عالم بالأوقاف: التبني قضية جاهلية هدمها القرآن ورسوله الكريم
قال الدكتور عطية محمد عطية، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن الحكمة من تحريم الإسلام لفكرة التبني؛ حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة بدأ يؤسس لقواعد المجتمع الإسلامي، وفي نفس الوقت بدأ بهدم قواعد المجتمع الجاهلي؛ فكانت أول قاعدة أسسها في المجتمع الإسلامي هي قاعدة قوله تعالى:"إنَّ أَكَرمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتَقَاكُمْ".
ما سبب تحريم التبني في الإسلام ؟
وأضاف عطية خلال تصريحات تلفزيونية أن سبب تحريم الإسلام للتبني؛ هو أن الشريعة الإسلامية تريد أن يصبح المجتمع الإسلامي قويًا، ومتماسكًا، وخاليًا من عوامل الضعف؛ وهذا لا يتحقق إلا ببناء الأسرة على أساسٍ قويم؛ مضيفًا أن رسول الله صلى عليه وسلم قد نص على عدم تواجد طبقية في الدين الإسلامي؛ فليس هناك فرق بين أبيض، وأحمر، أو بين غني، وفقير، أو وزير وغفير.
كما نوه عن أخطر قضية هدمها القرآن، ونبيه صلى الله عليه وسلم؛ وهي قضية التبني؛ حيث علم القرآن الكريم أنه سيحدث الفتنة في المجتمع، ويتكلم، ويتشكك بعض الناس سواء بعلم أو بدون علم؛ موضحًا أن الله عز وجل قد نزل لهذا الأمر قضية التبني في ثلاث آيات من القرآن الكريم.
واستشهد العالم بالأوقاف بقوله تعالى في أمر التبني: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ، وقوله: " وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ"، وقوله: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"، وكان هذا موقف للقرآن الكريم التبني، بينما الله عز وجل يعلم أن هناك من يأتي ليعترض على هذا؛ لذلك شاء الله أن يجعل أول من يقوم بأمر التبني هو النبي عليه الصلاة والسلام؛ موضحًا ذلك حتى ينتقل بالمجتمع الإسلامي من الأمر النظري إلى الواقع العملي المشاهد؛ فلما كان لله عز وجل حكمة بأن لم يجعل صحابي ينفي هذا الفعل بل جعل النبي؛ حتى لا يأتي أحد ويقول الصحابي رفض التبني لكن النبي لم يرفض التبني.
