حرب غزة تشعل المنافسة بين الأحزاب قبيل الانتخابات التشريعية في بريطانيا
في الأيام القليلة المقبلة، تحديدا في الرابع من يوليو ستكون لندن على موعد مع انتخابات تشريعية مرتقبة، يتنافس فيها كلا من الحزب الحاكم وحزب العمال على أغلبية المقاعد البرلمانية في الانتخابات المقبلة، حسب تقرير لوكالة رويترز.
الحرب على غزة
ويأتي ذلك في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب لما يزيد على تسعة أشهر على قطاع غزة، وهو الأمر الذي استرعى انتباه الأقلية المسلمة في بريطانيا والتي تشكل نحو 6.5% من جملة السكان وما يزيد على 3.9 مليون نسمة.
الانتخابات التشريعية البريطانية
كلا الحزبين الحاكم وحزب العمال كانت لهما أولوياتهما في هذه الانتخابات، بحيث تحول دون الخروج على القيم الأوروبية والإنجليزية وتراثها في مساندة سلطات الاحتلال، ومن جانب آخر مغازلة الأقلية المسلمة لحصد مقاعد أكثر في الانتخابات.
وفي ذات السياق، وحول دور المسلمين في الانتخابات البريطانية، لفتت شاناز صديق، وهي واحدة من المرشحين المؤيدين لغزة، الذين يأملون في حشد أصوات المسلمين في الانتخابات في بريطانيا عن طريق استغلال السخط بشأن مواقف الحزبين السياسيين الرئيسيين بشأن الحرب في غزة.
من جانبها، قالت صديق التي تسعى لانتخابها عضوا في البرلمان عن منطقة أولدهام إيست وسادلوورث شمالي مانشستر لرويترز: غزة لا تتعلق بحجة سياسية، إنها حجة تتعلق بحقوق الإنسان، نحن لا نعتذر لكوننا طرف مع غزة.
وفي ذات السياق، تحاول حملة صوت المسلمين توجيه الناخبين باختيار مرشحين مؤيدين لفلسطين يخوضون الانتخابات كمستقلين أو من أحزاب أصغر مثل حزب العمال اليساري، الذي قدم 152 مرشحا من بينهم الصديق.
وفي تناقض صريح، تشير تصريحات المرشحين من الحزبين إلى أنهما يريدان وقفا للقتال في غزة، في ذات الوقت الذي يرون فيه أن لسلطات الاحتلال الحق في الدفاع عن نفسها، ما أثار غضب العرب والمسلمين في بريطانيا.
وتشير التقارير المحلية إلى أن عدد قليل فقط من المرشحين المؤيدين للفلسطينيين، سيتمكنون من الوصول إلى البرلمان، في حين أن حملة صوت المسلمين تسعى إلى الفوز بما يكفي من المقاعد في البرلمان القادم.
ويذكر أن عدد المنافسين في تلك الانتخابات، حوالي 230 مرشحًا مستقلًا مقارنة بالتصويت الأخير في عام 2019، وفي المناطق ذات التركيزات الكبيرة من الناخبين المسلمين، يتنافس العديد من هؤلاء المستقلين على برنامج مؤيد للفلسطينيين.
وتلفت تقارير إلى أن حزب العمال الذي يتزعمه كير ستارمر، لا يزال من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، بجانب كونه اعتمد منذ فترة طويلة على دعم المسلمين والأقليات الأخرى.
ويذكر رأفت حسين، صاحب متجر في منطقة أولدهام، التي كانت تصوت تاريخيا لحزب العمال:لقد كنت من مؤيدي حزب العمال منذ فترة طويلة، لكن ليس بعد الآن، نحن لا ندعم حزب العمال.
وتابع: الإبادة الجماعية تحدث أمام أعيننا ولم يتم فعل أي شيء حيال ذلك، وهو أمر مزعج ومحزن للغاية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سافانتا الشهر الماضي أن 44% من المسلمين الذين صنفوا الحرب على غزة، كواحد من أهم خمس قضايا سيفكرون في دعم إجراء انتخابات مستقلة بشأن هذه القضية.