الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الملاك الحاليون: لن نستورد أي شيء من الخارج.. ونستطيع تغطية السوق

سباتس أول حاجة ساقعة مصرية.. كيف أسسها خواجة يوناني ولماذا أطلق عليها المصريون الـ دبانة وهتف الطلاب بسقوطها؟ | حوار

سبيرو سباتس
تقارير وتحقيقات
سبيرو سباتس
الإثنين 30/أكتوبر/2023 - 09:13 م

1920 الملك فؤاد الأول والملكة نازلي يرزقان بـ "فاروق"، الاحتفالات تسيطر على أرجاء المحروسة بمجرد صدور البلاغ السلطاني من قصر عابدين، الموظفون في إجازة والصدقات التي وزعها الملك تدفئ جيوب الفقراء، السجناء المفرج عنهم في طريقهم لمنازلهم، والحدث، الملك قد رزق بولي عهده وبطبيعة الحال العطايا والهدايا لم تنقطع، الساعات الثمينة، شالات الكشمير يوزعها الملك أينما وضع قدميه.

القاهرة 24 بدوره تتبع بدايات ظهور المشروب، والظروف التي واجهها، وانتقال ملكية العلامة والمصنع لملاك جدد، وحاور بعضًا منهم في السطور التالية: 

سبيرو سباتس

وبينما لا تزال مصر غارقة في الاحتفالات ابتهاجًا بقدوم ولي عهد الملك، تنشر الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى بنك مصر على يد الاقتصادي طلعت حرب، في هذه الأثناء كان مياه غازية "مصرية" المنشأ وباسم يوناني بدأت في الانتشار ومن ورائها قصة لخواجة يوناني.

سبيرو سباتس

 

نحال في كيفالونيا.. وليمونادا سباتس

مناحل العسل في جزيرة "كيفالونيا" فى اليونان تنتج أجود أنواع العسل في العالم وتعرف به وأنتجت أيضًا سبيرو سباتس بطل القصة الذي ولد في العام 1885 وعمل في تلك المناحل حتى سن الخامسة عشرة عندما جاء إلى مصر مع شقيقه ليعمل لدى عمه "نيكول سباتس"، الذي كان ينتج في هذا التوقيت مشروبا غازيا باسم "ليمونادا سباتس" كان منافسًا وقتها في السوق المصري.. من هنا كانت البداية حسبما ذكر المسئولين عن الشركة في الوقت الحالي يوسف ومرقص طلعت.

مصنع سبيرو سباتس

غادر سباتس اليونان التي كانت أحوالها مضطربة وانتهى الاستفتاء الشعبي فيها لصالح إعادة النظام الملكي، قرر الخواجة أن يأتي لمصر لصناعة أسطورة ضخمة سيصبح معها منافسا لكبرى شركات المياه الغازية الموجودة في السوق المصري ويستحوذ على مزاج الشعب المصري.

تطور سبيرو سباتس

تشرّب سبيرو صناعة المياه الغازية من عمه، الذي كان في نفس الوقت قوة منافسة لا يستهان بها في الصناعة إلى جانب شركات أخرى ومنها البسكال، والتي كان لها منتج واحد فقط والبلو كروس واسترا التي انتهت مع ظهور منتج الخواجة سباتس.

 

مشروب مصري 100%

يروي كاتبنا الكبير مصطفى عبيد في كتابه "سبع خوجات" بداية فكرة تأسيس مصنع مشروب "سبيرو سباتس" قائلا:

سبيرو سباتس لقد جاء هذا الرجل إلى مصر صغيرًا مثل ثيو خارس بل أصغر منه، وكان يحمل فكرةً واحدةً مُهمَّة وجديدة هي ضرورة إنتاج مشروب مصري وطني للمياه الغازيّة. لقد كان من العظيم أن يستثمر بعض الأجانب في صناعة البيرة لكن ظلت هناك حاجة دائمة لمشروب مصري يتماشى مع فكرة تحريم المشروبات الكحولية في الدين الإسلامي.

