الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطيب الجامع الأزهر: الحج والعمرة لا يمحيان الذنوب في هذه الحالة

الدكتور حسن الصغير
أخبار
الدكتور حسن الصغير - رئيس أكاديمية الأزهر
الجمعة 31/مايو/2024 - 07:13 م

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، والتي دار موضوعها حول فضل الحج.

خطبة الجمعة اليوم

وقال الدكتور حسن الصغير، إن موسم الحج يمثل رحلة سنوية للتجديد الروحي، حيث يعيش الحجاج تجسيدًا عمليا لدروس هذه الفريضة السمحة، ويرسخ في نفوسهم معانٍ عظيمة حول الشعائر الإسلامية التي شرعت من أجل إذكاء النفس البشرية، مشيرا إلى أن هذا الغرض الحقيقي من وجود هذا العالم بأكمله وهو عبادة الله سبحانه وتعالى والامتثال لأمره، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، لذا ونحن نذكر بفضل هذه الشعيرة التي يقطع المسلمون الأميال لأدائها تحقيقا لأمر الله، عليهم أن لا يغفلوا أيضا عن المنح التي منحها الله لهم في الطاعات الأخرى، لأن كل يوم يمر على المسلم هو بمثابة رحلة وعليه أن يستفيد منها بما ينفعه حينما يقف بين يدي الله.

خطيب الأزهر: لا تقتصر العبادة على الشعائر بل تهدف لتزكية النفس وحماية المؤمن من المعاصي

وبين خطيب الجامع الأزهر أن فريضة الحج أراد فيها المولى عز وجل أن يجمع بين العبادتين المالية والبدنية، فجعلها فريضة على من استطاع ماديا وبدنيا، أي من يملك الزاد والقدرة على الوصول إلى بيت الله الحرام، وهو ما يؤكد عِظمها وعظم أجرها، لما فيها من مشقة وبذل، ورغم ما تتطلبه هذه الرحلة العظيمة إلا أنها محببة إلى القلوب، كما أنها ليست مجرد شعائر جسدية، بل هي رحلة روحية وإيمانية عميقة، تقربنا من الله وتزكي نفوسنا، تعيدنا إلى الفطرة السليمة وتحقق فينا نقاء الطبع وسماحة الخلق،  كما تخصلنا من شوائب الذنوب والمعاصي.  

وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن العبادات هي منهج فرضه الله سبحانه وتعالى لينظم سلوك المسلم، من أجل تصحيح مسار الإنسان في الدنيا بما يضمن له السعادة الأبدية في الأخرة  اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ، لهذا يجب أن لا يقتصر المسلم على مجرد أداء العبادات وإنما عليه أن يدرك الحكمة من مشروعيتها، وهذا الفهم لا يكون إلا بمطابقة السلوك والأقوال للعبادة التي فرضها الله سبحانه وتعالى من أجل تزكية عباده وتحصينهم من الانزلاق في المعاصي.  

خطيب الأزهر: قبول الحج والعمرة مشروط بأداء الواجبات الشرعية والكسب الحلال

وأكد الدكتور حسن الصغير، على عظمة الصلوات الخمس، مشبها كل يوم بموسم جديد تتاح فيه خمس فرص عظيمة لنيل ثواب الحج والعمرة، لأنها تنهانا عن الفحشاء والمنكر، كما ورد في قوله فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ، كما أن صلاة بلا عمل صالح، بلا صلة رحم، بلا علاقات طيبة، بلا تحر للحلال في المأكل والمشرب، لا تعد صلاة حقيقية، لأن الصلاة الحقيقية هي التي تثمر إيمانا راسخا وأخلاقًا كريمة، وسلوكا فاضلا في جميع جوانب الحياة.

وحذر خطيب الجامع الأزهر من مغالطة شائعة، مفادها أن الحج والعمرة يمحيان الذنوب مهما كانت، وهذا أمر غير صحيح، بل إن قبول الحج والعمرة مشروط بأداء الواجبات الشرعية مع عدم التهاون في حق الله سبحانه وتعالى وحق العباد، إضافة إلى الكسب الحلال والعمل الصالح، وقد ربط الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين طِيب المطعم وقبول الأعمال، لذا ينبغي على المسلم إن كان يريد قبول أعماله أن يحرص على طيب مطعمه، ومن عظم هدى الشرع الحكيم أنه نبهنا إلى قضية هامة أننا سنسأل عن كل شيء يوم قيامة لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعِ خِصالٍ: عن عمرِه فيما أفناه، وعن مالِه من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه" لذا فعلينا أن نستعد للإجابة بين يدي الله سبحانه وتعالى.

تابع مواقعنا