أول رئيسة قسم من ذوي البصيرة بالأزهر: رفضت الأمر لكن القيادات أصرت.. والإمام الطيب لا يوجد كلام يوفيه حقه| حوار
- رفضت الأمر في البداية.. لكن القيادات أصرت
- أشكر الإمام الطيب فهو أب وأستاذ لي.. ولا يوجد كلام يوفيه حقه
- تم اختياري ضمن الشخصيات المؤثرة لعام 2017
- قيادات الجامعة لم تعترض بسبب ظروفي
- أشكر الله أن جعلني سببا لذوي الهمم من بعدي لتقلد مناصب قيادية
- أنا أول كفيفة مصرية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد
عبرت الدكتورة سلوى حسين، الأستاذ المساعد بقسم الحديث جامعة الأزهر الشريف، عن سعادتها بتعيينها رئيسًا لقسم الحديث، كأول سيدة من ذوي البصيرة تُعين رئيسا لأحد الأقسام بجامعة الأزهر الشريف.
وكشفت أول سيدة من ذوي البصيرة تعين رئيسا لأحد الأقسام بجامعة الأزهر، خلال حوارها لـ القاهرة 24، عن رفضها الترشيح في بداية الأمر، كونها مثقلة بالعديد من المهام والمسؤوليات الأخرى، لكن قيادات الكلية أصرت على اختيارها، ومن بعدهم قيادات الجامعة الذين أبدوا ترحابًا واسعا.
وإلى نص الحوار..
- حدثينا عن تفاصيل وكواليس القرار كأول سيدة من ذوي البصيرة؟
قيادات الجامعة هم أدرى بتفسير القرار، وأنا لا أتحدث في التفاصيل والملابسات، لكن كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ممثلة في عميدتها الدكتورة شفيقة الشهاوي ووكيلتيها الدكتورة فاطمة رجب والدكتورة وفاء، رشحوني لرئاسة القسم.
- كيف قوبل القرار أو الترشيح من جانبكم؟
في البداية رفضت الأمر؛ لأنها مسؤولية جديدة ستضاف لباقي المهام والمسؤوليات الأخرى التي أتحملها ومن ثم كان الأمر محل رفض، إضافة إلى أن كلية الدراسات الإسلامية والعربية ليست مجرد كلية عادية، فمسؤولياتها كثيرة جدا، لكنهم أصروا على هذا الأمر جدا، وصدر القرار من الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر.
وللعلم كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، ليست كلية ولكنها جامعة داخل الجامعة؛ لأنها تحوي العديد من التخصصات المختلفة والشعب المتنوعة، فلدينا عدد كبير من الطالبات، وبالتالي العمل فيها يوازي حرفيا جامعة مصغرة.
كيف قابلت الجامعة وقياداتها الترشيح خاصة أن هذه المرة الأولى التي يتم خلالها ترشيح سيدة من ذوي البصيرة؟
قيادات الجامعة لم نجد منهم رفضا على الإطلاق بسبب ظروفي.
- تعليقك على اتهام الأزهر بأنه لا يولي السيدات المناصب القيادية؟
الحديث عن أن الأزهر لا يولي سيدات فكرة مغلوطة ولا تمت للواقع والحقيقة بأي صلة، والدليل أن كليات البنات بداية من العمداء والوكلاء ورؤساء الأقسام، كلهن سيدات.
تقريبا نصف جامعة الأزهر سيدات، بدءًا من عمداء الكليات والوكيلات ورؤساء الأقسام، سواء شرعي أو عربي، بل تخطى الأمر ذلك، وبعضهن تميز وتخطين سلك الجامعة، وتولين مناصب مهمة في مؤسسة الأزهر.
- هل هناك أمثلة على تولي النساء المناصب القيادية بالأزهر الشريف؟
طبعا، هناك الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات بالأزهر الشريف، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر للوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، وهناك أمثلة أخرى كثيرة، وهذه دليل على خطأ الفكرة وأن الاتهام باطل.
