حفاة عراة في انتظار الموت.. جيش الاحتلال يعري الأسرى الفلسطينيين
بقلوب لم تعرف الرحمة وأجساد لم تعرف الإنسانية كما عهدنا الاحتلال الإسرائيلي منذ بدايته، راح متسلحا بمزاعم واهية للقضاء على المقاومة الفلسطينية؛ يرتكب المجزرة تلو الأخرى غير مبالي بتسببه في سقوط قتلى مدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ضاربًا كافة القوانين الدولية الإنسانية برصاصاته الغادرة، ليخرج خلال الساعات الماضية في مشهد لم نراه إلا في حلبات المصارعة الرومانية خلال الأزمنة الغابرة، خاصة مشاهد مصارعة الأدميين مع حيوانات مفترسة، وكأنه يأبى أن يكون إنسانًا، إذ قادت قوات الاحتلال عشرات من الرجال المدنيين جنوب قطاع غزة عراة الأجساد (سوى عوراتهم) إلى مناطق خالية استعدادًا لإطلاق النار عليهم، وإعدامهم بقلوب باردة.
مذبحة إسرائيل جنوب غزة
الصور المتداولة بشأن الجريمة النكراء جرى تداولها خلال الساعات الماضية من قبل عدد من مواطني القطاع مطالبين المجتمع الدولي التدخل السريع لمواجهة مجزرة الاحتلال (علّه يسمع للمجمتع الدولي)، وآملين في توثيق تلك المجزرة المتكررة على أجساد أبناء القطاع العزل، حيث تضمنت التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (X) تويتر سابقا، معلومات بشأن اعتقال قوات الاحتلال لعشرات الرجال في مدن جنوب غزة، وإجبارهم على التجرد عن ملابسهم (سوى ما يستر عوراتهم) والجلوس في وضعية الاستسلام أسفل فوهات البنادق المصوبة تجاه أجسادهم العارية المنهكة جراء الحرب الغاشمة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي تجاه جنود سوريين في عام 2014.
رامي عبده مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، بدوره نشر سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي X، وثق خلالها مجموعة من الصور تظهر الجريمة الإسرائيلية بحق مدنيي غزة، قائلًا: “إسرائيل تقوم بتعرية واعتقال المئات من الرجال المدنيين، وتنفذ الإعدام بحق عشرات الشبان في منطقة شمال قطاع غزة”.
إسرائيل تأسر الصحفي ضياء الكحلوت
وأضاف مؤسس المرصد الأورومتوسطي، في تغريدة أخرى أن الصحفي ضياء الكحلوت من ضمن رجال غزة المعتقلين والمتعريين في الطرقات أسفل آلة القتل الإسرائيلية، قائلا: “من بين هؤلاء المعتقلين صديقي العزيز والصحفي المخضرم ضياء الكحلوت.. كنت قد رجوته أن يترك بيت لاهيا ويذهب لجنوب وادي غزة.. لكنه قال لي كيف أترك حبيبتك ندى ووالدتي المسنة.. طفلته ندى من ذوي الإعاقة وتحتاج رعاية وتجهيزات خاصة لتتمكن من النجاة.. قلبي على ضياء، قلبي على ندى”.
وشهد شاهد من أهلها
توثيق حلبة المصارعة الأدمية على أجساد الفلسطينيين لم يقتصر على الفلسطينيين والعرب فقط، بل جاء بألسنة مسؤولي دولة الاحتلال وتحديدًا أفيفا كلومباس، الرئيسة السابقة لكتابة الخطابات في بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إذ وثقت عامدة من خلال نشرها مقطع فيديو يظهر المعاملة الوحشية من قبل جنود الاحتلال للمدنيين في غزة، زاعمة أن الرجال المستلقيين على أراضي غزة المدمرة يتبعون حركة المقاومة الفلسطينية حماس، باحثة من خلال تلك التغريدات عن مبرر لما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم بحق الرجال المدنيين.
جدير بالذكر أن القانون الدولي الإنساني، أحد أفرع القانون الدولي، يتكون من مجموعة من القواعد تنص على الحد من آثار النزاعات المسلحة لدوافع إنسانية، ويهدف إلى حماية الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة أو بشكل فعال في الأعمال العدائية أو الذين كفوا عن المشاركة فيها مباشرة أو بشكل فعال، كما أنه يفرض قيودًا على وسائل الحرب وأساليبها، وهو ما خالفته إسرائيل ليس خلال الحرب الحالية الغاشمة على قطاع غزة فقط، ولكن منذ نشأتها حسب جميع التوثيقات للاحتلال المستمر منذ العام 1948 تجاه الشعب الفلسطيني.