السبت 16 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إفريقيا يا دكتور بدر

الإثنين 08/يوليو/2024 - 12:34 م

أخط في كلمات بسيطة إلى كبير الدبلوماسية المصرية الجديد أخانا وعزيزنا السفير الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، أطالبه بالعودة للجنوب كل الجنوب كل إفريقيا ففيها ما تحتاجه مصر للنهوض زراعيًا واقتصاديًا وحتى سياسيًا، فالقارة السمراء تتشكل قواها من جديد في الوقت الراهن تتجاذبها صراعات دولية للسيطرة على مقدراتها وثرواتها الضخمة، الحبيسة على أبنائها، الكريمة على أبناء الفرنجة والقادمين والمدعومين من الشرق والغرب، فأين مصر؟.

أين مصر مما يحدث في مختلف أقطار القارة السمراء من استثمارات ومشاريع وتحالفات سياسية واقتصادية، أين مصر من إفريقيا الآن وهي يومًا كانت العقل المفكر لإفريقيا وقبلتها للبت في مختلف شؤون القارة.

سيدي الوزير أطلب منك أن تنظر للجنوب وتنظر إلى كل الجنوب وليس السودان فقط فجنوب مصر لا يمكن اختزاله في السودان، أو حتى جنوب إفريقيا باعتبارها صديقًا لنا في البريكس، ففي أدغال إفريقيا فرص وثروات تتنافس عليها كبريات الدول من خارج القارة. 

لكن أين نحن من أبناء قارتنا؟ أين نحن من فرص الاستثمارات الزراعية في قارتنا؟ أين نحن من إمكانية الاستفادة من المقدرات النفطية خاصة الغاز مستقبل الوقود الأحفوري ونحن نمتلك محطتي إسالة ونسعى لنكون مركزًا إقليميًا للطاقة؟ أين نحن من تطويع القارة وكسب تعداد دولها الكبير في الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الدولية وجعلها ثقلا سياسيًا لمصر ترتكز عليه أينما حلت الدبلوماسية المصرية؟

حلول كثيرة للصناعة المصرية والزراعة المصرية تكمن حلولها في إفريقيا، وإن لم يكن ذلك موجودًا كما يصور البعض ويقول أن أوروبا هي الحل، إذا لماذا تأتي أوروبا إلى إفريقيا لكسب قوت يومها من الموارد الطبيعة؟ ولماذا تتنافس أمريكا والصين وروسيا وحتى تركيا للسيطرة أو كسب موطأ قدم كبير في إفريقيا؟ لا لشيء سوى للحصول على الكنوز والمواد الخام الضخمة في إفريقيا لإدارة ترسانتها الصناعية ونعود نحن المصريين أبناء القارة ذاتها لنستورد منهم ما يخرج من باطن أرض السمر.

إفريقيا يا معالي الوزير ليست قارة فقط، إفريقيا منجم ضخم لكل شيء وأي شيء، حتى إن سألت عن الأيدي العاملة في أي شيء ستجد أننا يمكن استقدامها وتطويعها من إفريقيا، التي هي قارة شابة تنظر للقاهرة بأنها حضارة القارة ومستقبلها ويطمح شبابها لأن ينظر العالم إليهم كمحركين لكوكب الأرض وليسوا وقوده الذي يحترق فقط، لذا علينا تعظيم الاستفادة من إفريقيا وتعظيم الاستفادة من قوتنا الناعمة بكل سبلها في أدغال إفريقيا، علينا السير إلى إفريقيا ولو على الأقدام للعودة إلى حاضنتنا السمراء قبل أن يملأ فراغها غيرنا.

إفريقيا الحاضر المستقبل.. والحل

تابع مواقعنا