رئيس تعليم الكبار: عدد الأميين في الوطن العربي 70 مليون مواطن
نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية برعاية الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، تحت شعار لحياة كريمة اقرأ واكتب، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بجمهورية مصر العربية بصفتها الدولة صاحبة مبادرة إطلاق العقد العربي لمحو الأمية، والذي اعتمدته القمة العربية خلال الدورة 25 التي انعقدت في الكويت عام 2014 وذلك بإعلان العقد الحالي عقدًا للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي، واعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات (2015-2024).
استثمار المواطنين للاستفادة من حقهم بالتعليم والمشاركة في بناء وطنهم
ومن جانبه، أكد اللواء رائد هيكل رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، في بيان له أن التعليم حق للجميع، وهو السبيل إلى إطلاق الطاقات الإبداعية للمواطنين، دون النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو قدراتهم أو حاجاتهم وهذا يستوجب على الدول وبخاصة دُولِنا العربية ضمانه وتأمينه؛ فهو مقياس تقدمها ورقيها، مشيرًا إلى أنه يعتبر مؤشر نسبة الأميّة دال على مدى التزام الدول بواجبها نحو تحقيق التعليم للجميع، ومدى استثمار المواطنين للاستفادة من حقهم بالتعليم والمشاركة في بناء وطنهم.
وأضاف هيكل، أن الأميّة خطر على التنميّة الاقتصادية، والاجتماعيّة، وعلى تطور مجتمعنا العربي، وهي تُشكّل أهم التحديات التي تعيق سبل التنمية كما تعيق مشروعات دولنا العربية، علاوة على أنها حجرة عثرة في سبيل النمو الاجتماعي والاقتصادي، حيث إنها تجعل مواطني أمتنا أكثر عرضة للجنوح نحو العنف والإرهاب، وكافة المشكلات الاجتماعية وتأتي الثورة الرقميّة التي حولت العالم إلى مجتمع رقمي تسوده المعلومات - سواء بشكل إيجابي أم سلبي- ويبث خلالها نيران الحقد والتعصّب والكراهية، وتمارس خلاله أنواع من التنمر والابتزاز.
وأوضح هيكل أن اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، يجعلنا نعيد قراءة الجهود المبذولة والسياسات المُتبعة قراءة ناقدة لأجل تكثيف الجهود والعمل على جودة تعليم الكبار وتعليمهم وإعدادهم للمستقبل وجودة الحياة.
وأشار هيكل إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة من دولنا العربية طيلة الفترة السابقة إلا أن التحديات ما زالت كبيرة فيبلغ عدد الأميين قرابة 70 مليون مواطن عربي بنسبة تصل إلى 21% تقريبًا؛ وهذه التحديات ازدادت خطورتها نتيجة عدم الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة وما ترتب عليها من نزوح ولجوء في بعض الأقطار العربية، ومازالت تداعيات جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية شاخصة في واقعنا الميداني وما ترتب عليها من زيادة الفاقد التعليمي والارتداد، وكل هذا يجعلنا نعيد قراءة أساليبنا التعليمية وطبيعة برامجنا من جديد للتحسين والتجويد والتدخل بإجراءات تنفيذية لتحقيق أهدافنا التي تتسق مع أهداف العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، وهذا يتطلب تكثيف جهود محو الأمية وتعليم الكبار والتي ستتمثل في:
1_الاعتماد على المداخل التنموية في تعليم وتعلم الكبار وليس مجرد محو الأمية الأبجدية.
2_التحول من التعليم الفردي إلى قرى وأحياء ومدن التعلم.
3_تكثيف الجهود للاهتمام بتعليم وتعلم الإناث وبخاصة في الدول التي تعاني حالات الطوارئ والنزوح وعدم الاستقرار السياسي وتقديم الدعم النفسي لهن.
4_التحول من فكرة اكتساب المهارات الأساسية للتمكين بشتى صوره وأنواعه.
5_التأصيل لمفهوم التعلم مدى الحياة ومواصلة التعلم.
6_التحول للتعليم المدمج واستثمار المستجدات التكنولوجية.
7_توسيع نطاق الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في تعليم الكبار وتعليمهم.
8_إنتاج وتطوير مناهج وأدلة لتعليم وتعلم الكبار تعنى بالمواطنة والتسامح ونبذ العنف والإرهاب والتأصيل للتعلم مدى الحياة.
وفي نهاية كلمته، أوضح هيكل بأن الحُلم كبير، ويحتاج منا العمل بجد واجتهاد لتستعيد مصر وأمتها العربية المكانة التي تليق بها كمنارة للعلم والمعرفة للعالم أجمع، ومهما كانت التحديات فالآمال رحبة والأخذ بالأسباب التزام ويقين من أجل غدٍ مشرقٍ لمواطنينا ووطننا العربي الكبير.