إيه لازمة التاريخ والجغرافيا؟.. عمداء وأكاديميون يردون على تصريحات تامر أمين المثيرة
« إيه الاستفادة إن طالب الثانوية العامة يدرس تاريخ وجغرافيا وفلسفة، ومحدش يقولي يا نهار أسود أنت مش عايز تاريخ، بلاش الشعارات، خلونا في اللى بيأكل عيش ويجيب تقدم»، بتلك الكلمات خرج الإعلامي تامر أمين، في تصريحات تليفزيونية له، في هجوم حاد على نظام الثانوية العامة، مطالبًا بإجراء تغييرات جذرية على مناهج مرحلة الثانوية العامة، وبخاصة مواد القسم الأدبي، لتضج بعدها وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين المؤيد والمعارض.
تصريحات تامر أمين بإلغاء المواد الأدبية تثير الجدل
من جانبها، قالت الدكتور نجلاء فتحي، عميدة كلية الآداب بـ جامعة القاهرة، إن دراسة المواد الأدبية لطلاب الثانوية العامة تعتبر شيئًا مهمًا حتى يكونوا على دراية بمعرفة تاريخ بلدهم، وبعد ذلك تكون تمهيدًا لالتحاقهم بالكليات، مؤكدة على أهمية قسم التاريخ الذي يعد من الأقسام العريقة في كلية الآداب، حيث يكشف الجوانب التاريخية المهمة على المستوى الداخل والخارجي، مشيرة إلى أنه يكشف أيضًا التضاريس الحضارية والجوانب المتعلقة بالعلاقات بين مصر ودول المجاورة.
«افتقار بين الأجيال الجديدة في الثقافة»، تقول عميدة كلية الآداب بـ جامعة القاهرة، خلال حديثها مع القاهرة 24، حول نتيجة حذف تلك المواد، موضحة أن قسم الجغرافيا يوجد به برنامج المساحة والاستشعار، وفائدته التدقيق في المساحات الداخلية والخارجية والذي يعتبر جيدًا ويفيد الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل بعد التخرج، مؤكدة: المواد الأدبية لا بد من دراستها في المرحلة الثانوية حتى تكون تمهيدًا للطلاب في الكليات.
واتفق معها في الرأي الدكتور خالد حسين رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، موضحًا أن التاريخ معرفة الماضي والحاضر واستشراق المستقبل، وبدون التاريخ لا يمكن للطالب أن يكون لديه نوع من أنواع الانتماء للوطن، فالتاريخ ذاكرة الأمة فيجب عدم النسيان على وجه الإطلاق، حسب قوله.
وخلال حديثه مع القاهرة 24، شدد رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، على أن المطالبة بإلغاء تلك المواد غير مقبول بالمرة، فتلك المقررات تصنع شخصية الطالب الفكرية والثقافية، مردفًا: يجب على الطلاب دراسة تاريخ بلدهم للانتماء للوطن، لافتًا إلى أن هذه المواد ضرورية ومهمة للغاية.
وفي نفس السياق، علق الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، على تصريحات الإعلامي تامر أمين بشأن إلغاء المواد الأدبية في الثانوية العامة، قائلًا: إن دراسة مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة مهمين للغاية، ولهم قيمة في سوق العمل وحياة الطالب.
وقال شحاته، في حديثه لـ القاهرة 24، إن هذه المواد مطلب مهم لتحقيق تكامل المعرفة، ولابد أن يكون الطالب على وعي بهم حتى يستطيع معرفة الجذور للدولة والأمة المصرية وسط العالم بأكمله، مشيرًا إلى أن حذف المواد الأدبية ليس في مصلحة الطالب.
أما الدكتور صلاح عبد الحي، أستاذ التاريخ ورئيس قسم اليوناني واللاتيني بكلية الآداب جامعة سوهاج، فأفاد بأن من المفارقات التاريخية أن الإعلامي المذيع تامر أمين والذي ينادي بإلغاء مادة التاريخ من مواد الثانوية العامة، كان ذات يوم يقدم برنامجا باسم صناع التاريخ.
وواصل عبد الحي، في منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: لم يكتفِ بالمناداة بإلغاء مادة التاريخ فحسب، ولكنه نادى بإلغاء مواد الجغرافيا والفلسفة أيضا، لأنها مواد لن تفيد الطالب بشيء، وعليه أن يدرس مواد علمية لخدمة البلد، بدلًا من أن يكون مصيره فى نهاية الأمر مدرسا، مضيفا: يفيد التاريخ في تعليم دروس كثيرة، إذ ذكر التاريخ أنه كان هناك أشخاص تتبوأ مناصب ولكنها انحرفت واختلست وأساءت لبلادها، ولأن تلك الأحداث تاريخية فلا يجب نسيانها، حتى لا نسيء لأوطاننا كما أساء السابقون.
واختتم: بالنسبة لمادة الجغرافيا فإنها تعلم الحدود وضرورة احترامها وعدم التعدي عليها، وألا نسطوا على أملاك الأجانب فيرسلون لنا خطابات تطالبنا باسترداد ممتلكاتهم وإعادتها لهم ثانية، معقبًا: أما الفلسفة فتُعلم عدم التفلسف والخوض بالحديث فيما لا نعلم، فنسيء لأنفسنا ولأهالينا، فيسبونا ويسبوا آباءنا وأمهاتنا، والسكوت خير من الكلام الذي لا طائل منه.