بطريرك ڤينيسيا يهدي البابا تواضروس الثاني رفات إنيانوس
استقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة البطريرك، فرانشيسكو موراليا بطريرك ڤينيسيا في افتتاح كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بڤينيسيا.
البابا تواضروس الثاني يستلم رفات إنيانوس فينيسيا
وقال البطريرك فرانشيسكو في كلمته: قداسة البابا.. إنه لمصدر فرح عميق بالنسبة لي أن أعيش معكم ومع كنيستكم التقليد العريق والمقدس المتمثل في صلاة تدشين الكاتدرائية الجديدة.
وأضاف: إن ما نحتفل به في الواقع ليس هو طقسًا ذا أهمية فقط بالنسبة للمجتمع القبطي الذي يعيش في هذه المنطقة وللكنيسة القبطية بأكملها، إنما هو أكثر من ذلك بكثير، إنه حدث مهم لكنيستنا والمدينة ڤينيسيا المدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة اكتشاف أصول تاريخها الذي تشترك فيه مع كنيسة الإسكندرية، إذ لهما نفس الجذور التي تصل بكلينا إلى القديس مرقس الإنجيلي.
وتابع: إننا نعيش أوقاتًا مضطربة بفعل الصراعات الدموية وأعمال الظلم التي كثيرًا ما يتم تناسيها، ولا تزال أمام أعيننا الصور الرهيبة لأعمال العنف التي ارتكبت في الأيام الأخيرة في إسرائيل وفلسطين بل وأيضًا صور ما يحدث في أوكرانيا منذ عام ونصف حتى الآن.
وأردف: ونحن نحمل في قلوبنا معاناة الشعب الأرمني والعديد من المسيحيين في العالم الذين يعانون من الاضطهاد والمضايقات من كل نوع وسط صمت وسائل الإعلام المطبق وغير المبرر، مما يقدم لنا نحن المسيحيين في الغرب بشكل خاص شهادة لقوة الإيمان النقي والحقيقي.
واستكمل: ولا يمكننا أيضًا أن ننسى آلام العديد من الرجال والنساء الذين أجبروا على ترك منازلهم وأحبائهم هربًا من قبضة الجوع والحرب وتغير المناخ.
وتابع: وأخيرًا يجب علينا أن نسأل أنفسنا بجدية حول الاتجاه الذي يسلكه غربنا - الذي يبدو ظاهريًّا في حالة سلام - في ظل عمليات العلمنة التي تحركها أفكار النسبية والفردية الملحوظة بشكل متزايد باسم فكرة زائفة عن الحرية وهو ما ينتهي بالإنسان إلى تسليمه لأشكال غير مسبوقة من العبودية الروحية وهيمنة الأفكار الوجودية وتآكل أسس حقيقة قدسية الكيان الإنساني وكرامته وزرع بذور خصومة غير قابلة للعلاج في المجتمع.
واستكمل: أمام التحديات الكبيرة التي تنتظرنا نشعر بالحاجة إلى دفعة كبيرة من الإيمان القوي نحو مخلص العالم يسوع المسيح ابن الله الوحيد سيد الزمان والتاريخ؛ إذ هو وحده مصدر رجائنا، ونحن على وعي ويقين أنه فقط من خلال الشهادة المشتركة للمحبة المتبادلة سيكون من الممكن لنا نحن المسيحيين أن ننشر بشارة الإنجيل المفرحة التي ينتظرها كل إنسان والتي سبقت وتسلمتها كنيستانا من القديس مرقس.
وأردف: ونيابة عن المجتمع الكاثوليكي في ڤينيسيا يسعدني اليوم أن أقدم الرفات الجليلة لتلميذه الأول القديس إنيانوس الذي بتمثلنا به نرغب جميعًا أن نتبع أثر مار مرقس من جديد لنُظهر للعالم المنقسم بسبب الخلافات وحدة المحبة التي لا يستطيع أن يهبها إلا الله.
وأختتم: إننا نتطلع إلى المستقبل برجاء الإيمان والرغبة في النمو بالأكثر في هذه الصداقة المتبادلة التي لم تولد من بشر بل من الله واثقين من أن بها ومن أجلها سيظهر الرب نعمته لنا جميعًا.