خالد يوسف عن اختيار السنوار خلفًا لـ هنية: أدرى بهؤلاء السفاحين وفيه من شاعرية وصدق محمود درويش
أشاد المخرج خالد يوسف بـ اختيار يحيى السنوار، رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، خلفا لـ إسماعيل هنية، والذي تم اغتياله الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، على يد قوات الاحتلال الصهيوني.
وكتب خالد يوسف منشورًا، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قال فيه: كتبت في أوائل عام 2021 عن يحيى السنوار فقد قلت حينها ما أن تولى يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس في العام 2017، حتى أعلنت تغيير ميثاقها وحذفت منه أنها فرع من تنظيم الإخوان المسلمين، حذفت كل الأجزاء التي تتحدث عن دور الإخوان في قضية فلسطين في العام 1936 والعام 1948 بل وحذفت شعار الإخوان من الميثاق ووصلت لأبعد مدى من المرونة السياسية بأن قبلت بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وحذفت توصيف الصراع على أنه صراع ديني إسلامي يهودي ووضعته في سياقه الطبيعي، من أنه صراع بين إسرائيل كـ دولة احتلال وبين شعب فلسطين صاحب الأرض وإن كانت لم تَنفِ مرجعيتها الإسلامية كحركة.
وأردف خالد يوسف: أضيف اليوم على البوست السابق بمناسبة الهجوم الغريب على اختياره رئيسا للحركة وتطابق ما يصفه به الجانب الصهيوني مع بعض الأقلام المصرية والعربية لا يصيبهم بأي خجل، وأقول اليوم عليه اليوم بهذه المناسبة إنه رجل سياسي من طراز رفيع ونادر.. هو قائد عسكري بدرجة مفكر كبير.. لا يوجد قائد في تاريخ القضية الفلسطينية من هو أكثر عمقًا منه فقد قضى سنوات سجنه في الدراسة والتأمل في الحركة الصهونية بكل أدبياتها وأصولها ومخططاتها، وتفحّص جيدًا حقائق التاريخ والجغرافيا المؤثرة في الصراع العربي الإسرائيلي وأصبح له طرحه الفكري الذي غير شكل الحركة ومعادلات حركتها وأساليبها بل وخطابها الإعلامي، ولا يوجد من أهو أدرى بهؤلاء السفاحين أكثر منه.
وأضاف خالد يوسف: السنوار فيه من عمق فكر إدوارد سعيد وغسان كنفاني وفيه من شاعرية وصدق محمود درويش وسميح القاسم، وفيه من موازنات ياسر عرفات ومواءماته، فمثلا في ظروف شهور قليلة من إمساكه بزمام الأمور أزال فجوة بينه وبين دول الخليج، وتمكن من إنهاء خلافه مع سوريا، وفتح ملف الفرقاء فريق فتح وعباس وفريق دحلان، وأقام معهما علاقات متوازنة والأهم التقارب والتنسيق مع النظام المصري لإدراكه أن دور مصر هو حجر الزاوية في هذه القضية حتى لو اختلفت مع توجهات النظام ومنطلقاته وسياساته، وذلك طبعا بخلاف ما ذكرته من نجاحه في إحداث تغييرات جذرية في مقدمة البوست السابق.
واستكمل خالد يوسف: برغم قدرته وتمكنه من استخدام أدواته السياسية وإدراكه أن السياسة ليست سيفا بتارا قاطعا ولكنها موازنة بين مخاطر محسوبة، ومكاسب محتملة، إلا أنه مع ذلك أثبت أنه القائد القوي عسكريًا، الذي يمسك السيف البتار في ساحة المعارك والقادر على مقاومة الاحتلال وإدارة صراعه معه وسحقه في حرب تليدة ومجيدة، غيرت وجه القضية في عيون العالم وصنعت طورا جديدا لها وأعادت إحياءها فيما لم نفلح فيه من قبل في صنع هذا المتغير وكما قلت من قبل فلسطين ستتحرر باقتناع الضمير العالمي بعدالة قضيتها وبال دم والكفاح المسلح كما قال فؤاد حداد غير الدم محدش صادق من أيام الوطن اللاجئ إلى يوم الوطن المنصور.
وأردف خالد يوسف: الحفاظ على هذا الراجل واجب قومي لأنه لأول مرة يمسك بزمام الأمور رجل سياسي يجيء بمرجعية السلاح، فهو سياسي وعسكري في آن واحد وكانت دائما ما تختلف رؤى الجناح العسكري مع الجناح السياسي مما يسبب ارتباكا في القرار، وأخيرًا لا بد أن أقول إنه برغم اختلافي مع التوجهات الفكرية لحركة حماس إلا أنني أفرق بين اختلافي مع قناعاتهم وبين تمجيدي واعتدادي بهؤلاء المقاومين الاحرار العظام، الذين يقدمون كل غال ونفيس في سبيل قضيتهم، وآخرهم الشهيد إسماعيل هنية، الذي تعرض حيًا وميتا لأكبر حملة تشويه واطلقوا عليه مناضل الفنادق، وهو الذي قدم أرواح أبنائه واحفاده ونفسه فداء لقضيته وهاهم قد جائهم مناضل السجون والخنادق، الذي اختار مصيره مبكرا الشهادة أو النصر.
واختتم خالد يوسف: بدأت المزايدات الرخيصة التي ليس أولها محاولة الصاق تهمة قتل جنود مصريين على أيديهم برغم أن النظام المصري نفسه قد برأهم منها وشهد بتعاونوهم معنا على القضاء على الإرهابيين في سيناء وارجو الرجوع للبوست السابق لمعرفة حجم التنسيق بين مصر وفصائل المقاومة، أنه لزمن عجيب أن نسمع من يزايد على شهداء وأبطال.