ضعف جنسي وتبادل أزواج وتجميد البويضات.. هل يعد الفن مرآة للواقع بعد طرحه ظواهر اجتماعية شائكة؟ | تقرير
عُرف الفن وأعماله منذ بداية خلقه، بأنه مرآة الواقع، يعكس كل ما فيها من حقائق، يكشف زيف المجتمعات وخباياها، يضع الجميع أمام محاكمة وهمية، بمشاهدة أفعاله السيئة مجسدة أمامه على شاشة التليفزيون، على هيئة أفعال أبطال تلك الأعمال؛ ليكتشف مدى بشاعة عواقبها، وبجانب تقديم الفن للواقع، كذلك يستمر في تقديم الظواهر الجديدة والمختلفة على المجتمع، الخير منها والشر، فتندرج جميعها تحت مظلة الظواهر الجديدة على المجتمع.
ويعتبر الذكاء الاصطناعي من أبرز الظواهر وآخرها، التي أثارت الجدل خلال الفترة الماضية، وتم مناقشة أضرارها في مسلسل صوت وصورة بطولة الفنانة حنان مطاوع، حيث تم استخدامه في فبركة الفيديوهات والأصوات، موضحين إنه يمكن استخدامه في الشر، أكثر من النفع، حيث ينتظر البطلة حبل المشنقة، بسبب مجرد مقطع فيديو وهمي، تمت فبركته، وذلك في إطار درامي اجتماعي.
وتزامنًا مع مناقشة ظاهرة الذكاء الاصطناعي مؤخرًا في مسلسل صوت وصورة، نستعرض في السطور التالية أبرز الظواهر الجديدة والمختلفة على المجتمع:
رغبة قوية في الأمومة وخوف عظيم من الزواج
رغبت هالة -رحمة حسن- في مسلسل سابع جار، في الأمومة بشكل كبير، ولكن حال دون تنفيذ تلك الأمنية الطبيعية والتي تعد جزء من سُنّة الحياة، سُمعة والدها غير الطيبة، وعرفه الناس بأنه نصاب ولديه عدد من القضايا التي ظل طوال المسلسل هارب منها، لذلك فضلت ألا تضع نفسها في موقف محرج مع الرجل التي ستتزوج منه، فلجأت للطرق التي من الممكن أن تجعلها أم دون أن تتزوج فعليًا، فاتجهت للشق العلمي وظلت تبحث وتقرأ عن حلول بديلة، حتى وصلت لطريق مسدود، ولم تلق غير الحل المؤقت، وهو تجميد البويضات، لتكون في الجانب الآمن، ففي ظل عدم رغبتها في الزواج، على الأقل تحافظ على نسبة خصوبتها في الانجاب، حيث إنها مع التقدم في السن دون زواج، يتسبب هذا الأمر في التقليل من فرص الانجاب لدى المرأة، وبالفعل ذهبت للطبيب واستشارته في هذا الأمر وكيفيته، وقالت له في هذا المشهد: “أنا عندي 35 سنة وعارفة إن الست قدرتها على الانجاب بتقل بعد سن معين.. فأنا عايزة ألحق أجمد البويضات وأبقى أم”، ويكون الفن بهذا عرض ظاهرة جديدة على المجتمع، لم تكن بحسبان سيدات كثيرة قبل ذلك.
تبادل الأزواج.. والمبرر الضعف الجنسي!
وفي إطار الحديث عن القضايا المختلفة التي طرأت على الفن، ناقش مسلسل موجة حارة بطولة الفنان إياد نصار، والذي عرض في عام 2013، ظاهرة تبادل الأزواج، التي تعد نوع جديد من الدعارة، وتعرض لها الشخصيتين اللذان جسدا دور ضباط في مكافحة الآداب، وعلموا بتلك الظاهرة وأن هناك بالفعل شبكة دعارة مكونة من عدد الأزواج يمارسون هذا النوع منها، واختلفت وتنوعت مبرراتهم، وتلك الحالة التي ناقشتها أحداث المسلسل، كان مبرر الزوج أنه لديه ضعف جنسي، ويحاول تجربة عدة طرق للتغلب على تلك الأزمة، حتى أن طرأت تلك الفكرة في ذهن الزوج وزوجته، وفي منولوج لزوجته، قالت: “أنا دورت على الطريقة اللي تخليه راجل طبيعي وتعالجه من مرضه.. اتجننا اه اتجننا إيه المشكلة.. ما في كتير مجانين زينا”، ليكشف الفن بدوره المستور في المجتمعات، وأن الواقع مليء بأبشع من تلك الظواهر والقضايا، ولكنهم فقط يمتلكون قدر من رصيد الستر، يساهم في عدم فضح تلك الخبايا، وجدير بالذكر أنه وجد على أرض الواقع عدد من المحاضر التي تم تحريرها على مدار عدد من السنوات الماضية، بشأن تلك الظاهرة.
اعتبار الأجنة سلعة تُباع وتُشترى
اعتبروا الأجنة سلعة تُباع وتُشترى، اغتصبوا حقوقًا غير حقوقهم، وأخذوا من الأمهات أغلى ما لديهن، حيث كما يُقال.. “الضنى غالي”، ولا يوجد أغلى منه، فكان يتلذذ كل من الفنانة ليلى علوي، والفنان باسم سمرة، ضمن أحداث مسلسل منورة بأهلها، بحبس الأمهات الحوامل، في غرفة مغلقة ورعايتهن؛ حتى الولادة، ليأخذوا تلك الأجنة لإجراء تجارب علمية عليها، في المعامل الخاصة بهم، ويتركون الأمهات لحال سبيلهن، دون أن يفهموهن مصير أولادهن، ومبررهم في إجراء التجارب على الأجنة، هو الوصول لنتائج في تلك التجارب التي يقومون بها.
أطفال الأنابيب وعمليات الحقن المجهري
قدم المخرج علي إدريس في عام 2012، ظاهرة أطفال الأنابيب وعمليات الحقن المجهري، من خلال أحداث فيلم بابا، بطولة الفنان أحمد السقا، والفنانة درة، ودارت أحداث العمل دكتور أمراض النسا، حازم -أحمد السقا-، الذي كان يجري العديد من عمليات الحقن المجهري لعدد من الأزواج على مدار الفيلم، وعندما تزوج، تفاجئ بأن زوجته -درة-، تطالب هي الأخرى بإجراء تلك العملية، بعد تأخر حملها لمدة 9 أشهر من زواجهما، ليوافق حازم ويقرر أن يجري لها تلك العملية، ليسلط الفيلم الضوء على تلك الظاهرة الطبية، التي تعد حل بديل ومُنقذ للسيدات التي تعاني من عدم الانجاب، لأي أسباب طبية، ووصف العمل شعور الطرفين سواء الزوج أو الزوجة تجاه تلك العملية، التي يعتبرونها آملهما الأخير في الانجاب، للتوالي الأعمال الفنية التي تناقش تلك العملية الطبية، بمنتهى الأريحية والوضوح، وبالفعل يخضع لها العديد من الأزواج في الواقع الفعلي.