًا في ارتفاع نسبة السكر في الدم، فضررهما كبير على مريض السكر، وينصح بالإقلال الشديد منهما عند مرضى السكر والسمنة.
وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثة، أن منتجات الألبان مفيدة للجسم، وتقلل من نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وأمراض القلب، وخاصة الألبان المخمرة، كالزبادي واللبن الرايب، كما ينصح ببيضة أو اثنتين يوميًّا.
وعن سؤال هل يمكن الشفاء من مرض السكر، أوضح الدكتور أسامة: النوع الأول للسكر ينتج من تدمير خلايا البنكرياس بالكامل من الجهاز المناعي للجسم، ولم يثبت حتى الآن أنه يمكن عودة هذه الخلايا للعمل مرة ثانية عن طريق تعديل أسلوب الغذاء، ولم يثبت أيضًا أن الجسم يمكنه تكوين هذه الخلايا التي تفرز الإنسولين مرة ثانية بأي طريقة كانت؛ سواء غذائية أو دوائية، لذا فإن علاج هذه الحالات هو فقط عن طريق الإنسولين.
وعن الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث في تطبيق النظام الغذائي، قال الدكتور أسامة: هذا قول حق يراد به باطل، وهي وسيلة شائعة يستخدمها كثير من مدعي العلم لإقناع العامة بآرائهم الشاذة بعد تغييرهم عمدًا للمعنى القرآني الذي قصده الله عز وجل، أو ربما لعدم فهمه أو إدراكه.
واختتم الدكتور أسامة حديثه بمناشدة الجهات المعنية: أرجو من الجهات المعنية مثل وزارة الصحة، والنقابات الطبية، والمؤسسات والهيئات الطبية أن تتحد معًا وتكون درعًا واقيًا للمواطن المصري، وتأخذ كل التدابير اللازمة لمجابهة الجهل الطبي الذي أصبح منتشرًا عبر المنصات الرقمية.