7 أكتوبر.. يوم أشعل النار في الشرق الأوسط
بلا شك سيظل تاريخ السابع من أكتوبر 2023 من الأيام الفارقة في تاريخ المنطقة بأكملها، وربما هو اليوم الأكثر خصوصية في العقود الأخيرة الذي خلف أثارًا سياسة واقتصادية واجتماعية فادحة على مختلف دول منطقة الشرق الأوسط فبعد الهجوم الذي شنته حركة حماس قامت إسرائيل بردة الفعل الأعنف منذ عقود واليوم وصلت المنطقة إلى حافة الحرب الشاملة التي يخشاها الجميع.
بعد عامًا من هذا اليوم سقط في غزة وحدها أكثر من 41 ألف شهيد، وتتكبد إسرائيل يومًا بعد يوم خسائر فادحة بفعل عمليات القصف التي فتحت عليها من كل جبهات محور المقاومة، وتدفع اليمن ثمنًا صعبًا تدفعه كل جبهات الإسناد وفي لبنان لم يعد الجنوب جبهة إسناد بل أصبح الجبهة الرئيسية للحرب خصوصًا بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
لم تفلح الجهود الدولية حتى اللحظة في وقف إطلاق النار في غزة بل وتعقدت أكثر وواجهت أزمة أكبر وأصبحت بدلًا من صفقة واحدة مطالبة بصفقة أخرى في لبنان.
غير 7 أكتوبر من حاضر المنطقة ومستقبلها فلم تكن احتمالات اندلاع صراع مباشر بين إسرائيل وإيران إلا أعلى من أي وقت مضى وبعد بعد مرور عام، لا تزال حرب غزة دون حل، وتزداد احتمالات اندلاع حرب في مختلف أنحاء المنطقة.
والان وبعد عام على هذا اليوم دفع القطاع ودفعت المنطقة ثمنًا صعبًا لتدفق مسلحي المقاومة الفلسطينية إلى مستوطنات غلاف غزة ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية لتعلن إسرائيل إسرائيل رسميا الحرب على حماس في اليوم التالي.
الأرقام المفزعة
حتى أمس تكشف الإحصائيات عن أرقام مفزعة 3،654 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال و51،870 شهيدًا ومفقودًا، 16،927 شهيدًا من الأطفال 11،487 شهيدة من النساء، 175 شهيدًا من الصحفيين.
الاقتصاد يسقط
وفقًا للبنك الدولي تقترب الأراضي الفلسطينية من السقوط الاقتصادي الحر، وتكشف البيانات الرسمية عن انخفاض بنسبة 35 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من عام 2024 للأراضي الفلسطينية بشكل عام، مما يمثل أكبر انكماش اقتصادي لها على الإطلاق.
ومن المتوقع أن تصل فجوة تمويل السلطة الفلسطينية إلى 1.86 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وهو ما يزيد عن ضعف فجوة عام 2023، مما قد يشكل مخاطر مرتفعة لفشل النظام، وخاصة التأثير على تقديم الخدمات العامة.
وفي مواجهة الركود الاقتصادي في غزة وضعف الطلب في الضفة الغربية، وصلت معدلات البطالة إلى مستويات قياسية في كل من الضفة الغربية وغزة. وقد أظهر القطاع الخاص في الضفة الغربية قدرته على الصمود من خلال تفضيل البطالة الجزئية على تسريح العمال ومع ذلك، وبسبب فقدان الوظائف وتقليص ساعات العمل، شهد 87.2% من العمال في الضفة الغربية انكماشًا في دخول أسرهم منذ بداية الصراع. وتشير الدراسات الاستقصائية الأخيرة التي أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ومنظمة العمل الدولية إلى أن ما يقرب من ثلثي الشركات في الضفة الغربية أفادت عن بعض أشكال خفض قوتها العاملة.
ويعيش ما يقرب من 100% من سكان غزة في فقر، بينما تعاني الأسر في الضفة الغربية أيضًا من خسائر كبيرة في الرفاهة.
إسرائيل تفشل في تفكيك في حماس
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن 60% من مقاتلي حماس قُتلوا أو جُرحوا أثناء الحرب في غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح قبلها بأن هدف الحرب هو "تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس" لكن مع بقاء 40% من مقاتلي حماس في ساحة المعركة لا تزال قادرة على التأثير وفقًا لمحللون.
تعطل اتفاقيات التطبيع
أدت الحرب إلى توقف تام في حركة التطبيع بين دول المنطقة وإسرائيل وليس من المتوقع أن يعود الأمر في المستقبل القريب في ظل حالة الغضب الشعبي العارم في دول المنطقة ضد إسرائيل بل وسيؤدي الأمر بإسرائيل إلى تحمل حسابات ما كانت لتقبلها في السابق.
من غزة إلى اليمن ولبنان والعراق
لم يقف تأثير الحرب عند غزة فحزب الله الذي دخل الحرب وكبد إسرائيل خسائر فادحة جر لبنان كله إلى حرب قاسية مع إسرائيل والحوثيين وصلتهم الغارات الإسرائيلية إلى الحديدة والعراق الذي يعاني ليس هدفًا بعيدًا.