هل التخدير لإجراء العمليات يفسد الصيام؟ الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا ورد إليها نصه: هل التخدير الطبي لإجراء العمليات في نهار رمضان يبطل الصيام؟ فقد قمت بإجراء عملية جراحية في نهار رمضان، وقد أخذت المخدر اللازم لإجراء هذه العملية حتى غبت عن الوعي تمامًا، وقد أفقتُ من هذا المخدر قبل أذان المغرب، ولم أتناول أكلًا ولا شُربًا، وكنت قد نويتُ الصيام من الليل، فما حكم صوم هذا اليوم؟ هل تؤثر هذه الفترة التي غبتُ فيها عن الوعي على صحة الصوم؟ أفيدوني أفادكم الله.
وقالت الإفتاء عبر موقعها الرسمي: لا يفسد الصوم بالتخدير الجزئي، ولا بالتخدير الكلي إن أفاق الصائم جزءًا من النهار، وكان قد بيَّتَ نية الصوم من الليل باتفاق، ولا يؤثر غياب الوعي نتيجة ذلك، وإن لم يفق خلال النهار صح صومه عند الحنفية، وذلك ما لم يوجد منه ما ينافي الإمساك.
أثر التخدير الطبي لإجراء العمليات على الصائم
وتابعت الدار: يندرج الحكم في مسائل تخدير المكلف خلال صومه ضمن ما نصَّ عليه الفقهاء في مسألة صيام المغمى عليه؛ وذلك لأن أقرب المعاني لفقد الوعي الذي يتعطَّل معه الإدراك من كلام الفقهاء هو معنى الإغماء؛ لأنَّ الإغماء آفة في القلب أو الدماغ -على سبيل منع الخلو- تعطل القوى المدركة والمحركة عن أفعالها مع بقاء العقل مغلوبًا... وَهُوَ -أَي الْإِغْمَاء- فَوق النَّوم فِي سلب الاختيار وتعطل القوى: وَلذَا يمْتَنع فِيهِ التَّنْبِيه؛ كما قال العلَّامة أمير بادشاه الحنفي في تيسير التحرير 2/ 266، ط. دار الكتب العلمية؛ بل نصُّوا على أنَّ فقد الوعي بسبب البنج هو بمنزلة الإغماء؛ كما جاء في المبسوط للإمام السرخسي 6/ 176، ط. دار المعرفة، والبحر الرائق للعلامة ابن نُجيم 5/ 30، ط. دار الكتاب الإسلامي.