وأريد أن أقول أنه في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي واهتمامه بتمكين المرأة من جانب وبذوي الهمم من جانب آخر، فالموضوع أصبح له شكل آخر سواء في الجامعات أو غيرها.
- ما هي المناصب التي تدرجتِ فيها وأبرز الشهاداتِ التي حصلت عليها؟
دائما أريد إفادة المكان الذي أتواجد فيه، فاعتمدت من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، كأول كفيفة مصرية تتعامل في مجال جودة التعليم العالي.
هذ الأمر كان مختلفا، بداية من طرق باب الهيئة نفسها، إذ لم يكن الأمر سهلا عليهم، ما أدى إلى حدوث نوع من الشد والجذب لكنهم في النهاية تقبلوه؛ وسبب ذلك أنهم لم يعتادوا سعي أحد في نفس ظروفي لتعلم الجودة وبالتالي كان أمرًا غير مسبوق.
بعد ذلك الاعتماد، عدت لكليتي، فأسندت إلي مسؤولية الدراسات العليا بعض الوقت، ثم التخطيط الاستراتيجي، حيث كنت رئيس فريق التخطيط الاستراتيجي بالكلية.
وأحب أشير هنا إلى أنه لما اتجهت لمجال التخطيط الاستراتيجي، كنت أريد تنميته من منبعه، فالتحقت بأكاديمية ناصر العسكرية في 2019، فدرست التخطيط الاستراتيجي والأمن القومي وإدارة أزمات وكوارث وصناع قرار، ثم درست في الرقابة الإدارية مكافحة الفساد، ولما انتهيت من الدراسة بالأكاديمية عدت للكلية وأصبحت مسؤولة عن وحدة إدارة الأزمات والكوارث في الكلية، ومنذ 2019 تقريبا وأنا مديرة وحدة إدارة الأزمات والكوارث بها.
أيضًا، أنا مديرة برنامج أصول الدين في الكلية بالثلاثة أقسام، كما أنني حاصلة على ليسانس عقيدة وفلسفة وليس حديثا فقط بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف والأولى على الدفعة.
- من ساند وساعد الدكتورة سلوى لتحقيق ما تتمناه وما رسالتها إليهم؟
أنا أعترف بفضل أي شخص يؤمن بذوي الهمم، وأن قدرتهم ليست منحصرة في فقدانهم العضو أو الجزء الذي حرموا منه، فليس معنى أن الله سلب منهم نعمه ما، يصبحوا فاقدين لـ العقل أو التفكير أو العلم أو الدين أو الأخلاق، فهذا ليس صحيحًا، وأنا أحب أن أشكر أسرتي وأساتذتي وكل من وقف بجواري، ومن لديه إيمان قوي بقدرات ذوي الههم.
- ما رسالتك للإمام الأكبر الموجه والداعم الأول لـ أصحاب الهمم؟
الكلام عن الإمام الأكبر، لا يمكن اختزاله في بضعة سطور أو مقالات، فدعمه لـ ذوي الهمم لم يقتصر على جانب دون جانب، بل في كل الاتجاهات، ولا يمكن إحصاؤه، فلم يكن شيئا يتحقق دون توجيه منه، وهذا حدث معي في أمور عدة.
الإمام الأكبر أب وأستاذ لي، وكلمات الشكر والسطور لا تفي حقه علينا بوجه عام وبالنسبة لي بشكل خاص.
- ما رسالتك وتوصياتك لأصحاب الهمم؟
لا أدري ماذا أقول لهم، لكن بالنسبة لي لو لم يكن لي حظ سوى أن الله جعلني سببا وبابا لذوي الهمم من بعدي في تقلد مناصب قيادية سواء في الأزهر أو غيره فكفى بها نعمة.
- ما التكريمات التي حصلتِ عليها؟
تم تكريمي من المجلس القومي لذوي الإعاقة، ضمن الشخصيات المؤثرة لعام 2017.
