السعوديون يتسابقون لسداد الدية عن مصري مسجون منذ أكثر من 10 سنوات بالمملكة
بدأت القصة خلال الأيام الماضية حين تداول مستخدمي منصات السوشيال ميديا مقطع فيديو يتضمن استغاثة فتاة مصرية مع محاميها بمخاطبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عبد العزيز بمساعدتها ودفع الديه المطلوبة عن والدها فارس كمال بحر المدبولي مصري الجنسية وقيمتها 300 ألف ريال.
وأكدت الفتاة في مقطع الفيديو أن والدها في سجن شرطة محافظة الخفجي بالمملكة العربية السعودية منذ أكثر من عشر سنوات إثر تسببه في وفاة مواطن سعودي في حادث مروري، وحكم على والدها السائق المصري وقتها بالإدانة بنسبة 100 % وسجنه.
وأفادت ابنته بأن والدها تدهورت حالته الصحية من إصابته بمرض السرطان في الرئة وجلطة قلبية أفقدته التوازن والحركة وعلى إثرها أرسلته الجهات السعودية إلى مستشفى القطيف والخفجي العام لعلاجه.
ومنذ نشر مقطع الفيديو تسارع المواطنون السعوديون والمقيمين المصريين في سداد قيمة ورسوم الدية عن طريق الحساب البنكي في شكل ملحمة إنسانية أسفرت نتائجها عن سداد المبلغ بالكامل خلال 10 ساعات فقط، وبعدها نشرت الفتاة المصرية مقطع فيديو آخر وجهت خلاله الشكر للمواطنين السعوديين والمقيمين المصريين على هذا التفاعل والملحمة الإنسانية.
سداد المبلغ كاملا وإسقاط الحكم
وبالتزامن مع هذه الملحمة الإنسانية والمشاعر المفعمة تم سداد المبلغ كاملا وإسقاط الحكم، ثم تواصلت القنصلية المصرية بالرياض مع المريض المصري من خلال السفير طارق المليجي والقنصل عبد الله حسني ومندوب الجالية محمد حسين والمحامي خالد الهواري وتبين أن المريض المصري ليس لديه أي مستند رسمي صالح للخدمة مثل الإقامة وجواز السفر ومن خلال هذه المشكلة، تواصل أعضاء القنصلية مع المسؤولين السعوديون العميد رافع العنزي مدير شرطة الخفجي ومسؤول تنفيذ الأحكام الحكيم الغامدي والذين بدورهم تفهموا الوضع ولم يترددوا لثواني في المساعدة، وأصدرت القنصلية المصرية وثيقة سفر مؤقتة للمواطن المصري بدلا من جواز السفر الذي سيخضع لفترة طويلة لإجراءات تجديده.
وعلى هامش هذه الحالة صرح مسعف الهلال الأحمر السعودي ضافر اليامي مسعف حالة المريض المصري والذي يعرف حالته جيدًا منذ فترة بالتبرع بالسفر معه على نفقته الخاصة إلى القاهرة لتولي رعايته الصحية.
ويذكر أن المواطن المصري فارس كمال سيغادر المملكة العربية السعودية غدًا الثلاثاء، إلى القاهرة لأول مرة منذ 18 عاما برفقة المسعف السعودي ضافر اليامي الذي تبرع بخدمته في السفر لحين تسليمه لأسرته.
