الآن سأرتدي الخوذة| عبد الله عبيد مراسل أخطر تغطية من تحت القصف الإسرائيلي: الاحتلال هددنا.. ونقلت رسالتي من تحت النيران
قصف صاروخي".. المراسل: هنا غارة جديدة كما ترون!!
"صوت قصف أقوى".. المراسل يهرول إلى باب المستشفى ويقول: نعم نعم زميلي غارة جديدة.. كما سمعتم شظايا تتطاير بشكل كبير.. الآن سأرتدي الخوذة.. المشهد مرعب نتمنى ألا يطول هذا القصف لطائرات الاحتلال.
المراسل يختتم حديثه عائدا أمام الكاميرا: الآن أنا عدت إلى البث.. وكما ترون حالة الذعر والرعب لدى النازحين هنا في المستشفى الإندونيسي.
لم يكن هذا مشهدا تمثيليا يحبس الأنفاس أمام فيلم أكشن هوليودي، لكنها كانت شجاعة كبيرة رسم مشاهدها وبطولتها عبد الله عبيد المراسل الصحفي بقناة الغد الإخبارية، وشاهدها الكثير منا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ أثناء تغطيته لمجريات الأحداث من أمام بوابة المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة.
المراسل عبد الله عبيد يتابع عمله رغم القصف
بثبات ورباطة جأش كبيرة يقف المراسل الحربي عبد الله عبيد، أمام قصف صاروخي شنه الاحتلال الإسرائيلي على بعد عشرات الأمتار منه، يتمسك بمذياعه ويستكمل بشجاعة منه عمله لنقل عين الحقيقة، فالكلمة حق وأمانة يحملها جنود الكلمة.
ويصف لنا حاله في تلك اللحظة قائلا: من أكثر المشاهد تأثيرا فيا وقمت بمواصلة عملي ورسالتي الإعلامية بالرغم من صعوبة المشهد وهول الموقف وصوت القصف وفي ظل النيران المشتعلة حول المستشفى.
عبد الله عبيد مراسل الغد: نعمل في أكثر بقعة ساخنة في العالم
يروي لنا الزميل عبد الله عبيد، بعد أن تواصنا معه في موقع القاهرة 24، بأنه التحق للعمل في مهنة المراسل والصحفي التليفزيوني منذ عام 2015، وطوال تلك الأعوام رسم طريقه لهدف واحد ليس من أجل شهرة زائلة أو مجد زائف ولكن لنقل الحقيقة والحقيقة فقط، فهو يعمل في منطقة يصفها بأنها بقعة صغيرة من أكثر المناطق سخونة على مستوى العالم؛ والرسالة الأسمى فيها من خلال تلك الوظيفة هي نقل الحقيقة وما يجري على أرض الواقع من انتهاكات وقصف ينال المدنين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ولا يفرق بين مسجد ولا كنيسة ولا مستشفى ولا مسلم ولا مسيحي فالكل عند المحتل سواء.
ويتابع: صواريخ الاحتلال الإسرائيلي بتستهدف الصحفيين لأنها لا تريد عين الحقيقة ولا تريد نقل جرائمهم للمجتمع العالمي.. والمحتل ما يريد أن تنقل مجازره ومحارقه بحق الفلسطينيين من قتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمير الكنائس والمساجد وقصف للمسيحيين والمسلمين، ومن قبل استهدفوا بيت الزميل وائل الدحدوح، واستشهدت أسرته؛ وهددوني وبيهددوا الزملا وإحنا ما راح نقف عن نقل الحقيقة للعالم لان دا واجبنا ورسالتنا المقدسة.
صوت الصواريخ والقصف والاغتيالات والاعتقالات لن ترهبنا، هكذا يعقب عبد الله عبيد، عن الحملات الممنهجة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والمراسلين الحربيين لمحاولة إرهابهم أو إقصائهم عن أداء رسالتهم السامية، مشددا على أنهم جميعا يعملون في الميدان لكشف جرائم الاحتلال بأي ثمن مهما كلف الأمر فالحقيقة غالية وقد تدفع حياتك ثمنا لها وهي بلا شك "تستحق".
بين مطرقة القصف والاستهداف، وسندان قلة الإمكانات والحصار، يتعايش عبدالله عبيد مع زملائه من الصحفيين والإعلاميين فهم يتعاونون لشحن بطاريات كاميراتهم ومعداتهم من جانب، وعلى جانب آخر يجلسون ساعات طوال للحصول على إشارة تليفونية لتشغيل الانترنت لتنزيل صورة أو مشاهدة مقطع فيديو هام لمتابعة سير عملهم، فيشير إلى أن الاحتلال يمارس حرب تجويع وتعطيش وتضييق من خلال قطع الكهرباء والماء والاتصالات؛ لتكون غزة معزولة عن العالم لكن هيهات.
منافسة شريفة أمام عدسات الكاميرات بين مراسلي القنوات الإخبارية المحلية والإقليمية والعالمية منها، فالرسالة واحدة والجميع في مركب واحد، ولمدة دقائق معدودات وبعيدا عنها وعن أجواء الحرب والقصف الغاشم والحصار اللا إنساني من الاحتلال الإسرائيلي، يجلس عبد الله عبيد مع زملائه من الصحفيين والمراسلين يأكلون في طبق واحد ويقتسمون كسرات الخبز أو ما تيسر من الطعام لديهم، كما أنهم كما يقول ينامون جنبا إلى جنب في مكان يأويهم حتى الصباح لتبدأ رسالتهم من جديد فهم أسرة واحدة.
جائني الرد سريعا وبصوت قوي من عبد الله عبيد؛ عن سؤالي له عن من يتحمل مسؤولية استهداف أكثر من 35 صحفيا وإعلاميا واعتقال العشرات منهم في غزة والضفة الغربية، ليؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي وحده المسؤول عن تلك الجرائم لأن هدفه معروف ومعلوم للجميع محاولة إرهابهم لمنع عين الحقيقة واغتيال لرسالة من رسائل الأنبياء.
إشادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمراسلين في غزة
ناس بقوا من عيلتنا.. بنصحى كل يوم نطمن عليهم.. صورة فيها عدد من المراسلين الحربين والصحفيين والمصورين ممن ينقلون مجريات الأحداث والحقائق في غزة، يتداولها مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، من بينهم عبد الله عبيد.
هؤلاء يحملون سلاح "الكلمة" فصوتها أقوى من صوت القصف والصواريخ وكلماتها أمضى وأبقى من مواجهة الحصار وقطع المياه والكهرباء وواقعها في نفوسهم أشد عليهم من الطائرات؛ وهي أمانة تنوء عن حملها الجبال الراسيات ولا يقدر عليها إلا من أوتي عقلا رشيدا وقلبا قويما ولسانا صدق مبين.