تاريخ الفنادق الحكومية التي باعتها الدولة.. أحدها قصر أسسه الخديوي إسماعيل عام 1879 ليبهر إمبراطورة فرنسا
تمتلك الفنادق الحكومية السبعة التي باعتها الدولة أمس الأول الأربعاء بخلاف موقعها المميز في القاهرة على كورنيش النيل وبالقرب من الأهرامات، وبالإسكندرية والأقصر وأسوان، تمتلك هذه الفنادق المباعة تاريخًا طويلًا، أقدمها هو فندق ماريوت عمر الخيام الزمالك، الذي أسسه الخديوي إسماعيل كقصر فاخر لاستقبال ضيوف احتفالات قناة السويس قبل أن يتم بيعه ليتحول لفندق عام 1879، يليه فندقا ماريوت مينا هاوس، وسوفيتيل وينتر بالاس الأقصر، وتأسسا عام 1886، وبعدهما افتتح فندق سوفيتيل ليغند أولد كتراكت أسوان عام 1902، وفي نفس القرن افتتح فندق شتيجنبرجر سيسيل الإسكندرية عام 1929، ومنتجع موفنبيك أسوان عام 1975.
تاريخ فندق ماريوت التاريخي بحي الزمالك بالقاهرة
يعود تاريخ فندق ماريوت الزمالك إلى عام 1869 عندما أمر الخديوي اسماعيل ببناء هذا القصر ليبهر إمبراطورة فرنسا أوجيني، إحدى زوار حفل افتتاح قناة السويس الأولى وتم تشييد قصر الجزيرة الملكي بأمر من الخديوي إسماعيل حاكم مصر لاستضافة المدعوين لحفل الافتتاح وذلك بتكلفة ثلاثة أرباع مليون جنيه مصري في ذلك الحين.
ويعكس الطراز المعماري للقصر شغف الخديوي بالعمارة الكلاسيكية الحديثة والمنتشرة في أوروبا، حيث استعان بكل من المهندس النمساوي فرانز يوليوس (فرانز بك فيما بعد) ودي كورل ديل روسو (الذي صمم أيضًا قصر عابدين) لتصميم القصر وتم التعاقد مع الألماني كارل فون ديبيتش للتصميمات الداخلية حيث كان مسؤولًا عن تصميم وتصنيع أقمشة الأثاث والستائر وجميع الديكورات الداخلية.
وبنى الخديوي إسماعيل القصر المترف وزينه بعناية ليكون نسخةً طبق الأصل من مقر إقامة الإمبراطورة أوجيني بقصر توليرى في باريس ضم تشييد قصر الجزيرة مجموعة من المهندسين والفنانين والحرفيين من مختلف الجنسيات. وفي عام 1868 كان القصر جاهزا.
قصر ماريوت يستقبل الاحتفالات الشهيرة
على مر السنين، أقيمت الاحتفالات الشهيرة في القصر، بما فيها حفل زفاف ابني الخديوي إسماعيل، والذي استمر 40 يومًا، وحفل زفاف ابنة رئيس الوزراء النحاس باشا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وحفل زفاف جلالة الملك فاروق وجلالة الملكة ناريمان في أحد المراكب النيلية قبالة القصر.
القصر يتحول إلى فندق
منذ أن تحول القصر إلى فندق، تغيرت ملكية القصر عدة مرات في عام 1879، وتحت اسم فندق قصر الجزيرة، تم مصادرته من قبل الدولة بسبب الديون المتراكمة حيث تم ضم الفندق إلى شركة الفنادق المصرية.
في عام 1919، تم بيع القصر إلى حبيب لطف الله، أحد الأعيان السوريين الذين استقروا بالقاهرة وفي عام 1961 وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تم تأميم القصر ليصبح اسمه فندق عمر الخيام.
وفي السبعينيات تم نقل إدارة القصر لشركة ماريوت العالمية، والتي رممت القصر وجهزته بجميع وسائل الراحة التي تناسب فندق خمس نجوم، كما أضافت إليه برجين حديثي البناء تم افتتاحهما عام 1982 بسعة 1087 غرفة وجناح.
السعة والمطاعم
يتألف الفندق من 20 طابقا وأكثر من 1000 جناح وغرفة فاخرة، بشرفات خاصة، وسط ستة أفدنة من الحدائق المطلة على نهر النيل ولإقامة استثنائية تحتوي الغرف على أسرة فخمة وأحواض استحمام وخزانات ومطابخ صغيرة في كل أجنحة النزلاء.
