قتلتك يا أبو السعود.. أسرار جديدة في جريمة الأشقاء بكبابجي درويش: زفاف من شهر ومليونا جنيه وهروب في مطبخ المطعم
أبو السعود وخالد شقيقان من أب واحد وأمّين مختلفتين، الأول يكبر الثاني ببضع سنوات، بينما يتشاركان في رأس مال واحد وتركة ورثاها عن أبيهم الحج عبدالنعيم، صاحب مدابغ مصر القديمة، كما يتقاسمان نفس الصفات تقريبا - حب الأم وإكرام الفقراء والطموح - فيما يختلف خالد الشقيق الأصغر عن أخيه بأنه عصبي جدا لا يتحكم في أعصابه.
جريمة الأشقاء بكبابجي درويش
لم يكن مشهد الدماء في مطعم كبابجي درويش الذي حدث الأسبوع الماضي قبيل المغرب، إلا نهاية لعلاقة توترت خلال السنوات الأخيرة بفعل الاختلاف على مليوني جنيه من ثمن المدبغة وبقايا حسابات أدخلت الطرفان في دائرة التشاجر ودوامة الخلافات، التي يعلمها وجدي محاسب الشقيقين وكاتم أسرارهما والمقتول برصاصتين معهما.
جريمة الأشقاء داخل مطعم درويش
انزل يا أبو السعود هنتغدى سوا.. بدأت خيوط الجريمة بإصرار خالد على عزومه شقيقه الأكبر على الغداء ورغم اعتذاره مرتين، بزعم إرهاقه وتعبه، لكن مع إلحاح الشقيق الأصغر، نزل أبو السعود على رغبته مصطحبا ابنه يوسف ٢٣ سنة، بعبارة يلا يا يوسف هنقابل عمك خالد في مطعم درويش ونتكلم شوية في الشغل.
وصل أبو السعود رفقة نجله يوسف، ووصل وجدي المحاسب، وكان خالد ينتظر الجميع، وجلسوا على طاولة في منتصف صالة المطعم وطلبوا أوردر الطعام كباب وحمام ومحشي وكفتة، وخلال الحديث فيما بينهما عن الأموال احتدم الخلاف وتصاعد النقاش، فأخرج خالد مسدسه المرخص والمحشو بالرصاص وظل يلامس الزناد في محاولة منه لترهيب الرفقاء، أو ربما مفصحا عن نيته بأن الليلة هي الأخيرة للجميع.
بس يا خالد لعب بالبتاع ده.. إنت مش هتبطل عادتك دي.. قالها أبو السعود، بينما ظل خالد على حالته، فاستشعر الآخرون بخطورة الموقف، فأرسل أبو السعود رسالة لابنه يوسف على هاتفه يخبره عمك ميطمنش، وفي محاولة منه لجس النبض طلب الشاب من عمه الكف عن التلويح بمسدسه والجلوس هادئًا.
لم تستغرق كل هذه الجلبة سوى بضع دقائق، قبل أن ينزل أوردر الطعام، حيث كان الجميع متأهبا للمغادرة، إلا أن خالد كان له رأي آخر، شد أجزاء مسدسه وأطلق رصاصة صوب شقيقه أبو السعود، ثم رصاصة صوب ابن شقيقه، وحينما حاول المحاسب وجدي الهرب، أصابته رصاصة هو الآخر.
وأصابت يوسف رصاصة في يده، فهرول سريعا للاختباء في مطبخ المطعم، وحاول العم البحث عنه ولم يجده - حسبما قال مصدر من الأسرة - ثم عاد إلى جثة شقيقه وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأجهز عليه بطلقات إضافية، ثم أطلق رصاصة على نفسه في فمه خرجت من عينيه، لتصبح الحصيلة ٣ جثث ومصاب.
ذهول أسرة الشقيقين
أسرة الشقيقين القاتل والمقتول منذ وقوع الجريمة في ذهول تام لا تستوعب ما حدث، لأنه وعلى حد وصف الأسرة أن القاتل والضحية لديهما أموال كثيرة واشترى كل منهم مدبغة للجلود منذ فترة قصيرة، ثم أن الضحية ابو السعود كان زفاف ابنه الأكبر محمد، في إحدى القاعات الكبيرة بمنطقة أكتوبر منذ عدة أسابيع.
وارتبط المجني عليه أبو السعود، منذ نحو ٣ سنوات بعلاقة خاصة جدا، فكانت هي كاتمة أسراره وبدفن جثمانها لا يعلم أحد طبيعة الخلافات مع شقيقه من أبيه خالد - القاتل الذي أنهى حياته.
ولم تكن الحادثة هي الأولى فقد شرع القاتل قبل ذلك في إشهار مسدسه صوب شقيقه مرتين، كما أفاد أحد أفراد الاسرة، انتهت كلها دون إصابات أو خسائر: طول عمره من وهو صغير يحب السلاح ويتفاخر بيه ويدخل بيه حتى الحمام تقريبا.
آثار حادث مطعم كبابجي درويش
وحادث مطعم كبابجي درويش بأكتوبر، والذي راح ضحيته 3 أشخاص، شقيقان هما الضحية والقاتل ومحاسب كان يرافقهما، بينما أصيب ابن الضحية برصاصة في اليد، وهي جريمة بشعة بدأت وانتهت في دقائق معدودة، فالجاني كما أطلق النار على شقيقه والمحاسب صديقهم، ثم أطلق النار على نفسه، وخر صريعًا إلى جوارهما.
خناقة مطعم درويش
وكان تلقى اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إخطارا من إدارة شرطة النجدة، بسماع دوي طلقات بوصلة دهشور دائرة قسم أول أكتوبر.
وجه اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة بسرعة فحص البلاغ، والوقوف على ملابساته بالتنسيق مع قطاع الأمن العام.
انتقل العقيد أحمد أبو بكر مفتش مباحث أكتوبر على رأس فريق بحث توصلت تحرياته إلى أن مشادة كلامية بين شقيقين بسبب خلافات مالية تطورت إلى مشاجرة.
وأطلق المتهم الأول النار على الثاني والمحاسب، فأرداهما قتيلين وأصاب ابن أخيه ثم تخلص من حياته رميا بالرصاص.