الحاضر الغائب.. كيسنجر مهندس اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل
قرن من الزمان عاشه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، تاركا إرثا دبلوماسيا أحدث تغييرات جذرية في مصير ومستقبل أنظمة ودول، ورغم وفاته منذ ساعات، إلا وأنه سيبقى الغائب الحاضر في العلاقات بين مصر وإسرائيل بدوره التاريخي في صنع وهندسة عملية السلام بين البلدين.
كيسنجر الغائب الحاضر بين مصر وإسرائيل
يعد كيسنجر من أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، والتي كان لها تأثير واسع على الشأن المصري والعربي والعالمي، ولا سيما دوره المهم في وقف إطلاق النار وعملية السلام بين مصر وإسرائيل، في حرب أكتوبر، وكذلك توقيع الطرفين على معاهدة كامب ديفيد عام 1978.
وكانت قصته مع السادات من أهم فصول حياته وأكثرها إثارة، حيث أنهى كيسنجر الحرب بين مصر وإسرائيل، فكان أول إسكات نهائي لجبهة عربية تحارب إسرائيل، وساهم في تحوّل مصر من الجانب السوفيتي إلى الأمريكي باتصالاته الواسعة مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
كيسنجر سرد في كتابه واقعة تحدث فيها عن عدم تقديره في البداية للرئيس السادات، وقال إنه قبل يوم من حرب أكتوبر 1973، أرسل السادات مبعوثا، وأجرى كيسنجر اجتماعين مع المبعوث؛ واحد في منزل خاص بمقاطعة ويستشتر والثاني في باريس، أو قرب باريس أثناء قيامه برحلة أوروبية، وفي كلا الاجتماعين، أوضح كسينجر مفهومهم للمبعوث، الذي رفض هذا المفهوم.
وقال كيسنجر: على أن أعترف، استهنت بالسادات عندما قال المبعوث في اللقاء: لو مضى هذا الاجتماع بشكل جيد، فإن الرئيس سيدعوك إلى القاهرة، وتابع كسينجر في كتابه قائلا: السادات بعث رسالة في اليوم الثاني من الحرب يقول إنه يريد التفاوض بعد الحرب، وكنت قد بعث إليه برسالة تقول: خلال الحرب من فضلك ضع في اعتبارك أن تقاتل بالأسلحة السوفيتية لكن سيكون عليك صنع السلام من خلال الدبلوماسية الأمريكية.
وأضاف: لكن عندما التقيت به بالفعل، وكان هذا بعد أسبوعين، بدأ السادات المحادثة قائلا: أريد السلام، وأريد خطة كسينجر، ومضى قائلا: لكن بما أنك لم تكن متاحا فقد وضعت خطة كيسنجر، ويقول كسينجر أن هذا الاستعداد للمضي خطوة بخطوة بدلا من السعي إلى تسوية شاملة كان إنجازا.
ونجح في التوصل إلى 3 اتفاقيات: اثنتان بين مصر وإسرائيل، وواحدة بين إسرائيل وسوريا عقب حرب أكتوبر وإنهاء الحرب، ويرى كيسنجر أن الاتفاق بين إسرائيل وسوريا حافظ على السلام في مرتفعات الجولان لمدة 40 عاما، ومهد اتفاقا ضد الاشتباك لإخراج مصر من الصراع مع إسرائيل، وأرسى الأسس لمعاهدة سلام بين البلدين.
