23 عاما على هجوم 11 سبتمبر.. كيف استغل مرشحو الرئاسة الأمريكية الحادث للوصول للبيت الأبيض؟
تحل اليوم، الذكرى الـ 23 على هجمات 11 سبتمبر، الهجوم الذي استهدف مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الحادث فيما بعد، ليذهب بعدها الجيش الأمريكي إلي أفغانستان متعهدا بالقضاء على التنظيم.
في العام الجاري، كانت ذكرى الهجوم الذي وقع عام 2011 مختلفة عن الأعوام الماضية، حيث تزامنت مع الوقت الذي أدان فيه الكونجرس الأمريكي، الانسحاب الفوضوي من أفغانستان والذي أجبر الجيش الأمريكي على ترك أسلحة بمليارات الدولارات، محملة الرئيس جو بايدن المسؤولية الكاملة.
كيف استغل مرشحو الرئاسة الأمريكية الحادث للوصول للبيت الأبيض؟
23 عاما، مرت على الصدمة المرعبة التي عاشها الشعب الأمريكي، إثر ارتطام طائرتين بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كأول هجوم على الأراضي الأمريكية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر قبل 60 عاما.
واستولت جماعات مجهولة على 4 طائرات ركاب، كانت أقلعت من مدن نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها لضرب مبانٍ بارزة في نيويورك وواشنطن.
هجوم 11 سبتمبر 2001
وحسب التقارير، أودت الهجمات بحياة نحو 3 آلاف شخص، وتعرض نحو 400 ألف شخص لسحابة غبار مسرطنة، أغلبهم من رجال الإطفاء والشرطة الذين عملوا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين.
وأعقب الهجوم، إعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الحادث، وعزمت الولايات المتحدة على الحرب ضد التنظيم بدأت في أفغانستان قبل 23 عاما، وقادتها إلى العراق وسوريا في السنوات الماضية.
وبعد سنوات قضاها الجيش الأمريكي في أفغانستان، كان لفقدان 13 من أفراد الخدمة الأمريكية الذين لقوا حتفهم في تفجير انتحاري خارج المطار الرئيسي في العاصمة كابول، أثناء اجتياح طالبان للعاصمة قبل مغادرة المسؤولين الأمريكيين، ذكري سيئة لدي الشعب الأمريكي.
تقرير الكونجرس والانسحاب من أفغانستان
وفي هذا السياق، نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية تقريرًا قالت فيه أن هذا الحدث كان بمثابة بداية التراجع المطرد للرئيس جو بايدن في استطلاعات الرأي، وهو انزلاق طويل وبطيء، أجبره في النهاية على إنهاء حملته الانتخابية في ظل مطالبات عديدة عقب المناظرة التاريخية مع نائبه.
وأشارت المجلة إلى أن صدور تقرير الكونجرس، قبل يوم من المناظرة الرئاسية بين المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، هو جزء من استراتيجية يخطط لها الحزب الجمهوري، الذي يسعى لإبقاء النقاش حول كيفية إنهاء أمريكا لأطول حرب لها في صدارة أذهان الناخبين هذا الخريف.
وذكرت المجلة: في السابق، كان التركيز منصبا على بايدن وكبار مسؤوليه، لكن الآن يحاول الحزب الجمهوري في مجلس النواب تسليط الضوء على دور كامالا هاريس في الانسحاب، وتصويرها كلاعب رئيسي في تنفيذه الفاشل.
ولفت التقرير إلى أنه في تقرير الكونجرس، تم ذكر اسم هاريس 28 مرة في الملخص التنفيذي وحده، بينما تم ذكر اسم ترامب مرتين، كما أشار مرارًا وتكرارًا إلى إدارة بايدن وهاريس، فبعد أن أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي مباشرة، حاول ترامب وحلفائه من الحزب الجمهوري أن يجعلوا الأحداث الفوضوية التي شهدها أغسطس 2021 تلتصق بها.
وفي سياق متصل، قال الديمقراطيون في مجلس النواب، في بيان، أن التقرير الذي أعده زملاؤهم الجمهوريون تجاهل الحقائق حول دور ترامب، واتهموا الجمهوريين باستخدام التحقيق كسلاح سياسي ضد حملة هاريس.
وفي السياق نفسه، انتقد البيت الأبيض التقرير، قائلًا إنه مليء بالحقائق المنتقاة، وألقى باللوم على ترامب بسبب الصفقة السيئة التي أبرمها الرئيس السابق مع طالبان للخروج من أفغانستان بحلول مايو 2021، وهو ما جعل الرئيس بايدن أمام موقف غير قابل للدفاع عنه.