إبادة للإنسانية.. مراسلة فلسطينية تروي كيف أجبرتها الحرب على شرب الماء المالح | خاص
عاش الفلسطينيون 42 يومًا وسط الدمار والخراب والركام، في ظل استمرار الأفعال الإجرامية من قبل قوات العدوان الإسرائيلي، من قتل المدنيين وقصف البيوت وتدمير المدارس ودور العبادة واقتحام المستشفيات، حتى أن وصل الحصار إلى مجمع الشفاء الطبي.
وفي أزمة إنسانية يعيشها أهالي قطاع غزة، ألا وهي انقطاع الماء واختفاء الطعام والاحتياجات الأساسية اليومية، حتى أصبح عددا كبيرا من سكان القطاع يعانون من مشاكل صحية تتعلق بسوء التغذية.
أزمة الماء في فلسطين
وتصف غالية حمد، مراسلة فلسطينية من قاطني قطاع غزة الأوضاع هناك في ظل استمرار الإجرام والوحشية من قبل إسرائيل، بأنه أصبح مأسويا ولا يتحمله بشر، حيث في ظل وجود أزمة مياه الشرب اضطررت إلى شرب الماء المالح الملوث.
وروت غالية حمد، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، تفاصيل ما تعانيه هي وأسرتها بشكل يومي خلال الحرب، قائلة: أنا وعيلتي متجمعين في بيت واحد بعد تدمير منزلي الجديد قبل يومين، والذي أسسته في مدينة غزة، وهناك معاناة يومية بشأن الحصول على الطعام والشراب وكل مستلزمات الحياة اليومية، كنا نركض ونجري خلف تعبئة مياه الشرب النظيفة، ولكن تعبنا دون أن ننال الماء، وفشلت المحاولة وعطشنا كثيرًا، مما اضطرني أنا وعائلتي لـ شرب الماء الملوث غير الصالح للشرب.
وبين الاحتياج للماء والمخاطر الصحية، أجبرت غالية على شرب الماء الملوث، قائلة: كانت تجربة سيئة جدًا، وإذا أنا مريت بها مرة فالنازحين يمرون بها كل يوم وكل وقت، فهم يتألمون من الوضع الذي لا يألفه الإنسان والبشر، وهم يشربون هذا الماء، أو يموتون من العطش.
أوضاع النازحين في قطاع غزة
وأضافت غالية حمد: الأطفال في حالة من الخوف والذعر، بنتي الصغيرة 4 سنوات، أصبحت تخدم نفسها، لكن من وقت الحرب صارت تبكي وتصرخ يوميًا، وتريد العودة للبيت، في حين أنه تم قصفه، وأصبحت متلاصقة بي منذ بداية الحرب.
واستكملت: أوضاع النازحين غاية في الصعوبة، المدارس أصبحت مكتظة بشكل مرعب، والغرفة بها ما يزيد عن 50 شخصًا بيبتون فيها، وليس لديهم الماء ولا الأكل، وأصبحوا يستخدمون أي مواد للحطب، ليصنعوا الخبز من الكميات القليلة من الطحين التي تصل لهم، ليتم ذلك بشكل بدائي.
وواصلت غالية حمد: حصة الفرد من الطعام أقل بكثير من الحياة الطبيعية التي يحتاجها، وهذا ما نتج عنه هزال في أوساط النازحين، وأمراض بسبب قلة النظافة والمياه والتكدس الرهيب، كما صار لدى الكثير من الأشخاص مشاكل في الجهاز التنفسي، ومشاكل معوية وأوبئة، خاصة مع توقف ترحيل النفايات بسبب نفاذ وقود العربيات الخاص بهذا الأمر.
واختتمت غالية الحمد: الفلسطينيون يعيشون الآن كارثة إنسانية وصحية وبيئية، ومع وجود آلاف الشهداء تحت الأنقاض، أصبح من الصعب استخراجها، والجرحى يتم إخراجهم من المستشفيات قبل استكمال الشفاء وتعافيهم بسبب الاكتظاظ الشديد، ولدى وزارة الصحة الفلسطينية ما يزيد عن 30 ألف إصابة، وعدد الشهداء من الصعب إحصاؤها، حيث فقدت القدرة على تسجيل أعداد الشهداء بسبب وجود آلاف الجثث تحت الركام وعدم وصولهم إلى المستشفيات، مع اقتحام مجمع الشفاء الطبي وتحويله إلى حالة الحصار وانقطاع الماء عنه.