السبت 19 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حسين صدقي يتطهر!

الثلاثاء 03/سبتمبر/2024 - 04:22 م

هل الميراث الفني ملك للفنان أم للمجتمع؟ 

سؤال يقفز إلي ذهني دائما كلما حلت ذكرى وفاة الفنان حسين صدقي، أو تابعت أحد أعماله على شاشة التليفزيون. 

فالرجل أعلن توبته عن كل أعماله السينمائية قبل رحيله، وأوصى بإحراقها، أراد أن يتطهر ويلقى ربه بقلب سليم. 

طلب ذلك رغم أنه قدم على مدار تاريخه الفني ما يمكن أن نسميه بالسينما النظيفة: بلا إثارة، أو قبلات، أو أحضان، وجاءت أعماله  خالية من المشاهد الساخنة، بل على العكس حملت أدواره رسالة دائما واتسمت بالجدية وجسد فيها صور الشهامة، والنبل والمبادئ.

أفلام  صدقي لاتزال  تعرض حتى الآن، ولم تنفذ وصيته.. هي ليست ميراثا شخصيا إذن وملك للمجتمع. 

ولو كان للفنان حرية التصرف ما وصلت إلينا أعمال كثيرة تزخر بها ذاكرة السينما، مثل فيلم أرض الخوف، والأرض، وغيرهما، ولو الراحل محمود المليجي أوصى مثلا بدفن أعماله الفنية معه، لماتت درر فنية كثيرة، والأمر ينسحب على قامات فنية أخرى تركت بصمتها قبل أن ترحل. 

صدقي ليس حالة فريدة، وهناك فنانون اتخذوا نفس الموقف، وربما الفارق الوحيد أنهم تراجعوا، أو لم يثبتوا على مواقفهم والأمثلة كثيرة، وتابعنا جميعا الجدل الذي صاحب معارك فنانات، ارتدين الحجاب ثم خلعنه، ثم ارتدينه ثانية مثل الفنانة حلا شيحة. 

المجتمع المصري متدين بطبعه، هذه حقيقة وليست من قبيل التنكيت أو السخرية، والفنان جزء من المجتمع يحمل قيمه وتقاليده، وهذا تحديدا ما دفع نجوما كبارا في وزن الفنان عادل إمام لرفض عمل ابنته في الوسط الفني، وأعلن صراحة أنه يعارض بشدة أن يقبلها أحد في أي عمل سينمائي،  لكنه مع ذلك وقع في فخ التناقض، ولم يتردد في تقديم أعمال ساخنة. 

وجه الاختلاف هنا أن صدقي، كان متصالحا مع نفسه وعندما اتخذ قراره بالرحيل الفني، لم يتردد وبنى مسجدا في حي المعادي يحمل اسمه وأرادها توبة نصوحا.

تابع مواقعنا