الإفتاء توضح حكم غناء وتلحين آية من القرآن الكريم في مطلع أغنية
أجابت دار الإفتاء المصرية على سوال ورد من أحد السائلين يقول في نص هذا السؤال: ما حكم قيام بعض المغنين في إحدى الدول العربية بغناء أنشودة "أنا يوسف يا أبي"، وفيها عبارة: "هل جنيت على أحد عندما قلت: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾"، وهو في هذه الأغنية يكرر الآية المذكورة بمصاحبة الآلة الموسيقية المسماة العود، وأرفق بالطلب صورة لهذه القصيدة بعنوان "أنا يوسف يا أبي"، وتنتهي بنص الآية الكريمة: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾. وأطلب بيان الحكم الشرعي في غناء مقطع من شعر، أو نثر مرسل متضمن اقتباسًا لآية أو أكثر من القرآن الكريم مع مصاحبة العود أو أي آلة موسيقية أخرى، وما حكم من يغني ذلك؟
واستشهدت الدار بقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾؛ موضحةً أن هذا إرشادٌ له صلى الله عليه وآله وسلم ولأمته إلى أفضل طريقة للقرآن الكريم حتى يستمروا عليها وهم في أول عهدهم بنزول القرآن الكريم، والترتيل: جَعْلُ الشيء مرتلًا؛ أي منسقًا منظمًا، ومنه قولهم: ثغرٌ مرتلٌ؛ أي منظم الأسنان لم يشذ بعضها عن بعض، أي: قُم أيها الرسول الكريم مرتلًا للقرآن ترتيلًا جميلًا حسنًا.
ما المقصود من الترتيل في قوله تعالى(:وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا) ؟
كما أضافت الدار مستشهدةً عبر في فتوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي بقول الإمام ابن كثير كما قالت عائشة رضي الله عنها: (إنه كان صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ السورة فيرتلها)، سُئل أنس رضي الله عنه عن قراءته صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: "كانت مدا"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» رواه أحمد وغيره، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذا الشعر، وَقِفُوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب"، أي لا تسرعوا في قراءته.
وأشارت الدار إلى أن المقصد من قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾ ليس معناه أن يُقرأ بطريقة فيها تلحين، أو تطريب يغير من ألفاظ القرآن، ويُخِلُّ بالقراءة الصحيحة من حيث الأداء، ومخارج الحروف، والغن والمد والإدغام، والإظهار، وغير ذلك مما تقتضيه القراءة السليمة للقرآن الكريم، وإنما المعنى بقوله: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾: أن يقرأ بصوت جميل وخشوع وتدبر والتزام تام للقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف، ومن حيث الوقف والمد، والإظهار وغير ذلك.
واكدت الدار على عدم جواز غناء، وتلحين آية من القرآن الكريم بأي صورة من الصور، أو إخراج الآية عن الطريقة الصحيحة للتلاوة، وحكم من يفعل ذلك فهو آثمٌ وعليه ذنب، مضيفةً وجوب الاستغفار إلى الله والتوبة إليه؛ وذلك لأن القرآن هو كلام الله، وفَضَلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
