إغلاق منجم في بنما بقيمة 10 مليارات دولار يلقي بظلاله على الانتخابات والسندات
ذكر تقرير صادر اليوم الجمعة، أن إغلاق منجم بنما البالغ قيمته 10 مليارات دولار الذي يستخرج منه المعادن الأساسية مثل النحاس والذهب، ألقي بظلاله على الانتخابات والسندات المحلية للبلاد.
وأوضح التقرير أنه بعد ستة أشهر من الاحتجاجات العنيفة التي هزت بنما، أصبح السياسيون في البلاد على حافة الهاوية والمستثمرون الأجانب يبتعدون.
وأجبرت المظاهرات، التي بدأت بين النقابات المحلية وطلاب الجامعات وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء البلاد، السلطات على إغلاق منجم المعادن الرئيسي في البلاد بعد قضايا اقتصادية.
أحد أكبر مناجم النحاس في العالم
وقال رئيس بنما في نوفمبر الماضي 2023 إن بنما ستغلق أحد أكبر مناجم النحاس في العالم بعد أن ألغت المحكمة العليا في البلاد عقدا مع شركة كندية لتشغيله وسط احتجاجات كبيرة.
وجاء تصويت المحكمة بالإجماع ضد عقد منجم كوبري بنما – الذي يمثل أكثر من 1% من إنتاج النحاس العالمي – بعد أن بدأ المحللون والمستثمرون في إعادة تقييم صورة بنما الصديقة للأعمال التجارية.
وقالت شركة First Quantum Minerals، التي تدير المنجم، والتي تقول إنها استثمرت 10 مليارات دولار في المشروع، إنها ستدلي بمزيد من التعليقات عندما يتم نشر تفاصيل إضافية عن الحكم.
كان الامتياز الأصلي للمنجم، الذي تم منحه في التسعينيات، محل نزاع لأنه كان يفتقر إلى عملية مناقصة مفتوحة. استحوذت شركة First Quantum Minerals على حصة أغلبية في المشروع في عام 2013، ويمثل المنجم الآن حوالي نصف إنتاجه السنوي.
وفي عام 2017، أعلنت المحكمة العليا في بنما أن القانون الأصلي الذي يدعم الامتياز غير دستوري، لكن المفاوضات بشأن عقد جديد لم تبدأ إلا بعد استنفاد الطعون.
تحويل سوق النحاس من فائض كبير إلى عجز محتمل
وتراجع إنتاج النحاس بشكل مفاجئ خلال الأسبوعين الماضيين ليرسل بذلك تحذيرا بشأن إمدادات المعدن الذي يعد أساسيا لتسهيل الانتقال إلى الطاقة الخضراء.
وبعد أن كان من المتوقع أن تشهد السوق فائضا خلال العامين المقبلين بسبب مجموعة من المشاريع الكبرى حول العالم، أدت إزالة 600 ألف طن من المعروض المتوقع إلى تحويل سوق النحاس من فائض كبير إلى عجز محتمل.
أمضت أكبر شركات إنتاج المعادن في العالم معظم العقد الماضي في محاولة لإعادة بناء سمعة التعدين، بعد سلسلة من الصفقات الخاسرة وعمليات شطب أصول بمليارات الدولارات أدت إلى فرار المستثمرين من هذه الأعمال التي يعتبر الكثيرون بالفعل أنها ملوِّثة للبيئة، ومحفوفة بالمخاطر.