في ذكرى اغتياله.. غسان كنفاني: ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقّدة
غسان كنفاني.. هو الرجل الذي وثق رحلة الرجال في الشمس خلال عودتهم إلى حيفا والمرور بأرض البرتقال الحزين للبحث عن القميص المسروق، لرحلة أم السعد ومصرعها على السرير رقم 12، وكان عاشقا للبنادق فخاض رحلة الرجال والبنادق وهو يبحث عن القنديل الصغير، ليثور في 1936-1939 بفلسطين؛ في سبيل الوصول إلى جسر الأبدية.
أديب المقاومة غسان كنفاني
عمد غسان كنفاني رحلته الأدبية بالدم بعد أن اغتاله رصاص الجبناء في مثل هذا اليوم منذ 52 عامًا، أديب المقاومة الذي اعتنق قضيته بل واختار أبطالها من البسطاء وآمن أنه ليس مهما أن يموت الإنسان قبل أن يحقق فكرتة النبيلة، بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل الموت.
أديب الثورة الذي رأى أن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، بل إنها قضية الباقين، ولد بعكا في 9 أبريل 1936 وقضى عشر سنوات من عمره بيافا، وأُجبر هو وعائلته على ترك وطنه عام 1948، فهاجر إلى لبنان ثم إلى سوريا حاملا في قلبه الألم والحزن تتخللهما العزيمة.
ورأى أنه ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، كما عاش النكبة وهو في سن الطفولة، وعايشها بكل معاناتها وقائعها السياسية والاجتماعية.
وبدأ أديب الثورة رحلته الأدبية والصحافية لأول مرة في الكويت عندما سافر للتدريس هناك في إحدى صحف الكويت، ثم عمل في لبنان رئيس تحرير جريدة المحرر، وأصدر ملحقا فلسطينيا لها، وخاض معركة التحرر الوطني، ولم يكن مجرد كاتب، بل كان ثائرًا فنانًا سياسيًا وصحفيًا، تخطى حدود الرواية والقصة والشعر والمسرح، ليصف معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير وطنه.
اغتيال غسان كنفاني
وهو نفسه الذي قال إن هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم، وخاض معركته بسرعة فكان يشعر أن عمره قصير خاصة مع مرضي السكر والربو.
ولا نعلم هل اختار غسان كنفاني الثورة أم اختارته هي، فكان أول من سلط الضوء على شعراء المقاومة الفلسطينية، بل ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، من خلال رواياته، ومقالاته، ودراساته، لقاءاته الصحافية.
وتزوج غسان في 1961 بالدانماركية آني هوفر، وأنجب منها طفليه فايز وليلى، وفي الثامن من يوليو عام 1972، اغتيل غسان كنفاني بعد تفجير سيارته بعبوة ناسفة أمام منزله بحي الحازمية، بالقرب من بيروت، ليتنتهي بذلك حياة أديب المقاومة ولكن يستمر مريدوه في الالتفاف حول أدبه الحي للأبد