العيد مجاش وبنموت بالحرب والحر.. سكان غزة يكشفون عن معاناتهم في عيد الأضحى| خاص
اجتمع علينا لهيب الحرب وسخونة الطقس لا وجود للعيد.. هكذا بدأ إلهام شمالي، من أهالي قطاع غزة ونازحة إلى خانيونس، حديثها إلى الـ القاهرة 24، موضحة أن الأوضاع في القطاع باتت غير قابلة للحياة، ولا توجد كهرباء أو مياه باردة، مضيفة: نغادر الخيمة صباح كل يوم لعدم قدرتنا على المكوث داخلها.
وتواصل شمالي لـ القاهرة 24: نمكث في ظل الخيمة حتى ساعات المغرب، مشيرة إلى أن منطقة المواصي التي بها النازحين لا يوجد بها أشجار أو بيوت، وإنما مساحات واسعة من الرمال فقط.
أهالي غزة: نستحم مرة بالأسبوع في الحر.. ولم نر العيد
نتمنى شرب الماء البارد حتى المياه الساخنة أصبحت شحيحة.. تتابع إلهام قائلة: المياه لا تأتي إلا كل 7 أو 10 أيام مرة، وهي غير صالحة للشرب.. ونشتري مياه الشرب بخمسة شيكل للقارورة الـ20 لتر تكفي العائلة يوم واحد، بحسب شمالي.
وعن عيد الأضحى أردفت، أنه لا وجود للعيد داخل غزة، الطيران كثيف والرعب والخوف في كل مكان، والعيد يبدأ بالعودة للاستقرار، وما تبقى من منازل لنستتر داخلها، حتى الأضاحي واللحوم لا توجد، وإن وجدت فأسعارها مرتفعة للغاية، إذ بات من كان يطلق عليهم الأغنياء غير قادرين على شراء اللحوم، على حد قول إلهام.
واختتمت روايتها، بأن أبسط مظاهر العيد والصيف معا المتمثل في التطيب والاستحمام بات من المصاعب، إذ لا يستطيع غالبية السكان سوى الاستحمام مرة واحدة في الأسبوع، وغسيل الملابس بات من الرفاهيات، فلا مقومات حياة كي نبحث عن العيد، المجاعة بدأت تطفو على السطح فلا عيد لنا.
غزة تواجه المجاعة
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يجعل من المستحيل توصيل المساعدات الغذائية في القطاع، مشددا في بيان له، على ضرورة استمرار التحسن في تقديم المساعدات في الشمال وتوسيع نطاقها لضمان إمدادات الأغذية، وأن الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والوقود اللازم للمخابز والإمدادات الطبية ضروري أيضا لتحقيق أمن غذائي مستقر.
يوسف أبو رابي: الوقت يمر بلطف الله
لا نغطي احتياجاتنا حتى نرى مظاهر العيد، هكذا يقول يوسف أبو رابي، أحد سكان منطقة بيت لاهيا شمال غزة، أن الوقت يمر بلطف من الله فلا مقومات حياة وتركنا بين سندان الحرب ومطرقة الطقس الحار.
ويضيف أبورابي لـ القاهرة 24: السكان باتوا يتمنون شربة ماء مبردة، فلا كهرباء ولا وقود، وأحيانا تقدم شاحنات مياه لمراكز الإيواء وبعض الوجبات الخفيفة، لكنها لم تعد تصل منذ نحو شهر، ونعتمد على ما يصلنا من إنزالات جوية
لا يوجد أي مظاهر للعيد بالكاد نغطي احتياجتنا من مياه الشرب والحطب لا أي شيء من العيد حتى استحمام العيد كان صعبا، يتابع يوسف أبورابي، أن العيد جاء وكأنه لم يأت، ويبقى شعيرة من شعائر الله، حيث التزمنا الصيام في يوم عرفات، ولكن العيد الحقيقي يحل بالهدوء والعودة لمنازلنا وما تبقى منها.
معبر رفح مغلق من الجانب الفلسطيني ولا مساعدات تدخل
وهنا وجب التذكير بأن معبر رفح البري مغلقا من الجانب الفلسطيني منذ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمعبر من الجانب الفلسطيني، الأمر الذي تسبب في حرم المعبر الرئيسي من إدخال المساعدات للقطاع المنكوب جراء الحرب الغاشمة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، التي تسببت في استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.
أم علي البهيسي: الموت أرحم من هيك حياة
وتقول أم علي البهيسي، من قطاع غزة، إن الماء الذي نحصل عليه ملوث، ولا طعام حتى نفطر في العيد، ولا مستشفيات ولا غاز للطهي، الموت أرحم هيك حياة، بحسب تصريحاتها لـ القاهرة 24.
مرام جبريل: بحلم أشرب مياه ساقعة
في ذات السياق توضح مرام جبريل، أن الخيام تهالكت ولا تحمي من حر الشمس، مشيرة إلى أن حياتها باتت مرحلة من النزوح المستمر والعروب من الموت قائلة: نهرب من الموت لموت فقط لا غيره.
وتتابع مرام لـ القاهرة 24، أنها تحلم في عيد الأضحى بشربة ماء مبردة، ووجبة طعام جيدة، قائلة: بنحلم نشوف الميه من الحنفية تاني، مستطردة أن الأوضاع الصحية متدهورة، والأمراض منتشرة بشكل كبير من بينها الأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي.
وعن صعوبة الحياة تقول مريم حجي، أنه لا وجود لرفاهية للوقاية من حر الصيف خاصة داخل الخيام المصنوعة من الخشب والبلاستيك، ما يجعل الخيمة عبارة عن غرفة ساونا.
وتستكمل لـ القاهرة 24، بأن هناك صعوبة الحصول على مياه الاستحمام المالحة، أما مياه الشرب يتم شرائها وحملها من مسافات بعيدة ووتخصيصها للشرب والطهي فقط، مؤكدة أنها منذ غلق المعبر لا تحصل على المساعدات من جهة منظمة وتقوم بشرائها كبضائع من السوق التي كانت تدخل بكميات قليلة على فترات متباعدة.
وتردف حجي، أنه لا وجود لمظاهر العيد داخل غزة، حيث لا يتوفر في السوق أي نوع من اللحوم ولا ملابس للأطفال ولا أي نوع من مظاهر بهجة العيد.
غزة تدمر بأسلحة أمريكية وأيادي إسرائيلة
ومنذ السابع من أكتوبر قدمت أمريكا أكثر من 25 ألف ذخيرة موجهة إلى إسرائيل، استخدمت نصف كميتها في غزة، حيث نقلت واشنطن الأسلحة جوا مباشرة واستندت مرتين إلى قواعد الطوارئ لتجاوز موافقة الكونجرس.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، زوّدت أمريكا إسرائيل بمئات القنابل الخارقة للتحصينات، من بينها قناب بي إل يو، وقنابل من طراز Mk82، وآلاف من القنابل ذات قطر صغير GBU-39، وقنابل جدام.