إسعاد يونس تتذكر والدها في احتفالية ذكرى نصر أكتوبر: كنت بسمع صوت نفسه وقالوا عليا اتجننت
شاركت الفنانة إسعاد يونس، في الندوة التثقيفية لاحتفالية الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد، التي تقام حاليًا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وروت ذكرياتها مع يوم 6 أكتوبر سنة 1973.
وقالت إسعاد يونس في بداية فقرتها: فخامة الرئيس.. السادة الحضور.. في العادة بقول يا مساء الفل والهنا.. النهارده بقول يا مساء العزة والنصر والكرامة، سألوني أنتي كمواطنة مصرية عادية كنتي فين يوم 6 أكتوبر 73 قلت آه السؤال ده فيه كمين حد عاوزني أقر واعترف أني كنت موجودة من خمسين سنة في الظرف ده، وأنا كنت موجودة وبقر وبعترف، أنا كنت في مربع مهم جدًا في اليوم ده.
وتحدثت إسعاد يونس عن والدها الراحل، قائلة اسمحوا لي بمقدمة صغيرة: أنا بنت ظابط طيار حربي كنت بقول عليه قمر الزمان لأنه كان بيمثل لي كل معاني الفروسية والنبل والشجاعة والصدق والأمانة والبسالة، وكان ملخص المؤسسة العسكرية اللي كان بيشرف بالانتماء ليها، اتوفى سنة 1965 وكان شاب صغير وأنا كنت طفلة صغيرة، ومن وقتها فيه حلم بيجي في دماغي كل يوم وهيفضل يجي في دماغي يقظة ونوم لآخر العمر، وهو أني أكون موجودة في مكان وألاقي أبويا داخل عليا فاطنطط وأفرح وراسي تخبط في السقف وأقول بابا جه، لأن بابا جه كان ليها معنى مزدوج لأنه كان طيار يعني راجع منصور وسالم، وأنا عارفة أن الحلم ده عمره ما هيتحقق في الواقع.
وأضافت إسعاد يونس: لكن كان بيونسني أنه كان جمبي في مخدتي على سريري بسمع صوت نفسه بصوت واضح وبسمع صوت نفسه جمب المخدة لساعات طويلة وقالوا عليا اتجننت، بس والله ما كنت اتجننت أنا فعلا كنت بسمعه ولكن والغريب أنه من 1967 لـ 1973 النفس ده ما كنش مبسوط كان حزين متقطع بيأن وبيوجعني.
وأكملت إسعاد يونس: نرجع لستة أكتوبر، أنا كنت في مربع مهم في إذاعة الشرق الأوسط وفي اليوم ده كنا 10 رمضان كان بقالنا 9 أيام بنذيع برامجنا عادي جدًا، وفي الوقت ده كنا بنذيع مسلسل أرجوك لا تفهمني بسرعة وكان ناجح جدًا، يوم 6 أكتوبر 10 رمضان الساعة 2 الظهر، اتقال بيان عسكري قلب الدنيا ورج المبنى ورج مصر كلها زلزال سعيد وزلزال من الفرحة والزغاريد، زي ما بيقولوا الواحد نفسه ردت ليه.. بسرعة ناس بتتحرك وبيانات بتتحضر وبرامج بتتغير.
كنت أهم واحدة في الإذاعة
وواصلت إسعاد يونس: أنا كنت أهم واحدة في الإذاعة اليوم ده مش لأني مذيعة مهمة ومخضرمة ولا هقرأ بيان عسكري ولا هغير نشرة، لأني كنت مرمطون الإذاعة بيعملوا فيا اللي هما عاوزينه، اطلعي وانزلي وانزالي الأرضي هاتي مكانية تسجيل اطلعي الدور التاني وبلغي أن فيه خريطة بتتغير اطلعي استديو الموسيقى والغناء، اطلع الاقي الدنيا مقلوبة كل الاستراحات حوالين الاستديو مليانة نجوم عبد الحليم حافظ وشادية وعلي إسماعيل ونبيلة قنديل وصلاح جاهين والأبنودي ومحمد حمزة كل الناس دي جم جري يعكسوا فرحة الشعب والنصر اللي حصل لنا للناس كلها.
وواصلت إسعاد يونس: كل الأوض فيها حد بيشتغل اللي بيكتب واللي بيدندن على آلة واللي بيمرن صوته وكانت حالة زخم عظيم، وأنا رايحة وجاية ونازلة وطالعة على السلالم من غير أسانسير وبعمل كل حاجة.
وأردفت: الفن اللي طلع منهم في الكام ساعة وفضل عايش لحد النهاردة مش وليد اللحظة ولكن هما كانوا مستنيين طول الست سنين حلم وعايشين على أمل والأعمال الفنية بتتكون جوه نفسهم علشان كده خرجوها بالسرعة والإنجاز ده والعظمة دي، والناس دي عمرها ما سلمت ولا يأست.
الجيش والشعب زي العاشق والمعشوق
وتابعت إسعاد يونس قائلة: الجيش والشعب زي العاشق والمعشوق كلنا جوه بعض ولاد بعض وأحفاد بعض وأعمام بعض استحالة يصدقوا أن فيه يأس ممكن يحصل وطول الوقت كان فيه أمل علشان كدة الأعمال دي طلعت بالنجاح ده، وكان لازم أوثق اللحظة دي وكان نفسي يكون عندي ملكة التوثيق علشان أوثق للجانب الناعم.
واستمرت: بصيت لهم وقلت عاوزة أعمل حاجة لنفسي وكلمت أمي وقلت لها ماما بابا رجع وروحه مرتاحة ونفسه مرتاح لأنه شاف بلده في ابهى صورها.
وواصلت إسعاد يونس: نفس الإحساس ده جالي يوم 3 يوليو 2013 وإحنا داخلين الميدان كنت على كوبري أبو العلا وفجأة السما اتملت بالطيران الحربي بيرمي علينا بونبوني وشوكلاتة وورد وبلونات وأنا باطنطط من الفرحة كأني عندي 14 سنة وبقول بابا جه أخيرا وأتمنى أيامنا كلها تكون بالجمال ده لأن النصر اللي بنعيشه النهارده عمره ما هيقدم هيفضل لحد اللحظة والعمر اللي جاي بيسبب لي حالة بابا جه.
واختتمت إسعاد يونس حديثها مطالبة بتوثيق جميع الأحداث حتى ترى الأجيال الجديدة ما حدث بدقة وطريقة علمية.
