فتوى الأزهر: أنواع التخبيب تطورت وانتقام الزوجة من ضرتها حرام

قد يقع أحد الزوجين في أحد أنواع التخبيب ولكنه لا يدري أنه يُستغل ويتم الإيقاع به، أو أن الزوجة تسعى إحدى صديقاتها لسرقة زوجها دون أن تعلم، وغير ذلك من صور التخبيب التي تفسد حياة الزوجين وتسبب الطلاق وتشرد الأبناء. لذلك استطلع موقع القاهرة 24 رأي أحد المتخصصين الثقات في أمر التخبيب وصوره وكيف تتعامل معه الزوجة المتضررة التي تم التخبيب بينها وبين زوجها وموقفها الشرعي.

أنواع التخبيب  

حول أنواع التخبيب قال الشيخ عصام شاكر عضو لجنة الفتوى بالمركز العالمي للأزهر، أن أنواع التخبيب تطورت مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وانفتاح مجالات العمل، ولا يقتصر التخبيب على إفساد العلاقة بين الزوجين فقط بل بين الأصدقاء أو الأخوات.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن أمثلة التخبيب كثيرة ومتعددة، مثل أن يفسد أحدهم بين صديقين بينهما مودة وألفة ويتدخل ليحل محل أحد الطرفين، وهو فعل مستنكر.

وشدد على أن وأشد أنواع التخبيب جرمًا هو التدخل بين الزوجين لأنه يدمر أسرة كاملة قد يضيع بسببها أطفال وتتغير حياة أفرادها تغيرًا كاملًا، مؤكدًا أن الشرع يدعو دائمًا إلى المعاملة الطيبة بين جميع الأطراف والتدخل بين الزوجين بالسوء إفساد صريح.

ما هو تخبيب المرأة؟

وقال الشيخ عصام شاكر إن تخبيب المرأة هو إفساد بين الزوجين بأي نوع من الأنواع سواء بالنظرات التي تحمل رسالة ما أو التدخل في شئون الرجل مع زوجته، أو السؤال عن أمور خاصة ومحاولة الإيقاع بين الرجل وزوجته بكلام قد يصادف وجود خلافات بين الزوجين، مما يؤجج الخلافات أكثر.

وأوضح أن المخبِّب دائمًا ما يظهر للطرف المستهدف على أنه "ملاك من السماء"، وينجح في الإفساد بين الزوجين فتتغير مشاعر الزوجة إلى زوجها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس منا من خبب زوجة على زوجها".

ما هي صور التخبيب؟

وحذر عضو لجنة الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف، من صور التخبيب التي تتنوع ما بين الزوجين والصديقين والأخوين، وأبرزها تدخل الأصدقاء في مشاكل الزوجين.

ونصح الشيخ بالاستعانة بمتخصص في الحياة الأسرية أو في مجال الصلح عوضًا عن الأصدقاء، حتى لا يحول هذا الصديق إلى ذريعة للتخبيب بإيهام الزوج بصفات يعلم جيدًا أنها ليست موجودة في زوجته، ويكون وصولا لما يريد لكنه في شكل نصيحة.

ما هو التخبيب في الإسلام؟.. وهل يجوز للمرأة اشتراط طلاق ضرتها؟

ما هو التخبيب بين الرجل والمرأة؟.. لا يعاقب عليه القانون فهل يصح الزواج بعده؟

ما هو عقاب المخبب؟

عن عقاب التخبيب، بيّن "شاكر" أن الزوجة لا يحق لها أن تطلب طلاق ضرتها حتى تستفرغ صفحتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة".

وتابع: ولكن الشرع أباح للمرأة - إن رأت أنها متضررة نفسيًا من وجود ضرة لها وأنها غير قادرة على الوفاء بحقوق زوجها من العشرة والمعاملة الحسنة بسبب ذلك، وحاولت مرارًا أن تتكيف مع الوضع ولكنها لم تسطع، ورأت من زوجها ظلمًا وعدم العدل بينها وبين ضرتها سواء في المأكل والسكنى والمبيت وغيرها- أن تطلب هي الطلاق في هذه الحالة لا أن تطلب طلاق ضرتها.

وأكد أن الإشكالية هنا في الزوج لأنه يجب أن يميز بين من يستغله ومن يريد له الخير، موضحًا أن هناك فرق بين رجل رأى امرأة وأراد أن يرتبط بها فيما أحل الله له بالزواج وتقدم لأهلها وتم الزواج، وبين امرأة خببت وسعت للإفساد بين الزوجين من أجل أن يتزوجها الرجل، وفي الحالة الثانية يكون الزواج مبني على خطأ وجرم وإثم، رغم صحته، لتعرض الرجل إلى مكر واستغلال.

متى يثبت التخبيب؟

وحول متى يثبت التخبيب، أشار عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن الوجة إن تغير زوجها في معاملتها ورأت تقصير منه في حقوقها أو ظلمها أو عدم العدل بينها وبين ضرتها، يكون بينها وبين زوجها النصح والإرشاد مرات ومرات حتى يستفيق.

واستكمل: فإن داوم الزوج على ظلمها والتقصير تجاهها بعد استنفاد كل السبل، فالزوجة تسعى إلى إدخال أحد أهل التخصص للإصلاح بينهما حتى تعود المعاملة الطيبة بينها وبين زوجها، وإن لم يفلح كل ما سبق يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق.

وأكد أن الأصل في الشرع أن تطلب الزوجة من زوجها أن يعدل بينهما في كل شيء؛ لأنه إن مال إلى واحدة منهما أكثر من الأخرى يأثم، كما أن الإثم يقع أيضًا على من تدخلت للإفساد بينها وبين زوجها وعليها أن تتوب وتصلح بين الطرفين تكفيرًا لذنبها.

وقال الشيخ عصام شاكر إن الشرع لا يعترف بالجانب الانتقامي لدى المسلم والأصل هو أخذ الحق حتى وإن تعدى الطرف الآخر على حق غيره، أو تدخل بالإفساد بين الزوجين، فالمطلوب من الزوجة الاهتمام بها والعدل بينها وبين ضرتها في كل شيء.

وشدد على أن انتقام الزوجة لن يولد شيء إلا الحقد والكراهية بين جميع الأطراف، حتى إن تم طلاق الضرة، فستحدث مشاكل أخرى بين الزوجين الأصليين ولن تستقيم لهما الحياة طالما لم يقرر الزوج من نفسه طلاق الضرة مع وجود أسباب شرعية تؤهل للطلاق.

واستطرد بقوله: الزوجة التي سُرق منها زوجها تلتزم بما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال "أيما امرأة طلبت الطلاق من زوجها من غير ما بأس حرام عليها رائحة الجنة"، وجملة من غير ما بأس استثنائية تعني أنه ليس هناك أمر تستدعي ذلك أن تطلب الطلاق. 

كفارة التخبيب

واوضح ان كفارة التخبيب هي التوبة وأن يعدل الرجل بين زوجتيه أو أزواجه حال تعددهما، ويحاول الإصلاح والتوفيق بينهما منعًا للحقد والكراهية، ولا يجوز له طلاق إحداهن إلا لوجود سبب شرعي أو استحالت الحياة بينهما.