الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حزب الله أم إيران مباشرة.. من يحلل لإسرائيل وأمريكا إشعال الحرب القادمة؟

حزب الله في مواجهة
تقارير وتحقيقات
حزب الله في مواجهة إسرائيل
الثلاثاء 05/ديسمبر/2023 - 02:13 م

سنجعل بيروت مثل غزة وما نفعله في غزة يمكن فعله في بيروت.. رسائل تهديد ووعيد أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، عقب أيام قليلة من بدء حرب تل أبيب الطاحنة في القطاع الفلسطيني الصغير، بعدما وجهت لهم حركة المقاومة الفلسطينية حماس لكمة لن ينساها الاحتلال، وتحديدًا في السابع من أكتوبر فيما عرف إعلاميًا بعملية طوفان الأقصى.

وهي الرسائل ذاتها التي ما إن وصلت إلى مسامع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، حليف إيران الأكبر وأبرز أذرعها في المنطقة، ليبدأ نصر الله لملمة مقاتليه وتخفيف وطأة تحذيراته بالمشاركة في الحرب إلى جانب حركة حماس حال دخول إسرائيل بريًَا إلى القطاع.

فما إن خرجت أولى المعلومات عن عملية طوفان الأقصى صبيحة السابع من أكتوبر الماضي إلا ووجهت إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول الغربية جميع أصابع اتهامهم صوب العاصمة الإيرانية طهران وحلفائها بالوقوف وراء الهجوم الفلسطيني متنساين بذلك القضية الفلسطينية وشعب فلسطين المكلوم منذ العام 1948 تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة يوميًا على دماء من تبقى من فلسطين، لتهرع واشنطن بإرسال حاملتي طائرات أحدهما الأكبر في العالم وعدد من السفن الحربية وغواصة نووية، لمنع تمدد الصراع على حد قولها.

التنين يطل من خلف سور الصين

إلا أن المتتبع للخطوات الأمريكية في الشرق الأوسط يرى أن أمريكا في تحركها لم تغفل صراعها الكبير مع الصين، وأن حماس وصراعها الحالي مع إسرائيل، وبالتبعية إيران وحلفائها حزب الله والحوثي والمليشيات المنتتشرة في سوريا والعراق، تمثل واحدة من جولات الصين وأمريكا، إذ نتذكر جميعًا أن واشنطن بعد خروجها من أفغانستان بات أكبر داعميها في الشرق بأكلمه إسرائيل، إلى جانب كل من الهند وباكستان إلا أن الأخيرتين ليس حليفتين كليًا لواشنطن، إذ لم تعد أمريكا تحسن قبضتها عليهما كسابق عهدها، وإفريقيا بدت أقرب لروسيا في ظل ما تشهده من انقلابات ممتدة من دولة لأخرى، وهو ما بات واضحًا في تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حين علل حضور بلاده العسكري للمنطقة على خلفية طوفان الأقصى قائلا في إحدى مؤتمراته الصحفية: “إن الأجيال القادمة في أمريكا ستدرك أهمية ذلك القرار حيث سيكون تأمينًا لهم”.

الصراع الصيني الأمريكي

 

ووفقًا لذلك فإن مساعي أمريكا للهيمنة واستعادة السيطرة على الشرق الأوسط (من وجهة نظرها) لا يمكن أن تتم إلا من خلال استمرار تواجد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها (أي الشرق الأوسط) الرابط ومفتاح الوصول إلى كل العالم وبين جميع جوانبه، إلا أن أكبر ما يعيق واشنطن في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية تمثل في إيران وتوابعها وحلفائها الموثوقون وهو ما يعرف في الداخل الإيراني بـ (محور المقاومة) وبالتالي تبعيتهم لكل من الصين في المقاوم الأول ومن خلفها روسيا، فجميع الأذرع الشيعية المنتشرة في عدة دول عربية وأبرزها حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله الحوثي وباقي المليشيات المنتشرة في سوريا والعراق، تدين بولائها لطهران التي تدين بولائها لبكين وموسكو.

حاربوا حماس ونحن معكم

وهو ما انتبه له الخليجيون العرب وبدأو على إثره التقرب للصين وروسيا أكثر وأكثر حتى بدت الصين أنها على مقربة من ابتلاع الشرق الأوسط؛ ليأتي يوم السابع من أكتوبر وتتدافع أمريكا إلى الشرق الأوسط حتى توقع البعض أن الحرب ضد أمريكا وليست بين حركة مقاومة فلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلية، وهو ما عملت إسرائيل على استغلاله بإعلانها متلحفة بترسانة أمريكا العسكرية، بأن الحرب المعلنة للقضاء على حماس وإفراغ غزة من ذراع إيران داخلها.

تحالف إسرائيل وأمريكا في مواجهة فلسطين

فما أن أعلنت إسرائيل شن الحرب المستعرة غير المتكافئة على القطاع الفلسطيني، سارعت التقارير الأمريكية بتمويل واشنطن لآلة الحرب الصهويونية تارة، وترميم الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر من الحرب الفلسطينية تارة أخرى متاناسين بذلك حليفتهم أوكرانيا في مواجهة روسيا، موجهين صوب أعينهم للشرق الأوسط ومن خلفه الصين، ليتضح أن البيت الأبيض يعمل من خلال تل أبيب على حماية طرقه ومصالحه الاقتصادية في المنطقة، من خلال إظهار صورة القوة العسكرية واستمرار التواجد (المخيف) في الشرق الأوسط.

حزب الله للخلف در 

وبالعودة إلى بداية الحرب، نتذكر تعهدات حزب الله اللبناني بأنه إذا اجتاحت إسرائيل غزة بريًا ستجتاح  قواته الجليل المحتل، لكن ذلك سرعان ما بات من الماضي، بعدما أظهرت أمريكا من خلال إسرائيل أنها تريد الحصول على ذريعة للدخول إلى لبنان تحت غطاء القضاء على حزب الله، كما حدث في قطاع غزة، إذ ما لبثت إسرائيل الدخول إليه برًا وبحرًا وجوًا، متذرعة بالقضاء على حماس، في حرب تمتدت من السابع من أكتوبر دون تحقيق أهداف واضحة - حتى كتابة تلك السطور- لذا تراجع الحزب وتراجعت إيران لمنع إيجاد ذريعة لإسرائيل.

إيران وأمريكا

وفقًا لما سبق، يتبين أن مساعي أمريكا بالتقرب إلى العشائر والفصائل العربية السنية المنتشرة شرق سوريا وغرب العارق وتسليحها وفقًا للتقارير الاستخباراتية الصادرة من صحف أمريكية عدة، تعمل من خلالها على التجيهز لاستخدامها في مواجهة النفوذ الإيراني في كلا الدولتين، والاستعداد للجوء إلى خدماتهم حال المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله، بتحييد حلفاء إيران في كل من سوريا والعراق، وانفراد واشنطن وتل أبيب بأصحاب العمامة السوداء جنوب لبنان.

تابع مواقعنا