هل عيد الأم عالمي؟.. قصة ذلك اليوم وحكم الاحتفال به وفقًا لدار الإفتاء المصرية
يتساءل عدد كبير من المواطنين، هل عيد الأم عالمي؟ وذلك بالتزامن مع قرب حلول موعد عيد الأم 2024 في مصر والعديد من الدول العربية الأخرى، حيث يأتي عيد الأم في أول أيام فصل الربيع يوم 21 مارس من كل عام، بينما يختلف تاريخه في الكثير من الدول الأخرى، ولذلك لا يمكن اعتبار عيد الأم عيدا عالميا رسميا، إذ يتم الاحتفال به في تواريخ مختلفة، ولكنه مناسبة اجتماعية الهدف منها تكريم الأم أيًا كانت جنسيتها.
هل عيد الأم عالمي؟
هل عيد الأم عالمي؟ سؤال يطرحه ملايين الأشخاص حول العالم العربي تحديدا، ويرغبون في معرفة إجابته قبل أسابيع قليلة من حلول موعد عيد الأم 2024 في مصر، كما تتزايد عمليات البحث أيضا عن حكم الاحتفال بعيد الأم، ولماذا تم اختيار يوم 21 مارس عيد الأم؟ وغيرها من تساؤلات تدور ف الأذهان، ونوضح لكم إجابتها في هذا التقرير عبر القاهرة 24.
لم تضع أي منظمة أو جهة عالمية تاريخا ثابتا للاحتفال بـ عيد الأم، ولذلك ستكون إجابة هل عيد الأم عالمي؟ هي لا، بل يعد عيد الأم احتفالا سنويا تقيمه جميع الدول حول العالم في تواريخ مختلفة لتكريم دور الأمهات في تربية الأبناء، ووراء عيد الأم قصص عديدة تختلف في أحداثها ولكنها تتشابه في مغزاها، من حيث أهمية تكريس يومًا محددًا للأم حتى لا ينسى الأبناء ما قدمته أمهاتهم.
بدأت فكرة الاحتفال بـ عيد الأم مطلع القرن العشرين، بدعوة من المفكرين الغربيين والذين وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون الأم ولا يؤدون حقها في رعايتها، ولذلك ابتكروا فكرة الاحتفال بعيد الأم في يوما محددا ليتذكر الأبناء أمهاتهم، وبدأ أول احتفال بعيد الأم عام 1908، وبطلة هذه الفكرة الناشطة الأمريكية آنا جارفيس.
عيد الأم في أمريكا
استمدت الناشطة آنا جارفيس، فكرة الاحتفال بعيد الأم من والدتها التي كانت تردد العبارة "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم"، وكانت تهدف والدة آنا إلى قيام الأسر المتحاربة بتكريم الأم والاحتفال بها حتى ينتهي النزاع والكره، وعندما توفيت والدة آنا، عزمت ابنتها على تحقيق رغبتها في الاحتفال بالأم، وبالفعل يتم الاحتفال بيوم الأم في أمريكا في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.
نجحت الناشطة الأمريكية آنا في جعل احتفال عيد الأم، عيدا معترفا به في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على الرغم من الإحباطات التي لاقتها والاتهامات التي طالتها، فقال الكثيرون آنذاك الوقت بأنها فعلت ذلك من أجل الترويج لتجارتها، وتحدت آنا جميع العقبات واستطاعت في عام 1912، إنشاء "أنا جارفيس" الجمعية الدولية ليوم الأم، ولذلك يكن القول بأن عيد الأم ابتكار أمريكي لا يندرج تحت بند الأعياد العالمية.
عيد الأم في مصر
أما عيد الأم في مصر وباقي الدول العربية، فالبطل فيها هو الصحفي المصري الراحل علي أمين، فقد دعا في عموده "فكرة" بجريدة أخبار اليوم إلى تخصيص يوم للاحتفال بالأم وكانت دعوته هذه يوم 9 ديسمبر من عام 1955، وبالفعل تم الاحتفال بـ عيد الأم في العام التالي وتحديدا يوم 21 مارس 1956، واستمدت العديد من الدول العربية فكرة الاحتفال بالأم في نفس التاريخ أول أيام الربيع.
والسبب في الاحتفال بـ عيد الأم في مصر، زيارة إحدى الأمهات لمكتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، لتشكو له قصوة أبنائها، وسردت له قصتها في أنها أرملة، وكرست حياتها لتربية أبنائها الصغار حتى تخرجوا من الجامعة واستقلوا وانصرفوا عنها تماما، ومن هنا جاءت فكرة عيد الأم، ليتم تكريس يوما للاحتفال بها.
لماذا تم اختيار يوم 21 مارس عيد الأم؟
وعلى غرار التساؤل المهم هل عيد الأم عالمي؟ يتساءل آخرون لماذا تم اختيار يوم 21 مارس عيد الأم؟ وهو تاريخ الاحتفال بيوم الأم في مصر والسعودية والكويت ولبنان والإمارات وفلسطين والعراق والأردن، والعديد من الدول العربية الأخرى، ويعود السبب لاختيار يوم 21 مارس تحديدا، إلى قراء جريدة أخبار اليوم والذين تابعوا عمود "فكرة" للصحفي علي أمين.
فعندما دعا علي أمين إلى الاحتفال بالأم عام 1955، اختار القراء يوم 21 مارس، أول أيام فصل الربيع، كتعبير ضمني عن أن الأمهات مثل الزهور التي تتفتح وتشرق في حياة أبنائهم، كما يرمز فصل الربيع إلى النضارة والجمال، ما يجعله مناسبًا لإظهار الامتنان إلى الأم من خلال تقديم هدايا عيد الأم، وتهنئة عيد الأم المدونة على بطاقات المعايدة، فضلا عن حفلات عيد الأم في المدارس.
حكم الاحتفال بـ عيد الأم
ومن الأمور المهمة أيضا بالتزامن مع قرب حلول موعد عيد الأم 2024 في مصر، حكم الاحتفال بهذه المناسبة والتي اختلف عليها الفقهاء، فمنهم من حرم الاحتفال بعيد الأم على اعتباره من جملة البدع والمحدثات التي دخلت ديار المسلمين، لغفلتهم عن أحكام دينهم وهدي شريعة ربهم، وتقليدهم واتباعهم للغرب في كل ما يصدره إليهم.
وفي المقابل أجاز الرأي الآخر من آراء الفقهاء، الاحتفال بـ عيد الأم، وهو ما أكدته دار الإفتاء المصرية، والتي أوضحت أن البدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله، بل هو مظهر من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعا على مادر الوقت؛ قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14].
وأضافت دار الإفتاء، لا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ ويمكنكم الاطلاع على المزيد بشأن حكم الاحتفال بـ عيد الأم وهل هو بدعة؟ من المنشور السابق لـ دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوم، ونقدمه لكم عبر القاهرة 24 قبل موعد عيد الأم الموافق يوم الخميس 21/3/2024.