بعد مرور عام على الحرب| القطاع الصحي في غزة تحت نيران القصف.. وأكثر من نصف المستشفيات خارج الخدمة
شهد قطاع غزة عامًا مروعًا من الحرب التي لم تترك قطاعًا صحيًا أو اجتماعيًا إلا وهو يعاني، وفي ظل القصف المتواصل والنقص الحاد في الموارد، يعيش القطاع الصحي أزمة غير مسبوقة، فقد تضاءلت قدرته على تلبية احتياجات السكان الذين يعانون من نقص الرعاية الطبية والموارد الأساسية.
مأساة الخسائر البشرية
وأسفرت الحرب عن سقوط 41،638 شهيدًا و96،460 جريحًا، ومن المؤلم أن الأطفال كانوا الفئة الأكثر تضررًا، إذ شكلوا 33.1% من إجمالي الشهداء، وبلغت نسبة النساء 18.3%، بينما بلغت نسبة الشهداء من كبار السن 8.6%، أما الرجال فقد شكلوا نسبة 40% من الضحايا، بحسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية.
العائلات المدمرة أيضًا كانت في الواجهة، إذ جرى شطب 900 أسرة من السجل المدني، في حين وصل عدد الأيتام الذين فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما إلى 26 ألفا من الأطفال، كما تأثرت 10 آلاف أسرة بفقدان أحد الأبوين.
انهيار البنية التحتية الصحية
وتعرضت المستشفيات في قطاع غزة لضربات قاسية أثرت على قدرتها في العمل بشكل طبيعي، فمن بين 38 مستشفى طاقة القطاع، يعمل 15 فقط بشكل جزئي، إذ توقف 40% من المستشفيات تمامًا عن العمل، ودُمّرت 14% منها بالكامل، وتعرضت 49% من المستشفيات إلى التدمير الكامل في معداتها الطبية، بينما تضررت 51% من المعدات بشكل جزئي.
الأزمة الصحية تجلت في نقص عدد الأسرة، إذ انخفضت بنسبة تزيد على 75%، لتصل إلى 1207 سراير، مع انخفاض حاد في معدل الأسرة لكل 10 آلاف نسمة، ليبلغ 5.2 سرير فقط، وهو ما يمثل ثلث المعدل المعتاد في السنوات السابقة، أما أسرة العناية المركزة، فقد تقلص عددها إلى 68 سريرًا، مقارنة بـ 126 سريرًا قبل الحرب.
الأمراض المزمنة والوفيات المرتبطة بالنقص الطبي
وبلغ عدد مرضى السرطان الذين يعيشون ظروفًا صحية سيئة للغاية 12 ألف مريض نتيجة عدم توفر الأدوية ومنعهم من السفر للعلاج، ولم يتم تشخيص أكثر من 2000 حالة سرطان جديدة بسبب غياب الفحوصات الطبية، بما في ذلك 400 حالة سرطان ثدي، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، كما أدى نقص العلاج وإغلاق المعابر إلى وفاة مئات مرضى السرطان.
فقدان خدمات صحية أساسية
وشهد القطاع الصحي توقفًا تامًا في العديد من الخدمات الطبية الحيوية، إذ جرى إيقاف عمليات جراحة القلب المفتوح، زراعة الكلى، وزراعة القرنية، كما توقفت خدمات القسطرة القلبية، وخدمات الأشعة التداخلية، وخدمات التأهيل الطبي، حتى خدمات الأطراف الصناعية لم تعد متوافرة، إلى جانب توقف زراعة الكلية بشكل كامل.
وخسرت القطاع الصحي 986 شهيدا من الكادر الطبي، منهم 230 استشهدوا وهم على رأس عملهم، وبلغ عدد الأطباء الشهداء 146، منهم 31 طبيبًا أخصائيًا، كما استشهد 50 من أطباء الأسنان، و18 من المسعفين، و41 من الإداريين العاملين في القطاع الصحي.
وأصبح الوضع الصحي في غزة كارثيًا، إذ باتت المستشفيات عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى، والنقص الحاد في الموارد والمعدات يزيد من المعاناة اليومية لسكان القطاع، وتحتاج غزة إلى تدخل عاجل وشامل لتخفيف معاناة السكان، ولإعادة بناء النظام الصحي المنهار.