ثعلب السياسة الأمريكية.. من هو هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الذي توفي عن 100 عام؟
توفي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عن عمر يناهز 100 عام، ليكتب نهاية قصة رجل ارتبط اسمه بالسياسة الأمريكية بقدر لم يحدث مع أي شخص غيره، حتى أنه عرف على مستوى العالم بثعلب السياسية الأمريكية، ولما لا وهو الرجل الذي عاصر وشارك في هندسة السياسة الأمريكية في التعامل مع أحداث كان لها تأثير في مصير هذا العالم، ومصير دول في مختلف قارات العالم.
فمن حرب فيتنام، والانفتاح الدبلوماسي للصين، ومحادثات الحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق والحروب بين الدول العربية و"إسرائيل" كان اسم كيسنجر موجودًا في تلك الصراعات والأزمات على طول الخط، ولاعبًا أساسيًا فيها، بل ربما كان الأكثر تاثيرًا فيها عن أي سياسي آخر.
في ظل النازية.. وماذا فعل مع الجستابو
وُلد كيسنجر في منطقة بافاريا بألمانيا في 27 مايو 1923، وبسبب كونه يهوديًا واجه عنف النظام النازي، الذي كان يحكم ألمانيا في هذا الوقت، وفي عام 1938 قررت عائلته الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الجنسية هناك، وأصبح مواطنًا أمريكيًا، والتحق هناك بالجيش الأمريكي، وعاد مرة أخرى إلى المانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ضمن جنود المشاة رقم 84 بالجيش الأمريكي، وعمل مترجمًا في العمليات الاستخباراتية، وساعد في القبض على أعضاء الجستابو.
أستاذ في هارفرد.. ومستشار للأمن القومي
حصل كيسنجر على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة هارفارد، وهو الأمر الذي جعل منه مؤهلًا للعمل في الإدارة الأمريكية في أكثر من منصب، لكنه برز بشكل واضح في ظل إدارة الرئيس نيسكون، الذي كان في بداية الأمر مستشاره لشئون الأمن القومي.
وزير خارجية " غير مولود في أمريكا"
بعد ثلاثة أشهر من فضيحة وترجيت في 17 يونيو 1972، تم تعيين مستشار الأمن القومي لنيكسون وزيرًا للخارجية، ليصبح أول رئيس مولود في الخارج لتلك الوزارة، واستمر في هذا المنصب مع استقالة نيكسون ووصول فورد للحكم، وكان ربما الأكثر تأثيرًا في السياسة الخارجية الأمريكية.
فيتنام ونوبل
كان كيسنجر قد أصبح العنصر الأهم في مفاوضات خروج أمريكا من حرب فيتنام، التي ارهقتها وتقاسم جائزة نوبل للسلام عام 1973 مع زعيم فيتنام الشمالية لو دوك ثو، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ذلك العام.
سياسة الوفاق
شارك كيسنجر في صياغة سياسة الوفاق التي أدت إلى وضع حد للحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي السابق، ولعب دورًا محوريًا في هدم الجدار الدبلوماسي العظيم الذي أحاط بالصين.