تشارلز باع أرضه!

هناك أكثر من 200 مشروع مشترك بين الشركات البريطانية والسعودية، بقيمة 17.5 مليار دولار، ويعيش حوالي 30 ألف مواطن بريطاني ويعملون في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ما يقرب من 100 ألف مواطن سعودي يعيشون في المملكة المتحدة، وهو ما يوضح متانة العلاقة الاستراتيجية بين الحليفين.

أضاف استثمار المملكة العربية السعودية إلى محفظتها المتنامية من الاستثمارات رفيعة المستوى في المملكة المتحدة، والتي تشمل ملكية الأغلبية في نادي نيوكاسل يونايتد، سيلفريدجز وثاني أكبر حصة في أستون فيلا، صحيفة إندبندنت، فنادق روكو فورتي.

والآن جاء الدور على مطار هيثرو، وتستثمر السعودية عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية في بريطانيا، وتخطط لاستثمار عشرات المليارات الأخرى.

يشتري صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للرياض، حصة 25% في المائة في أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا والتي تمتلكها حاليا شركة البنية التحتية الإسبانية العملاقة فيروفيال مقابل 2.4 مليار جنيه استرليني مقسمة إلى15%  لشركة الاستثمار الخاصة أرديان، و10% لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

ومن الممكن أن تزيد حصتها بشكل أكبر، مما يمنح التحالف السعودي السيطرة على الأغلبية ومن المتوقع أن يتم إغلاق الصفقة قبل الصيف. ويقول صندوق الاستثمارات العامة إنه يهدف إلى أن يكون شريكًا طويل الأمد للمطار.

السعودية سوف تكون لاعبا أساسيا لطموح وآمال الإنجليز، في إنشاء مدرج هبوط وإقلاع ثالث في مطار هيثرو وتطوير بقيمة 14 مليار جنيه إسترليني، وهو الذي من شأنه زيادة سعة الركاب إلى 142 مليونًا سنويًا - وهو ما يقرب من ضعف الرقم القياسي الذي تم تحقيقه في عام 2019 والذي بلغ 81 مليونًا وبالرغم من سحب الحكومة الائتلافية بقيادة ديفيد كاميرون دعمها لانشاء مدرج ثالث في عام 2015 بعد احتجاجات من نشطاء البيئة الا ان كل المؤشرات تؤكد على الإصرار على السعي قدما لإنشاء المدرج الثالث لزيادة أعداد السائحين والركاب، لـ 142 مليون سنويا.

والعجيب أنه لم يخرج علينا أحد من المواطنين الإنجليز أو جهابذة الاقتصاد المصريين، أو حتى خبراء الاستثمار على مواقع التواصل بعبارة ازاي بتبيعوا مطار هيثرو التاريخي أو الفنادق العالمية أو الأندية الشعبية الإنجليزية أو البلد لصالح السعوديين أو غيرهم !!!!!؟

ويأتي بيع حصص في مطار هيثرو بالرغم قوة اقتصاد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، الذي بلغ 2.274 تريليون جنيه استرليني عام 2023، إلا أنه تحرص حتى الدول الغنية بالعمل بمبدأ الشراكة الدولية وأفضل الممارسات المتبعة حديثا في نمو اقتصاديات الدول، وليس لنا أفضل من الإنجليز مثالا فهم من يعرف من أين تؤكل الكتف وكهذا تدار الأمور في أقوى اقتصاديات العالم.