بعد عام على طوفان الأقصى.. كيف دعمت أمريكا الاحتلال الإسرائيلي بالمال والسلاح في حربه على غزة؟
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة عقب هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل علني مرارا وتكرارا دعمها الكامل لتل أبيب، مؤكدة أنها ستحصل على كل ما تحتاجه من دعم مادي وأسلحة لما وصفته بالدفاع عن نفسها.
اتخذت واشنطن منذ بداية الحرب موقف الأم مع ابنها المدلل، ولم تترك أي اتجاه لدعم الحرب على غزة إلا انتهجته، وإلى جانب الدعم العسكري، استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو، في جميع جلسات مجلس الأمن التي عقدت من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
تنوع الدعم العسكري الأمريكي إلى تل أبيب ما بين سفن حربية وطائرات إف 35 الشبحية وقنابل ثقيلة وحارقة ومعدات عسكرية أخرى، واليوم وبعد مرور عام من الحرب وفي الذكري الأولى لهجوم طوفان الأقصى، ونرصد في هذا التقرير حجم وكافة أشكال الدعم الذي أرسلته إدارة بايدن إلي إسرائيل.
الدعم العسكري الأمريكي لـ تل أبيب
عقب اندلاع الحرب على غزة 2023، بدأت الولايات المتحدة في إرسال سفن حربية وطائرات عسكرية إلى شرق المتوسط، وتزويد إسرائيل بالذخيرة والمعدات العسكرية، وليس ذلك بجديد حيث تلقت الأخيرة حوالي 216 مليار دولار من المساعدات العسكرية قبل تأسيسها قبل 75 عاما.
وفي أكتوبر الماضي، وحسب ما أكدته صحية واشنطن بوست الأمريكية، وافق الكونجرس وبطلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن علي إرسال مساعدات إضافية بقيمة 14 مليار دولار إلي تل أبيب، نذكر منها ما يقرب من 21 ألف ذخيرة موجهة إلى إسرائيل استخدمت نصف كميتها في غزة.
وذكرت وكالة رويترز، أن الدعم الأمريكي بشكل مكثف، في الأيام الأولي بعد هجوم طوفان الأقصى، حيث بدأت الولايات المتحدة بإرسال سفن حربية وطائرات حربية إلى المنطقة، معلنة استعدادها لتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه، كما أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنشر البحرية الأمريكية التابعة لـ Carrier Strike Group 12، بقيادة يو إس إس جيرالد فورد.
وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة صواريخ اعتراضية من نوع القبة الحديدية، وقال الرئيس جو بايدن إن واشنطن ستقدم معدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخيرة، التي كانت في طريقها إلى إسرائيل، فيما أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن واشنطن ستقدم دعمها الكامل لإسرائيل، مع إرسال قاذفات صواريخ موجهة وطائرات مقاتلة من طراز إف-35 من بين المعدات التي سيتم إرسالها.
وواصلت إدارة بايدن، إرسال الأسلحة إلي إسرائيل علي مدار عام كامل منذ بداية الحرب، حيث أرسلت قنابل إم.كيه-82، وذخائر الهجوم المباشر كيه.إم.يو-572، وقنابل إف.إم. يو-139، و200 طائرة ضمن الجسر الجوي الأمريكي محملة بالسلاح والمركبات المصفحة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وإلي جانب ذلك أرسلت نحو 10 آلاف طن من السلاح والمعدات الأمريكية، ومركبات مدرعة وأسلحة ومعدات حماية شخصية وأخرى طبية وذخيرة، 25 مقاتلة F35، 25، مقاتلة F-15 AI، و12 طائرة أباتشي، و230 طائرة شحن، وكذلك 20 سفينة محملة بالأسلحة لإسرائيل، بالإضافة إلى قنابل وقذائف مدفعية ومركبات مدرعة فضلا عن معدات قتالية للجنود، ومروحيات هجومية أباتشي، بحسب سكاي نيوز البريطانية.
وفي ذات السياق، أفادت وكالة رويترز أن أمريكا زوّدت إسرائيل في ديسمبر الماضي، بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة، وقنابل خارقة للتحصينات بي إل يو-109، بالإضافة إلى 57 ألف قذيفة مدفعية، و5 آلاف قنبلة من طراز Mk82، و5400 قنبلة برؤوس حربية Mk84، وحوالي ألف قنبلة ذات قطر صغير GBU-39، ونحو 3 آلاف قنبلة جدام، وعشرات المقاتلات إف- 35 وإف- 15، وطائرات أباتشي.
وفي أبريل الماضي، صدق الكونجرس، على حزمة من المساعدات الأمنية لإسرائيل، توفر 26.4 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، من ضمنها 4 مليارات دولار للقبة الحدودية، ومقلاع داود، و1.2 مليار دولار لنظام الدفاع الشعاع الحديدي، الذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، إلي جانب 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة لإسرائيل، و3.5 مليار دولار لشراء أنظمة أسلحة متقدمة وعناصر أخرى، حسب شبكة سي إن إن الأمريكية.
وفي أغسطس، أعلنت واشنطن أنها ستمنح إسرائيل تمويلا بقيمة 3.5 مليار دولار لاقتناء أسلحة وعتاد أمريكي، وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ستحصل على حزمة مساعدات أمريكية بقيمة 8.7 مليارات دولار لدعم البلاد في عملياتها العسكرية الحالية، وفقًا لوكالة رويترز البريطانية.
الدعم السياسي واللوجستي
لم يقتصر الدعم الأمريكي لإسرائيل علي الأسلحة العسكرية فحسب، فقد أكدت وسائل إعلام عبرية علي رأسها صحيفة يديعوت أحرونوت أن واشنطن قدمت لتل أبيب وعلي مدار عام من الحرب، دعما مطلقا لوجيستيا وإعلاميا واستخباراتيا، تضمن زيارات هامة حيث زار الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل مباشرة بعد هجوم طوفان الأقصى، تلتها عدة زيارات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، إلي جانب زيارات قائد القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم، الجنرال مايكل كوريلا، وآخرها أمس، ما يجسد تنوع الدعم الأمريكي اللامشروط لإسرائيل من مساعدات عسكرية ولوجيستية وسياسية.
انتقادات أممية ودولية للدعم الأمريكي في الحرب على غزة
لم تغض منظمات حقوق الإنسان ومسؤولو الأمم المتحدة الطرف عن الموقف الأمريكي من الحرب على غزة، وأعلنت موقفها الرافض للدعم الأمريكي لتل أبيب، بداية من استخدام حق الفيتو لوقف إطلاق النار، حتي مواصلة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.
منظمة أطباء بلا حدود، قالت أن حق النقض يتناقض بشكل حاد مع القيم التي تدعي أنها تتمسك بها، وأن الولايات المتحدة توفر غطاءً دبلوماسيًا للفظائع المستمرة في غزة، وقالت هيومن رايتس ووتش إن الفيتو والدعم العسكري يخاطران بالتواطؤ في جرائم حرب، كما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إصلاح نظام مجلس الأمن الدولي الذي يسمح للأعضاء الخمسة الدائمين باستخدام حق النقض ضد القرارات التي تدعمها الأغلبية الساحقة من الدول.
كما اتهمت النائبة الفلسطينية الأمريكية الوحيدة في الكونجرس، رشيدة طليب إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، قائلة: الرئيس بايدن، ليست كل أمريكا معك في هذا الأمر، وعليك أن تستيقظ، وافهموا، نحن نشاهد حرفيًا الناس يرتكبون إبادة جماعية، كما جاء في وكالة رويترز.