البطل الصغير.. يوسف طفل شرقاوي يُحارب السرطان ويحلم بصورة مع محمد صلاح | القصة الكاملة
رغم سنواته القليلة وجسده الواهن إلا أن حاله ولسانه دومًا ما يُفصحان عن شخصية بطل يُحاول التفوق على منافسه الخبيث، وما بين أوجاعه ومعاركه التي لا تنتهي ولا يجد في أغلب من حوله الدعم تجده أكبر الداعمين لذاته ووجوده وحربه الضروس التي لا يعرف كنهها مع المرض، الذي لا يزل عصيًا على البشرية سواء كان في تشخيصه أو كيفية العلاج والشفاء.
المقدمة تلك كانت وصف لسان حال يوسف شحتة سعيد زيدان، الطفل ذو الثمانية أعوام الذي يُعاني من الإصابة بـ سرطان في الغدد الليمفاوية، يحتاج معه جرعات منتظمة بصورة دورية من العلاج الكيماوي لمواجهة مرضه الخبيث، ورُغم ذلك يجد تنمرا من بعض زملائه في مدرسة عبد الهادي عمارة للتعليم الأساسي التي تبعد خطوات عن منزل أسرته في قرية عرب أبو شميس التابعة لمركز ومدينة الحسينية في محافظة الشرقية، إذ لا يعرف أقرانه في المدرسة طبيعة مرضه لكنهم دومًا ما يضايقونه بنزع غطاء رأسه الذي يُحاول جاهدًا به مواراة آثار الكيماوي وما يفعله في شعر رأسه، وانتهى به الأمر وقد أحجم عن الذهاب إلى المدرسة، لكن داخله لا يزال هناك حلمًا آخر قد يحول ما بين حزنه وأسباب شفائه من مرضه العُضال.
يوسف طفل مريض بالسرطان.. ويحلم: نفسي أتصور مع محمد صلاح
داخل منزل الأسرة البسيط في القرية الواقعة في أبعد مراكز محافظة الشرقية أقصى شمالها، انتقلت عدسة القاهرة 24 حيث أسرة الطفل يوسف، وعبر الجميع عن مدى سعادتهم وأمانيهم حين يُطالعون تقارير علاج يوسف من فترة لأخرى مع الأطباء ويتأكدون أن فتاهم يتقدم في حربه على المرض الخبيث بخطوات، رغم معاناته، بيد أن في حديثهم كان القلق يُساور الجميع ولسانهم يصف الحال: خايفين على حالته وعصبيته اللي بتزيد وملناش عشم غير في ربنا، نفسنا صوتنا يوصل لـ محمد صلاح ويحقق حلمه.
محمد صلاح بالنسبة لـ يوسف ليس مجرد لاعب كرة قدم عالمي أو حتى قدوة؛ إذ يرى الطفل أن النجم المصري العالمي بمثابة حلمه المُحبب إلى روحه ويُمني النفس ويراهن على وصول صوته وحديثه إلى نجم ليفربول: نفسي صوتي يوصل له وأنا بحب محمد صلاح ونفسي أتصور معاه علشان العيال اللي بتتريق عليا ويقولوا لي يا أقرع لما يشوفوني معاه مش هيعملوا كده تاني، قبل أن يختتم الصغير يوسف حديثه بدعوة ورجاء من الجميع: نفسي أخف والناس اللي تسمعني أو تشوفني تدعيلي علشان العلاج بقى بيوجعني أوي.