وفاة أحد المنشدين خلال إحياء ليلة ختامية بمولد الشيخ إبراهيم ببني سويف
شهدت مدينة الفشن جنوب محافظة بني سويف واقعة وفاة منشد ديني يدعى؛ الشيخ محمد عزام، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء إحيائه ليلة بمولد الشيخ إبراهيم الناظر بقرية بسفا.
وفاة محمد عزام أحد مشايخ الطرق الصوفية خلال إحياء ليلة ختامية
وقال محمد عزام، نجل شقيق المنشد المتوفى في تصريحات صحفية إن عمه يبلغ من العمر 57 عامًا، وكان متزوجا وله 6 أبناء 4 أولاد توفي أحدهم، وابنتان، وله أيضًا 9 أحفاد، وكان دائم الإقامة بالقاهرة، ويزور أهله بالقرية في المناسبات فقط، ويشارك دائمًا في احتفالات الطرق الصوفية وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء الليالي بالإنشاد الديني بالقرية والقرى المجاورة التي تتزامن مع زيارته.
وأضاف: حضر عمي وزوجته لقريتنا يوم الأربعاء الماضي كزيارة عادية، جاب خلالها غالبية منازل أقربنا وجيراننا بالقرية وزار المقابر بشرق النيل لزيارة قبر نجله مصطفى المتوفي عن 22 عامًا، وأكدت زوجته التي صاحبته في زيارته للمقابر أنه زار ضريح الشيخ البطل المجاور لمنطقة المقابر، وزار قبر نجله ووقف أمامه وقال له "متقلاقش يا مصطفى أنا جايلك قريب".
واستكمل: يبدو أن عمي كان لديه إحساس داخلي بأن نهايته قد اقتربت، حيث ظل طوال اليوم السابق لوفاته يجوب منازل القرية لزيارة أٌقربنا وجيراننا وأصدقائه القدامى، وكان يعانق ويحضن الجميع وكأنه كان يودعهم الوداع الأخير، وظل أيضًا طوال اليوم يداعب أطفالنا ويوزع عليهم الأموال، لدرجة أثارت استغراب والدي الذي سأله عن تصرفه فرد عليه قائلًا: عشان يفتكروني بالخير.
وعن تاريخه المرضي، قال نجل شقيقه، إنه خضع لعملية جراحية في القلب "لب مفتوح منذ فترة تجاوزت الـ20 عامًا، وطوال تلك الفترة لم يشتكي يومًا من أية أعراض مرضية، وكان يمارس حياته بصورة طبيعية لدرجة أننا لم نتذكر هذه العملية إلا بعد وفاته، خاصة وأنه كان دائم الترحال بين مقامات وأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين سواء بالقاهرة أو المحافظات، وكان ما يحصل عليه من أموال يمنحها لأفراد فرقته والبسطاء من المشاركين بحضرة الذكر.
وعن يوم وفاته، قال "عزام" إنه لبى دعوة أسرة النائب طه أبو الناظر، عضو مجلس النواب، لإحياء ليلة بعد ختام مولد الشيخ إبراهيم الناظر، بقرية "بسفا" بمركز الفشن أيضًا، وبعد 10 دقائق تقريبًا من بدء وصلة المديح في حب الرسول عليه الصلاة والسلام، أخرج هاتفه المحمول وكيسًا به "طاقية وماشطة شعر" وأعطاهم لوالدي وشقيقي اللذان يعملان خلفه ضمن مجموعة العازفين المصاحبة له.
وواصل: وخلال ترديده قصيدة تقول كلماتها "متى يا كرام الحي عيني تراكُم، وأسمع من تلك الديار نداكُم" فوجئ أفراد فرقة العازفين والمشاركون في حضرة الذكر به يسقط على ظهره وهو يردد كلمات القصيدة، وسقط بعدها على وجهه ساجدًا، في البداية اعتقدنا أنه مغشيًا عليه وحاولنا إفاقته دون جدوى، فنقلناه على الفور لعيادة طبيب بالقرية أخبرنا بوفاته وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة بحلقة الذكر.
واختتم نجل شقيق المتوفي: مشهد جنازة عمي وتشييع جثمانه لمثواه الأخير لم تراه القرية من قبل، حيث شارك فيه المئات من أهالي المركز والمراكز المجاورة، من كانوا يعرفونه وغيرهم، حضروا للمشاركة في تشييعه من سيرته الطيبة التي جابت جنوب محافظة بني سويف بالكامل "إنا لله وإنا إليه راجعون".