سر خوف جو بايدن من بيع شركة الصلب الأمريكية 1901 لليابان.. القصة الكاملة
حالة من الخلاف بين أمريكا واليابان حاليا حول صفقة بيع شركة الصلب الأمريكية لشركة يابانية، حيث يعود تاريخ الشركة الوطنية للصلب الأمريكية يو إس ستيل إلى عام 1901، ويرفض الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أي مساس بالشركة الوطنية من خلال بيعها فما السبب وما القصة؟
مخاوف أمريكية من بيع شركة الصلب لليابان
ويرجع تخوف الرئيس الأمريكي من بيع الشركة الوطنية للصلب لشركة يابانية إلى ما يسميه الأمن القومي، حيث حذر بايدن أمس الخميس، من استحواذ مجموعة نيبون ستيل اليابانية على شركة صناعة الصلب الأميركية يو إس ستيل، داعيا إلى دراسة معمقة مرتبطة بالأمن القومي والثقة بسلسلة التوريد.
تفاصيل صفقة يو إس ستيل
وتنوي الشركة اليابانية نيبون ستيل دفع 14،9 مليار دولار؛ للاستحواذ على الشركة الأمريكية بموجب اتفاق وافق عليه مجلسا إدارة الشركتين بالإجماع، وما زال ينتظر موافقة المساهمين في الشركة الأمريكية والسلطات التنظيمية في الولايات المتحدة، على أن تنجز الإجراءات في الفصل الثالث من 2024 على أبعد حد.
لكن خطتهما التي أعلنت يوم الاثنين الماضي واجهت انتقادات باسم الأمن القومي وضرورة إبقاء المجموعة التي تأسست في 1901 بأيدي الأمريكيين.
ومن الجدير بالذكر، أن الرئيس الأسبق دونالد ترامب، سبق أن أشار إلى تراجع صناعة الصلب الأمريكية التي شهدت انخفاضا في الإنتاج، وذلك من 112 مليون طن عام 2000، إلى 86.5 مليون طن عام 2016.
كما انخفض عدد العاملين في هذا القطاع خلال نفس الفترة، من 135 ألف شخص إلى 83600 شخص.
لكن خبراء يقولون إن عددا أكبر بكثير من الأمريكيين يعملون في صناعات تعتمد على منتجات الصلب، مقارنة بمن يعملون في مصانع الصلب ذاتها.
تراجع صناعة الصلب في أمريكا
وتفيد بيانات أمريكية بأن مصانع الصلب كانت توظف نحو 140 ألف شخص، في عام 2015 لكن 6.5 مليون أمريكي يعملون في مصانع أخرى، تنتج سلعا باستخدام الصلب.
ووضعت تلك القضية الرئيس الديموقراطي المرشح لولاية ثانية ويقدم نفسه على أنه مدافع عن السيادة الصناعية الأمريكية، في موقف بالغ الحساسية، علما بأنه لا يمكنه فعليا التدخل في شؤون الشركات.
وقالت كبيرة المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي، لايل برينارد، إن جو بايدن يعتقد أن شراء كيان أجنبي وإن كان حليفا، لهذه الشركة الأمريكية التي تحظى برمزية، يستحق داسة معمقة بشأن الأمن القومي وجدارة سلسلة التوريد بالثقة، مضيفة أن بايدن يرى أن شركة يو إس ستيل أساسية لأمننا القومي.
تقييم مخاطر صفقة بيع الشركة الوطنية للصلب
ومن جانبها، قالت يو إس ستيل، خلال بيان، أمس الخميس، إن الوكالة الحكومية الأمريكية المسؤولة عن تقييم مخاطر الاستثمارات الأجنبية التي قدمت الشركتان مشروعهما إليها، ستجري تحقيقا.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني كين سايتو،، إن شركة نيبون ستيل يجب أن تتعاون بعناية مع هذا التحقيق.
وأكد في الوقت نفسه أن التحالف بين الولايات المتحدة واليابان اليوم أقوى من أي وقت مضى، مذكرا بأن البلدين يتعاونان بشكل وثيق في المسائل الأمنية.
من جهتها، ذكرت يو إس ستيل أن اليابان حليف مهم للولايات المتحدة، مؤكدة أن هذا تطور مهم للصلب الأمريكي وللوظائف الأمريكية وللأمن القومي الأمريكي.
وأكدت شركة نيبون ستيل اليابانية من جهتها، أن هذا الاستحواذ سيكون مفيدا لجميع الأطراف.
وأضافت المجموعة في بيان لها: نتطلع إلى التعامل مع الأطراف المعنية بما في ذلك السلطات الحكومية، والسعي إلى الحصول على تفهمها طوال العملية.
وفي حال قدّرت وكالة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة وجود خطر ما، فستحيل الملف على الرئيس الأمريكي الذي سيتخذ القرار النهائي بالمصادقة على العملية أو حظرها أو الموافقة عليها بشروط.
تعليق البيت الأبيض على صفقة بيع الشركة الوطنية للصلب لليابان
وقال البيت الأبيض إن إدارة بايدن مستعدة لمراجعة نتائج أي تحقيق بدقة واتخاذ قرار بناء على ذلك.
وحصل بايدن الذي يُؤكد باستمرار دعمه للنقابات، على تأييد نقابة عمال المعادن التي اعترضت على عملية الاستحواذ. وقالت في بيان إنها تشاطر البيت الأبيض الكثير من مخاوفه.
ويواجه بايدن ضغوطا قوية من معارضي العملية بما في ذلك معسكره السياسي.
وقال جون فيترمان، السيناتور الديموقراطي عن بنسلفانيا التي تضم عددا كبيرا من مصانع الصلب والمقر الرئيسي للشركة الأمريكية إن هذه الصفقة سيئة للعمال وسيئة للولاية التي ستكون إحدى الولايات الأكثر أهمية في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024.