هل تستمر الشركة 100% مصري بعد عودتها مرة أخرى.. مسئولو الشركة في حديثهم مع القاهرة 24 أكدوا أن المشروب مصري 100%، ولن يلجأوا إلى استيراد أي شيء من الخارج فيما عدا خرز البلاستيك فقط خاصة أنه غير متوفر مضيفًا “أنهم لديهم عقد تغذية حق انتفاع، خط إنتاج بمصنع ذو جودة عالية، ومعايير دولية، ومن المصانع القليلة في مصر الحاصلة على شهادات سلامة غذاء”.

سبيرو سباتس

أول مصنع.. و50 مستثمرًا يقلدونه

يواصل صاحب كتاب سبع خوجات:

بالفعل افتتح المسيو سباتس سنة 1920 مصنعه في شارع خليج الخور المتفرع من شارع عماد الدين بمنطقة وسط القاهرة، واختار سبير وسباتس النحلة علامة تجارية للمصنع الجديد، لأنه كان يعمل صغيرًا في أحد مناحل العسل في جزيرة سيفالونيا اليونانية، التي اكتسبت شهرة عالمية بأنها تنتج أجود أنواع عسل النحل في العالم. وعلى مدى سنوات قليلة حقق الرجل نجاحًا عظيما، وأقبل الناس على شراء منتجه الذي يحمل اسمه، فضلًا عن تقليده من قِبل أكثر من خمسين مستثمر آخر مصري وأجنبي لإنتاج مشروبات غازية.

سباتس دبانة.. والمنافس الأهم

يقول عمر طاهر في كتابه الأهم الصنايعية "المنافس الأهم لكوكاكولا وقتها في ملعب المشروبات الغازية هو مشروب سبيرو سباتس الذي اشتهر بعلامة تجارية مميزة على زجاجته الخضراء، «النحلة». لكن الناس كانت تعتقد أنها ذبابة فأصبح اسم الشهرة وهي للمشروب: «سباتس دبانة».

سبيرو سباتس


المشروب الأول في مصر

حقق المشروب انتشارًا واسعًا في مصر وعلى مختلف الطبقات ليصبح المشروب الأول في مصر.. فهل تعود مرة أخرى لنفس المكان أجاب على تساؤلنا الدكتور مرقس طلعت، مدير التسويق والشريك بشركة سبيرو سباتس حاليا ليؤكد أنهم حاولوا توفير أعلى جودة بسعر مناسب ولم يقوموا بزيادته حتى بعد الإقبال وهو 8 جنيهات للزجاجة “حرصنا منذ بدايتنا أن تكون المكونات والجودة عالية”.

نعود لصاحب السبع خواجات:

استمر العمل في المصنع على مدى سنوات طويلة، وحصل على العديد من الجوائز، كان أهمها عام 1941 حين حصل على ميدالية ملك مصر "فاروق الأول" خلال المعرض النوعي الثاني للصناعات، متفوقا على كثير من المصانع الأخرى المنتجة للمياه الغازية. وعمل لدى المسيو سباتس 150 عاملًا كانت مهمتهم نقل المنتج إلى كافة أنحاء جمهورية مصر.

رحيل قبل ثورة يوليو

قبل عامين من ثورة يوليو على يد الضباط الأحرار رحل الخواجة سباتس، بعدما حقق النجاح الذي كان يبتغيه في مصر، تاركًا أربعة من الأبناء ثلاثة منهم ذكور، حيث توفي في 8 مايو عام 1950 ودفن في مدافن مصر القديمة بجوار كنيسة مارجرجس.

سبيرو سباتس في فيلم سمير وشهير وبهير 

الشركة تواكب الأحداث

نفد مصنع سبتاتس من أيدي الضباط الأحرار وواصل عمله بشكل طبيعي وأشرف عليه ""ايليا سبيرو سباتس" "العظيم في الأمر أن المصنع استمر بعد ثورة 1952 في العمل ولم يغادر أي من أحفاد سباتس مصر" (مصطفى عبيد - سبع خوجات).. ومن المفارقة أن تعود الشركة مرة أخرى إلى الواجهة بفعل الحرب على قطاع غزة. 

