العقيد محيي الدين مصطفى يكشف لـ القاهرة 24 بطولات المدرعات في حرب أكتوبر.. لماذا تجنبت إسرائيل القتال ليلا؟
تعد حرب أكتوبر المجيدة، واحدة من أبرز المحطات الفاصلة في تاريخ الجيش المصري، حيث جسدت الروح الوطنية والانتصار على التحديات المستحيلة.
في هذه الحرب التي بدأت في السادس من أكتوبر عام 1973، أعاد الجيش المصري بثباته وقوته صياغة المعادلات العسكرية في الشرق الأوسط، مظهرًا للعالم قدرته على مواجهة عدو كان يعتبر آنذاك من الأقوى عسكريًا وتكنولوجيًا.
وكان لسلاح المدرعات دورٌ حاسم في هذه المعركة، حيث سطرت القوات المدرعة المصرية بطولات ملحمية، تميزت بالشجاعة والإصرار في مواجهة العدو، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من سجل الانتصارات التاريخية للجيش المصري.
في هذا السياق، التقى موقع «القاهرة 24» العقيد محيي الدين مصطفى، أحد أبطال حرب أكتوبر من سلاح المدرعات، والذي شارك في العديد من العمليات البطولية خلال الحرب.
وكشف العقيد محيي الدين مصطفى، عن تفاصيل مشواره البطولي ودور قوات المدرعات في دعم القوات المصرية خلال العبور والمعارك الحاسمة.
أوضح العقيد محي الدين مصطفى، أن الاستعدادات لحرب أكتوبر بدأت بتدريبات مكثفة في معهد المدرعات، حيث كانت هذه التدريبات جزءًا من خطة استراتيجية على مستوى الدولة.
وذكر أن بعض الجنود رفضوا الإجازات وأصروا على البقاء في مواقعهم حتى دخول الحرب، مؤكدًا الحماس والإصرار الوطني الذي كان يسيطر على الجيش المصري، وفي الخامس من أكتوبر، تم تكليف العقيد وفريقه بالقيام بعملية استطلاع على قناة السويس لتحديد مواقع العبور، دون أن يعلموا بأن الحرب ستبدأ على حد قوله.
وأردف: وفي السادس من أكتوبر، الساعة الثانية ظهرًا، بدأت المعركة بالهجوم الجوي والمدفعي المصري، مشيرًا إلى أنه كان قائد فريق الحرس الأمامي للفرقة 21، وكانت دبابته هي الأولى التي تحركت نحو القناة، وبالرغم من أن المعبر لم يكن جاهزًا بالكامل، إلا أن الفريق سعد الدين الشاذلي أمر العقيد بالتقدم، وتعاون المهندسون العسكريون في تثبيت المعبر، مما أتاح لهم العبور بأمان.
بعد العبور، شارك العقيد محي الدين في معارك ضارية ضد العدو الإسرائيلي، وأشار إلى أنه تمكن من تدمير أربع دبابات للعدو والاستيلاء على دبابة خامسة أمريكية الصنع، وهي واحدة من الدبابات الحديثة التي كانت بحوزة الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، وتم إرسال هذه الدبابة إلى القاهرة لدراستها، ما مثل مكسبًا استخباراتيًا هامًا للجيش المصري.
أكد العقيد محيي الدين، أن سلاح المدرعات لعب دورًا محوريًا في حرب أكتوبر، حيث كان التكتيك يعتمد على تقدم المشاة أولًا ثم تقدم المدرعات لتأمين المواقع وتوفير الدعم الناري، وفي معركة يوم 9 أكتوبر، استمرت الاشتباكات بين القوات المصرية والإسرائيلية لأكثر من 24 ساعة، وتمكن العقيد وفريقه من تكبيد العدو خسائر فادحة، رغم صعوبة المعركة.
أوضح، أن الجيش الإسرائيلي كان يتجنب القتال ليلًا، نظرًا لعدم امتلاكه تقنيات الرؤية الليلية الحديثة التي كانت بحوزة الجيش المصري، واستغلت القوات المصرية هذه الميزة وقامت قوات الصاعقة بشن هجمات ليلية ناجحة على مواقع العدو، حيث تمكنت من تدمير العديد من دباباته.
وعن محاولات تطوير الهجوم لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية، قال العقيد محيي الدين، إن التقدم نحو منطقة جبل الطاسة كان من أصعب المهام التي واجهتها القوات المصرية، خاصة مع وجود صواريخ حديثة مضادة للدبابات من طراز "Tow D"، والتي تسببت في خسائر كبيرة، ورغم ذلك، استمرت القوات المصرية في التقدم وفقًا للقرارات الاستراتيجية المتخذة.
في ختام تصريحاته، شدد العقيد محيي الدين مصطفى على أن انتصار حرب أكتوبر كان نتيجة لتضحيات وشجاعة الجنود المصريين، مؤكدًا أن التنسيق الدقيق بين كافة أفرع القوات المسلحة كان الأساس في تحقيق هذا النصر العظيم.