الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لم تكتف بحرب غزة.. ماذا يعني سماح إسرائيل للمستوطنين بالنفخ بالبوق داخل الأقصى؟ |تحليل

النفخ بالبواق داخل
تقارير وتحقيقات
النفخ بالبواق داخل باحات الأقصى
الجمعة 17/نوفمبر/2023 - 01:12 م

بينما العالم منشغل بحرب غزة ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، تفتح تل أبيب جبهة جديدة للحرب، ولكن هذه المرة تريدها حربًا دينية تشعل المنطقة بأكملها، وذلك بسبب مواصلة أفعالها المتطرفة والعدوانية ضد واحد من أهم المقدسات الإسلامية وهو المسجد الأقصى المبارك، وكان آخرها السماح للمستوطنين بالنفخ بالبوق داخل باحات الأقصى.  

أفكار يهودية متطرفة كثيرة قديمة قدم التاريخ، يطرحها المتدينون اليهود في إسرائيل الآن ويروجون لها على نطاق واسع، في معظمها تتمحور حول المسجد الأقصى المبارك والسيطرة عليه، في إطار الفكر اليهودي بمجيء المخلص وبناء الهيكل الثالث المزعوم تحت مظلة ما يسمونه ببدء الزمان اليهودي وانتهاء الزمان الإسلامي.

وتشكل هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتطرفة حالة كبيرة من الخطر الداهم وغير المسئول، وربما يقود ذلك المنطقة بل العالم بأسره نحو حتمية صراع ديني لا مفر منه، فأي مساس بالمعتقدات والمقدسات الإسلامية هو ازدراء وتعالٍ على حقوق الشعوب والأمم، وما تفعله إسرائيل يأتي في إطار وعود كاذبة وأحلام واهية تتمركز حول مطامع استعمارية احتلالية، مغلفة بغطاء ديني في بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك. 

النفخ بالبوق داخل ساحات المسجد الأقصى 

للمرة الثالثة في التاريخ، تسمح إسرائيل للمستوطنين اليهود المتطرفين بالنفخ بالبوق داخل باحات المسجد الأقصى المبارك بشكل علني خلال الأيام الماضية في تحد كبير للعالم الإسلامي، مستغلة انشغال الجميع بما يحدث في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية متواصلة بحق المدنيين، حيث قامت مجموعة من المستوطنين اليهود المتشددين في تجمع تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالنفخ بالبوق في باحات المسجد الأقصى، حيث صدرت أصوات غريبة من البوق اليهودي المزعوم في حضور لفيف كبير من اليهود. 

ما هي ظاهرة نفخ البوق في المعتقد اليهودي؟ 

ظاهرة النفخ بالبوق أو كما يتم توصيفها في المصطلح العبري الشوفار، تندرج تحت مسمى الطقوس اليهودية ويتكون البوق من قرن كبش وينفخ فيه خلال عيد رأس السنة العبرية، كما يرمز إلى التعجيل بمجيء "المخلص المنتظر" وأيضا إلى السيادة الإسرائيلية وينفخ في عيد الاستقلال الإسرائيلي المزعوم، حيث يقوم المستوطنون بالنفخ بالبوق وتتعالى الأصوات .

مساعٍ إسرائيلية خبيثة تشعل الصراع 

مساع خبيثة وسيطرة مزعومة وأفكار مغلوطة.. هكذا يمكن توصيف ما تفعله إسرائيل بحق المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام وعلى مدار العقود السابقة، حيث تسعى من خلال بث أفكارها الخبيثة للمستوطنين اليهود للسيطرة على المسجد الأقصى ونشر وتطبيق أفكارها التي تزعم بناء الهيكل الثالث وقدوم المخلص.

وقد تكون المساعي الإسرائيلية الخبيثة المتطرفة بوابة جديدة لفتح جبهة أخرى للصراع ربما تكون أكثر حدة ويصاحبها عنف أكبر في المنطقة، لأن إسرائيل تلعب على الوتر الديني للمسلمين، وهو أمر يشعل ساحات الصراع أكثر مع استمرار انتهاكاتها الصارخة بحق الإسلام والمسلمين. 

وتتسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتطرفة في حدوث اشتباكات عنيفة مع المرابطين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى بشكل مستمر، خاصة عند حدوث مثل هذه الظاهرة المتطرفة والمتمثلة في النفخ بالبواقر داخل باحات المسجد الأقصى، وكان أخرها في شهر سبتمبر الماضي عندما قام بذلك مستوطن يهودي مما دفع غلى وقع اشتباكات عنيفة بين المرابطين والمستوطنيين. 

كما أن أداء المستوطنين اليهود المتطرفين صلوات تلمودية أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك يفجر في داخل كل فلسطيني وكل مسلم ثورة من الغضب والتي تهدد بإشتعال حرب دينية عنيفة في المنطقة إذا ما استمرت هذه الاستفزازات والانتهاكات الصارخة للمقدسات الإسلامية.

اقتحامات المستوطنيين للمسجد الأقصى 

ودائمًا ما تدعو جماعات ما يسمى اتحاد منظمات الهيكل المزعوم، المستوطنين إلى المشاركة في فعاليات لنفخ البوق التوراتي في المسجد الأقصى المبارك، ضمن مسلسل الاعتداءات المتكرر الذي يتعرض له المسجد من الجماعات الاستيطانية بحماية من سلطات الاحتلال، في إطار الدعوات الإسرائيلية المتطرفة في محاولة لتغيير الوضع القائم، وتكريس تقسيم المسجد الأقصى المبارك الزماني تمهيدا لتقسيمه مكانيا.

وبحسب ما جاء في الإعلام العبري، فإن المنظمات الاستيطانية المزعومة دائمًا ما تطالب حكومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال طلبات رسمية بالسماح لهم بنفخ البوق داخل المسجد الأقصى المبارك خلال المناسبات الكبرى مثل رأس السنة العبرية، ومن جانبها أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قرارًا بين عامي 2015 و2018 ينص على أن النفخ بالبوق عملا غير مستفزًا لمشاعر المسلمين. 

ويتصدر المشهد في إسرائيل الحاخام المتطرف يهودا غليك الذي دائمًا ما يحاول الإقدام على النفخ بالبوق خلال اقتحامه مع مجموعات من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، حيث يدعو ويقود الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد  ونشر الصور الاستفزازية على عديد المنصات الإسرائيلية، إضافة إلى قيام تلك المجموعات بالرقص والغناء بصوت مرتفع وأداء طقوس تلمودية في باحاته.

الحاخام المتطرف يهودا غليك

ويقول مرصد الأزهر الشريف في هذا الأمر: إنه في ظل انشغال العالم بالمجازر الدموية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يصعد الاحتلال الإسرائيلي من مساعيه الخبيثة لفرض سيطرته على ساحات  المبارك من خلال عدد من الإجراءات من بينها حجب موقع (هار هبيّت حداشوت- הר הבית חדשות) الموقع الرئيس المعنى بنقل وتوثيق كافة الأخبار المتعلقة باقتحامات ساحات الأقصى المبارك.

ويضيف المرصد: كما سمح الاحتلال خلال الأيام الماضية لمستوطنين بالنفخ بالبوق علنًا داخل ساحات الأقصى المبارك، في خطوة خطيرة لإعلان السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وبدء الزمان اليهودي وانتهاء الزمان الإسلامي فيه، وإيذانًا بقرب مجئ المخلص وبناء الهيكل الثالث المزعوم، وشهد الأقصى من قبل ظاهرة نفخ البوق ثلاث مرات في منطقة باب الرحمة بشكلٍ سريٍ، إلا أن حراس الأقصى استطاعوا توثيق المرة الأخيرة من تلك المرات الثلاث.

وأكد مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف أن الأقصى صار في خطرٍ داهمٍ، وأن الاحتلال لا يريد سلامًا على الإطلاق، بل يسعى سعيًّا حثيثًا لبسط السيادة الإسرائيلية على المسجد المبارك، والسماح للمستوطنين باقتحامه من كافة الأبواب تمهيدًا لإقامة الهيكل الثالث المزعوم؛ الأمر الذي من شأنه اتساع الحرب الدينية التي أشعلها الاحتلال في فلسطين المحتلة، ويريدها أن تمتد لتشمل المنطقة بأسرها.

تابع مواقعنا