يسقط سباتس

عاصرت سباتس مختلف الأحداث الفارقة منذ انطلاقها في 1920 منها سقوط الملكية وإعلان الجمهورية نجيب رئيسًا ونجيب منفيًا مصر الهزيمة ومصر النصر وبعد هزيمة يونيو 1968 كانت تظاهرات الطلبة من أشكال الاحتجاج المستمر، حيث خرجت إحدى التظاهرات كانت تحمل ناصر مسئولية الهزيمة وبمجرد أن تعرضوا للتضييق من قوات الأمن هتف الطلاف "يسقط سبيرو سباتس.. سباتس خان الشعب" باعتبارها رمزية للزعيم مجتمعيا.

سبيرو سباتس

تنازل عن العلامة التجارية

واستمرت الشركة في مصر وأشرف عليها ورثة سباتس، وتم بيع العلامة التجارية  لصالح شركة "سابسا للمياه الغازية" في عام 1998 التي كان يملكها الأخوان طلعت وسمير عطوان واستمرت الشركة في أعمالها بعد ذلك حتى توفي الشقيقان، ليواصل ورثتهما العمل في الشركة وتتوقف لفترة قصيرة ثم تعود في 2019.

لماذا توقفت الشركة؟

في مارس 2019 استضافت الإعلامية إسعاد يونس مينا طلعت، مدير الشركة، الذي أوضح أن توقف الشركة الفترة الأخيرة، كان بسبب وجودهم خارج مصر طوال هذه الفترة، إلا أنه مع العلامة التجارية التي يحبها المصريون وطالبوا بعودتها مرة أخرى، الأمر الذي جعلهم يقررون العودة مرة أخرى للعمل في مصر.

المقاطعة تخدم الشركة

بفعل الحرب الأخيرة على قطاع غزة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة منتجات المياه الغازية العالمية بسبب دعهما للكيان الصهيوني واللجوء إلى المنتجات المصرية وعلى رأسها سباتس.

سبيرو سباتس

الجيل الرابع للشركة

تركزت الشركة لسنوات طويلة من الناحية التوزيعية في المدن الكبرى وعوصم المدن لتغيب عن مدن وقرى أخرى لكن من الواضح أن الجيل الرابع قرر أن ينتشر على غرار المنتجات العالمية في السوق المصري.. يوسف طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة سبيرو سباتس قال إن هناك تغطية أماكن كثيرة جدا في محافظات عديدة، ومحافظات لم يكن بها المنتج، وقدرنا على الوصول للعديد من الأماكن، وسلاسل المطاعم بدأت في التعاقد معنا كبدائل للمنتجات الأخرى.

وذكر يوسف طلعت المسئول عن الشركة حاليًا أن الشركة حاليًا والقائمين عليها، هم الجيل الرابع لشركة سباتس، حيث اشترى طلعت عطوان، الوالد العلامة التجارية عام 1998، والجيل الحالي أعاد إحياءها عام 2019، قاصدين توفير منتج ذي جودة عالية.

مبيعات الشركة ارتفعت 300% بحد أدنى تقريبا منذ بداية الاتجاه للمنتج وفقًا لما ذكره طلعت “في أول 3 أيام كان الأمر متخبطا بعض الشيء، لأنه لم يكن في الحسبان أن ننتج كل هذه الكمية في هذا الوقت القصير، ومن ثم واكبنا ارتفاع المبيعات والضخ بشكل كبير في السوق، مؤكدًا أننا استطعنا أن نغطي نسبة كبيرة جدا، وأي أحد وصل لنا نوفر الكمية المطلوبة بشكل فوري، ويكون المنتج موجودا لديه”.

 

سبيرو سباتس
تابع مواقعنا