تاريخ فندق ماريوت مينا هاوس
أما فندق مينا ماريوت هاوس فله تاريخ عريق ايضا ففي عام 1869 شيد الخديوي إسماعيل فندق مينا هاوس أمام أهرامات الجيزة، والسبب وراء ذلك هو رغبته أن يكون استراحة خاصة به يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة ويقابل ضيوفه فيها، وهذه الاستراحة تطل على هضبة الأهرامات ومحاطة بحدائق الياسمين، ثم وسع الخديوي إسماعيل الاستراحة وتهيئة شارع الهرم المؤدي لها وحول البناء إلى قصر لضيوف حفل افتتاح قناة السويس.
ففي عام 1883 باع الخديوي توفيق ابن إسماعيل القصر لثري بريطاني وزوجته هما فريدريك وجيسي هيد وأصبح القصر مسكنًا خاصًا لهما قضيا فيه شهر العسل ووسعا بناءه وأطلقا عليه اسم مينا نسبة للملك مينا الملك الفرعونى الذي وحد القطرين.
وفي عام 1885 باعا القصر لرجل إنجليزي وزوجته هما إيثيل وهيوز لوكيه كينغ وهي عائلة اشتهرت بعشقها للآثار المصرية القديمة، وقررت تحويل القصر لفندق مينا هاوس والذي افتتح للعامة في عام 1886. وفي خلال الحرب العالمية الأولى أصبح الفندق مقرًا للقوات الأسترالية والنيوزيلاندية ثم تحول إلى مستشفى فى أواخر تلك الحرب، وخلال الحرب العالمية الثانية في عام 1943.
انتقلت بعدها ملكية الفندق من عائلة لوكيه إلى شركة الفنادق المصرية التي كانت تمتلك فنادق تاريخية مثل شبرد والجزيرة بالاس ومع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تم تأميم الفندق وإعادة ملكيته إلى الحكومة المصرية. وفي عام 1971 اشترى الفندق"راي بهادور موهان سينغ وشركته وهم الملاك الحاليين لفندق مينا هاوس أوبيروي، وفي عام1972 تولت شركة فنادق أوبيروي العالمية الهندية إدارة الفندق وقامت بتجديده أكثر من مرة.
مكونات فندق ماريوت مينا هاوس
بدأ الفندق بعدد 80 غرفة وجناحا مميزا، وفي عام 1920 أضيفت للفندق 30 غرفة أخرى، وفي عام 1964 تم شراء الفندق من قبل مجموعة أوبيروي وبدأ في تجديده في عام 1972 وانتهى في عام 1975، ثم في عام 1978 بدأ العمل في جناح الحدائق حيث أضيفت 200 غرفة جديدة، وفي عام 2007 و2008 جدد الفندق مرة أخرى وتصل عدد غرف الفندق إلى 486 غرفة وجناح 7 أجنحة صغيرة و4 أجنحة رئيسة في كل واحدة شرفة خاصة واسعة تطل على الأهرامات.
أشهر الشخصيات التى أقامت في فندق مينا هاوس
ومن أشهر الشخصيات التى أقامت في فندق مينا هاوس أوجيني أمبراطورة فرنسا، والأمير ألبرت فيكتور أمير ويلز ونستون تشرشل والملك فاروق والملكة نازلي والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والملك جوستاف ملك السويد والملك امبرتو ملك إيطاليا والفونسو ملك إسبانيا والملك محمد الخامس ملك المغرب وغيرهم.
هذان أبرز فندقين يملكان تاريخا كبيرا باعتهما الحكومة أمس الأول الأربعاء، إذ أعلن مجلس الوزراء المصري أمس الأول عن طرح 7 فنادق تاريخية حكومية ضمن وثيقة ملكية الدولة التي تستهدف التخارج من عدد من القطاعات لتمكين القطاع الخاص، حيث وقعت الحكومة المصرية، ممثلة في صندوق مصر السيادي على بيع حصة 39% في شركة ليغاسي للفنادق - المالكة لـ7 فنادق تاريخية - لصالح شركة أيكون، المساهم الرئيسي بها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى مقابل 800 مليون دولار أمريكي، في إطار برنامج لبيع أصول حكومية للقطاع الخاص ضمن وثيقة سياسة ملكية الدولة.