الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

النصر أو الشهادة | أحد أبطال حرب أكتوبر يروي كواليس مشاركته هو وشقيقه في العبور.. وأخته: غابوا عنا شهور

الأخوين محمد وكمال
كايرو لايت
الأخوين محمد وكمال
الجمعة 06/أكتوبر/2023 - 02:11 م

دائمًا ما نسمع عن قصص وبطولات الجيش المصري خلال حرب أكتوبر، وما فعله البواسل لتحقيق النصر، حيث شكلوا ملحمة تاريخية مازلت خالدة في وجدان العالم بأكمله، ومنذ 50 عامًا كان من كل بيت وأسرة مصرية فردًا بالجيش المصري يحارب من أجل الحفاظ على تراب الوطن.

ومن بين تلك الأسر عائلة مصرية بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بالمنوفية، والتي خرج منها ما يزيد عن 6 جنود، ليشاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، وعلى رأسهم الأخوان محمد وكمال شديد.

الأخوين 

أحد أبطال حرب أكتوبر يروي كواليس مشاركته 

وروى كمال شديد، صاحب الـ 72 عامًا من عمره، مهندس زراعي بالمعاش، وأحد أبطال الجيش المصري الذين شاركوا في حرب أكتوبر سنة 1973 في حواره لـ القاهرة 24، كواليس مشاركته في الحرب، خلال أداء خدمته العسكرية بسلاح المظلات.

وقال كمال شديد: الخدمة بتاعتي كانت في محافظة الشرقية وبالتحديد بقرية أنشاص، كنت جنديا في سلاح المظلات بالقوات الخاصة، وانضميت للواء العمليات 140 مظلات، ووقت الحرب كنت بدرجة رقيب قائد طقم مدفع، وكانت مهمة الـ 3 كتائب الخاصة باللواء وقتها حراسة مطار شرق القاهرة، فكانت كل كتيبة بتروح من الشرقية لـ المطار شهر، وبالفعل الكتيبه بتاعتي وهي كـ 77 مظلات، راحت في أواخر سبتمبر 1973.

كمال شديد 

وتابع كمال شديد: حينها جاءتنا أوامر من القائد بصعود الطائرة، وكان في اعتقادي إن عندنا مناورة أو مشروع تكتيكي، لإن خطة الحرب مكنش معلن عنها إلا لبعض القادة، متابعًا: وإحنا في الطيارة جت أوامر بعدم الإسقاط وأن يتم الإنزال على الأرض بشكل فوري ومفاجئ، وبالفعل نزلنا في جبل عتاقة، وهناك لقينا مسرح ساحة معارك وعمليات كبيرة وآثار وجود اشتباكات ودبابات، ودا بالتحديد كان في الجهة المقابلة لـ ميناء الأدبية، ومن ضمن بقايا الاشتباكات جثث جنود مصريين استشهدوا على يد القوات الاسرائيلية، ومن بينهم جنود من أبناء قريتي.

وأضاف كمال شديد: طلعت مع الحكمدار وباقي جنود طقم مدفع بـ 10 للتبة 601 في جبل عتاقة، وهناك لقينا برج به عدد من الجنود الإسرائيليين في ميناء الأدبية، بالفعل تمكنا من التخلص منهم، وبعدها حدثت ثغرة الدفرسوار، واليهود حاصروا عددا من قوات الجيش الثالث، ومن ضمنهم شقيقي الأكبر، وبعدين تم فض الثغرة ويليها العبور بعد ما تم نسف خط بارليف، وتمكنت القوات من الدخول في عمق شمال سيناء، حتى أن وصلت إلى منطقة بالوظة.

كمال شديد 

النصر أم الشهادة فداءً للوطن 

ولفت كمال شديد: إحساسي وقتها كان مرتبط بالنصر أم الشهادة، وده شعار الجندية المصرية بالكامل، يا ننتصر في الحرب يا منرجعش.. كل الجنود كانت مقتنعة بالكلام ده، ووقت الحرب مكنش في تواصل مع أهالينا غير بالجوابات، فكان من الصعب يطمنوا علينا، ويوم مارجعت بعدما الحرب خلصت كان فرح في البيت وكأنه يوم عيد، وكنت وقتها راجع أفرولي مقطع ومصاب بشظايا في ركبتي.

كمال شديد 

واستكمل كمال شديد: الجيران في الشارع كانوا دائمًا يقولوا إن أنا وشقيقي وأولاد عمي استشهدنا في الحرب، وخاصة أنني غبت عن البيت أكثر من شهرين، فيما غاب شقيقي محمد شهور ومكناش نعرف عنه أي حاجة.

محمد شديد 

واختتم: لو رجع بيا الزمن تاني هروح أحارب، ودلوقتي عندي استعداد أحارب أي حد عشان خاطر تراب وأرض مصر، وبالرغم من كبر سني أحارب العدو أو أي حد يحاول يأذي البلد دي لإني متيم باسم مصر، وينصح الشباب والأجيال الأصغر، بالجدية وتحمل المسئولية، قائلًا: أعتقد إن الأجيال الجديدة متعرفش تحارب ولا تشيل مسئولية البلد وإذا كلفوا بأي شيء مش هيعرفوا يعملوا حاجة، وكلامي مش من فراغ ده من اللي بشوفه في الشارع اليومين دول. 

الأسرة في ظل غياب الأخوين 

ومن جانبها، قالت خديجة شديد، وهي الشقيقة الصغرى للأخوين كمال ومحمد شديد، في حوارها لـ القاهرة 24: الاثنين مشيوا راحوا الحرب وقعدنا شهور منعرفش عنهم حاجة، وعيشنا شهور في ألم وحزن عليهم، واللي كان يرجع من أبناء القرية كنا نسأله عليهم، والناس في الشارع كانوا بيعزوا والدتي فيهم، لإن مكنش في جوابات ولا تليغراف منهم، لدرجة إن قائد الكتيبة بتاع شقيقي محمد قال إنه استشهد.

وأضافت الشقيقة الصغرى للجنديين: اللي شاف المر بصحيح هو محمد أخويا كان على الجبهة وقت الحرب، وكان جندي متطوع في الجيش المصري وقتها، ولما انقطعت أخباره وفقدنا الاتصال به، والدتي طلبت من أحد أقارب المشير الجمسي إنه يطمنا عليه، وخاصة أننا أبناء قرية واحدة، ولكن تم إخبارنا أنه على الجبهة، وتم حصاره من قبل القوات الإسرائيلية.

واستكملت: أشقائي الاثنين وولاد عمي راحوا الحرب، وكلهم رجعوا ورا بعض، ولكن اللي غاب فيهم على ما رجع كان محمد غاب عننا حوالي 8 شهور، ولما رجع ملامحه كانت متغيرة وشعره ودقنه كانوا طوال، وأتذكر إن آخر مرة شوفته فيها قبل ما يسافر ويغيب كنت بجهز له لبسه اللي هيسافر به ومن ضمنه 3 أفرولات، رجع من غيرهم راحو منه في الحرب، بس يوم ما رجع كان عيد في البيت.. كل العيلة والجيران كانوا بيهنوا على رجوعه بالسلامة.

تابع مواقعنا