الإفتاء توضح حكم عمل وليمة الأفراح بشكل مبالغ فيه
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم من يقوم بعمل وليمة الفرح بصورة فيها مبالغة؛ وما حدّ الإسراف وعدم الإسراف في هذا الأمر؟.
وليمة النكاح سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن وليمة النكاح سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء؛ من الحنفية والمالكية والشافعية في الأصح والحنابلة، موضحةً بقول ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبه أَثَرُ صُفْرَةٍ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبره أنَّه تزوَّج امرأة من الأنصار، قال: (كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا؟) قال: زنة نواة من ذهب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ). أخرجه الشيخان.
كما استشهدت الدار عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة لها بقول صفية بنت شيبة رضي الله عنها، قالت: أَوْلَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ؛ مؤكدةً أن الأمر بالوليمة محمولٌ على الندب والاستحباب.
التحذير من الإسراف والتبذير في إقامة وليمة الفرح
وحذرت الدار من الإسراف في إقامة وليمة الفرح، والتبذير فيها؛ مستشهدةً بقوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ؛ موضحةً بقول الإمام سراج الدين ابن عادل في "اللباب في علوم الكتاب" حيث قيل: المرادُ أن يأَكل ويشرب بحيث لا يتعدَّى إلى الحرامِ، ولا يكثر الإنفاق المستَقْبَح، ولا يتناول مقدارًا كثيرًا يضرُّ به؛ وقوله تعالى:(إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ نهاية في التهديد؛ لأن كل من لا يحبُّه الله يبقى محرومًا عن الثَّواب؛ لأن محبَّة الله للعبد إيصال الثَّواب إليه، فعدمُ هذه المحبَّة عبارةٌ عن عدم حصول الثَّوابِ، ومتى لم يحصل الثَّوابُ فقد حصل العِقَابُ؛ لانعقاد الإجماع على أنَّهُ ليس في الوُجُودِ مكلَّف لا يثابُ ولا يُعاقب.