بين غزة وأوكرانيا.. إسرائيل تقتل في شهرين ضعف ضحايا عامين من حرب موسكو وكييف
مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأت انتفاضة غربية ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وبات كل ما هو روسي مطارد، سياسيا واقتصاديا ورياضيا، ما دفع البعض إلى المقارنة بين ردة الفعل هذه وغيرها تجاه أي عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين، ومع اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، سارعت معظم الدول إلى تبرير عدوان الاحتلال، بدلا من تكرار موقفها - الإنساني - تجاه أوكرانيا.
وفي مقارنة رقمية، تشير الإحصائيات إلى أن إسرائيل قتلت في غزة، خلال شهرين ونصف من الحرب على سكان القطاع، بقدر ما قُتل على مدار 22 شهرا من الحرب في أوكرانيا، أي في ما يقارب العامين، منذ فبراير 2022.
أرقام مضاعفة في غزة رغم قصر المدة
وبحسب آخر الإحصائيات الواردة من غزة، فإن ضحايا الحرب الإسرائيلية، بلغ 21 ألف شهيد، وأكثر 54 ألف مصاب، بالإضافة إلى أكثر من 8 آلاف بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض، في أنحاء متفرقة من القطاع.
ويزيد عدد الشهداء في غزة عن ضعف القتلى المدنيين في حرب أوكرانيا، فيما يعادل عدد المصابين أكثر من 3 أضعاف نظرائهم في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أن مدة الحرب في أوكرانيا تساوي 9 أضعاف المدة حتى الآن في غزة.
وبحسب بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، فإن ما لا يقل عن 10 آلاف مدني قُتلوا، وأصيب أكثر من 18.500 آخرين منذ شن روسيا هجومها المسلح واسع النطاق على أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، أن العدد يمثل الوفيات بين المدنيين التي تم التحقق منها وفقا لمنهجية البعثة، لكنها أشارت إلى أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير نظرا للتحديات والوقت اللازم للتحقق.
غضب عربي بسبب الازدواجية الغربية
وعمّ الغضب المجتمع العربي، من التعامل الغربي مع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث سارعت معظم الدول إلى تبريره وإعلان الدعم للاحتلال الإسرائيلي، بدلا من إثنائه عن شن هجوم عشوائي ووحشي على سكان القطاع المتكدس بالسكان، ومع تقدم العمليات العسكرية واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات وسقوط مئات الشهداء يوميا بأرقام غير مسبوقة، لم تتغير مواقف معظم الدول.
وعقد العديد من قادة دول غربية، لقاءات مع القادة والمسئولين الإسرائيليين، في حين وُصف الرئيس الروسي بمجرم الحرب، ولاحقته دعاوى دولية وحملات استهجان، بينما نال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كلمات الدعم والمساندة في حربه على الفلسطينيين.