هل الرعد غضب من الله؟.. من هم جنود الرعد وهل تخافه الملائكة؟
قد لا يعلم الكثيرون هل الرعد غضب من الله أم رحمة أم لا علاقة له بالغضب أو الرضا؟، وما يجعل ظاهرة الرعد مخيفة للبشر، ترددات الصوت العالية التي تصل إلى أذن الإنسان من على بعد مسافات كبيرة بين السماء والأرض، والتي تصنف على أنها أقوى الأصوات الطبيعية على الإطلاق، كما أن الرعد مصاحب للبرق وهو أيضا من الظواهر الجوية المخيفة، وعبر القاهرة 24 نعرض سبب الخوف من الرعد وهل من الواجب علينا الخوف منه أم لا ولماذا، وما أسماؤه، وكيف يحدث؟.
هل الرعد غضب من الله؟
هل الرعد غضب من الله؟، يرد على هذا السؤال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، بقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع ريح هائجة يروح ويجيء كما وصفت السيدة عائشة ولا يهدأ إلا إذا نزل المطر، مخافة أن تكون عذابًا كما كانت في قوم عاد.
وأوضح أنه من الواجب على البشر أن يخافوا من ظاهرة الرعد لهذا السبب، ويقول عندما يرى برقًا ويسمع رعدًا ونحو ذلك عليه أن يستغفر ربه، وعليه أن يسأل ربه العافية من أهوال يوم القيامة وأن يسأل ربه رفع الغضب والعذاب ونحو ذلك.
وورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: "كانَ إذا رأى سحابًا مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِِّبًا نافعًا مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ".
وورد أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا سمع صوت الرعد قال "اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك"، من شدة خوفه من الرعد، وكان الصحابي عبد الله بن الزبير إذا سمع صوت الرعد توقف عن الحديث وقال" سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته" ثم يقول: إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد.
ومما سبق يستدل على أن صوت الرعد من الظواهر المخيفة التي يجب على الإنسان الدعاء والاستغفار عند سماعها، خاصة وأن الرعد يتبعه مطر غزير قد يهلك المنازل والزروع إن استمر طويلا، وهو ما حدث في عذاب قوم سيدنا نوح، وقد ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عَبِيدِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ".
ما هو الرعد في القرآن؟
حول ما هو الرعد في القرآن، أجمع الفقهاء على أن الرعد هو صوت ملك يزجر السحاب، فقد وردت عدة آثار تتحدث عن أن الرعد ملك موكل بالسحاب، وفي تفسير الشوكاني قال أن تفسير قوله تعالى "ويُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ" أي أن الرعد نفسه يسبح بحمد الله، أي متلبسًا بحمده، وليس هذا بمستبعد ولا مانع من أن يُنْطِقَهُ الله بذلك مستشهدًا بقوله تعالى "وإنْ مِن شَيْءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ".
وأوضح الشوكاني أن القرآن الكريم في سورة الرعد ذكر الرعد مفردًا ومقترنًا بالملائكة، وهو ما يدل على خصوصيته "ويَكُونُ ذِكْرُهُ عَلى الإفْرادِ مَعَ ذِكْرِ المَلائِكَةِ بَعْدَهُ لِمَزِيدِ خُصُوصِيَّةٍ لَهُ، وعِنايَةٍ بِهِ، وقِيلَ: المُرادُ ويُسَبِّحُ سامِعُو الرَّعْدِ، أيْ: يَقُولُونَ: سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ لِلَّهِ"، حيث يسبح الملائكة في السماء جميعهم مع الرعد بحمد الله تعالى وقيل من خيفة الرعد.
ولم يمانع الشوكاني من اعتبار الرعد ملكًا فقال "وأمّا عَلى تَفْسِيرِ الرَّعْدِ بِمَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ فَلا اسْتِبْعادَ في ذَلِكَ"، وأن الملائكة الذين يسبحون معه هم أعوانه "وقَدْ ذَكَرَ جَماعَةٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ أنَّ هَؤُلاءِ المَلائِكَةَ هم أعْوانُ الرَّعْدِ، وأنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ جَعَلَ لَهُ أعْوانًا".
اسم صوت الرعد من 5 حروف
هناك اسم صوت الرعد من 5 حروف ذكر في المعاجم العربية، فقد ذكر في المعجم الغني 'زَمْجَرَةُ الرَّعْدِ: جَلْجَلَتُهُ" وفي معجم الأصوات "الزمجرة: صوت الرعد الشديد" لذلك فاسم الرعد هو زمجرة من 5 حروف، كما أن له أسماء أخرى مثل الطمام أو هزيم ودويّ، ورجس.
سبب صوت الرعد في الإسلام
هناك عدة آراء تفسر سبب صوت الرعد في الإسلام، منها قول ابن عباس رضي الله عنه، أن الرعد "ريح يختنق تحت السحاب، فتتصاعد فيكون منها ذلك الصوت"، وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الرعد "مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يَزجرُ به السحابَ يَسوقُهُ حيثُ أمرَ اللهُ" وأن الصوت المسموع هو صوته عندما يسبح".
وقال ابن الجوزي رحمه الله، إن قوله تعالى "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ"، يرى العلماء فيه قولين:
- الأول: اسْمُ المَلَكِ الَّذِي يَزْجُرُ السَّحابَ، وصَوْتُهُ: تَسْبِيحُهُ، قالَهُ مُقاتِلٌ.
- والثّانِي: أنَّهُ الصَّوْتُ المَسْمُوعُ. وإنَّما خُصَّ الرَّعْدُ بِالتَّسْبِيحِ، لِأنَّهُ مِن أعْظَمِ الأصْواتِ. قالَ ابْنُ الأنْبارِيِّ: وإخْبارُهُ عَنِ الصَّوْتِ بِالتَّسْبِيحِ مَجازٌ، كَما يَقُولُ القائِلُ: قَدْ غَمَّنِي كَلامُكَ.
أما في تفسير قوله تعالى "والمَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ" يقال في هاء "خيفته" أنها كناية عن الله عز وجل وهو الأظْهَرُ؛ قال ابن عباس: "يَخافُونَ اللَّهَ، ولَيْسَ كَخَوْفِ ابْنِ آدَمَ، لا يَعْرِفُ أحَدُهم مَن عَلى يَمِينِهِ ومَن عَلى يَسارِهِ، ولا يَشْغَلُهُ عَنْ عِبادَةِ اللَّهِ شَيْءٌ"، وقيل أنه خوف الملائكة من صوت الرعد نفسه كما قال الماوردي.