الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد مرور عام على طوفان الأقصى.. هل تمنح الحرب إيران ورقة صناعة قنابل نووية؟

أسلحة نووية - أرشيفية
أخبار
أسلحة نووية - أرشيفية
الثلاثاء 08/أكتوبر/2024 - 04:24 م

مصيرٌ مجهول يحوم حول مصير المشروع النووي الإيراني، عقب الضربات الإيرانية على إسرائيل، والتي جاءت ردًا على همجية الاحتلال في حربه الأخيرة على حلفائها في غزة ولبنان، إبان عملية طوفان الأقصى والتي وقعت قبل عام من الآن، وما أن تدخلت طهران ووجهت ضربتها لإسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إلا وبدأت التساؤلات حول تأثير ذلك على فقدانها المشروع النووي أو حتى التأثير عليه بالفقد أو الإيقاف أو تعرضه لهجمات.

وعلى إثر تدخل إيران في أحداث الشرق الأوسط، وانخراطها في الحرب، بدأت المخاوف تتسرب إلى البعض بتأثير تلك الضربات على المشروع النووي، وأن القوى الدولية وخاصة حلفاء إسرائيل، لن تسمح لطهران بعد تلك الضربات الجوية بالحصول على السلاح النووي، حتى لا تكون أداة ضغط على هيمنتهم في المنطقة، مرجحين أن يتم تدمير البنية التحتية للمشروع، خاصة مع قدرة إسرائيل بمساعدة أمريكا في توجيه ضربات عسكرية أو تكنولوجية، وهو ما تباينت حوله ردود أفعال الخبراء والمتخصصين.

في هذا الإطار، اختلفت وجهات نظر الخبراء المختصين في الملف الإيراني حول التأثير المُباشر وغير المُباشر لعملية طوفان الأقصى وما تبعها على مشروع إيران النووي، إذ ذهب البعض إلى إمكانية إلحاق ضرر بليغ ببنيته التحتية في حال باركت الولايات المتحدة ذلك، بينما ذهب آخرون إلى أن إيران تقامر بأحداث الشرق الأوسط للحصول على ضمانات تمكنها من استكمال مشروعها. 

هل شكل طوفان الأقصى خطرًا على المشروع النووي الإيراني؟ 

من وجهة نظر الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس قسم الضمانات سابقا، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن طوفان الأقصى ورقة رابحة لإيران، إذ يشير إلى أن هناك مطالبات خاصة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لإسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية ردًا على الضربات الجوية الإيرانية التي وقعت مؤخرًا.

وأردف أبو شادي خلال تصريحات لـ القاهرة 24، أن محاولات الهجوم على المنشآت الإيرانية ليست بجديدة، وتقريبًا جميعها فشلت لأن كل منشآت التخصيب تحت الأرض، كما أن جميع المفتشين التابعين للوكالة الذرية للطاقة في زيارات مستمرة لإيران، وإسرائيل على علم بذلك وفي حال رد إسرائيل وضرب إيران؛ ستكون إسرائيل هي الخاسر الأكبر، لذلك طوفان الأقصى ورقة رابحة لإيران في جميع السيناريوهات المقترحة. 

وأضاف كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تخصيب اليورانيوم وتصنيع الوقود في إيران متركزين في مكانين هما أصفهان وأتانس، وأنه في حال استهداف إسرائيل لهذه المنشآت، إيران ستجدها ذريعة قانونية للانسحاب من الاتفاق النووي مع وكالة الطاقة الذرية، والذي ينص على منع انتشار الأسلحة النووية في بند من بنوده وقعت عليه جميع الدول باستثناء إسرائيل، ويتضمن هذا البند أنه لو شعرت الدولة بخطر على أمنها النووي فيحق لها وقتها الانسحاب من هذه المعاهدة وتنهي علاقتها مع الوكالة الذرية، مردفًا: وقتها وماحدش في العالم هيعرف إيران بتعمل إيه في المجال النووي سواء تصنيع أسلحة وغيرها.  

يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية 

استهدفت تل أبيب بـ شهاب 3.. فهل تستطيع إيران تصنيع قنابل نووية؟ 

فيما أكمل كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق: إيران منذ 2003 وهي تمتلك برنامجا نوويا قويا، وهي حاليًا تمتلك إمكانيات تكفي لتصنيع حوالي 4 قنابل نووية، ولو تهورت تل أبيب وردت على الضربات الإيرانية بشكل عنيف وانسحبت طهران من اتفاقية الوكالة، تستطيع تصنيع قنبلة ذرية في ثاني يوم. 

ونوَّه إلى أن الطبيعة الجغرافية لإيران وما تملكه من جبال، يجعل وجود برنامج نووي لإيران لا يعلم أحد عنه شيئًا احتمالًا قويًا، لافتًا إلى أنها لديها المعرفة والقدرات في تصنيع الأسلحة النووية ونقلها أيضًا بواسطة بعض الصواريخ، مشيرًا إلى أن إيران في الضربة التي شنتها على تل أبيب استخدمت صاروخ شهاب 3 استدم في، وهذا الصاروخ قادر على حمل أسلحة نووية.

وأكد الدكتور يسري أبو شادي، أنه بسبب أوراق إيران الرابحة، لو كان هناك رد إسرائيلي لن يكون مؤثرًا من الأساس بل سيكون لحفظ ماء الوجه فقط ولن تستطيع إسرائيل تخطي حدودها مع طهران، ومن الممكن أن تيم استهداف بعض المواقع والمصانع العسكرية. 

الملف النووي ورقة ضغط إيرانية

فيما يرى الدكتور سعيد صادق أستاذ دراسات السلام جامعة مصر اليابان، أنه حتى هذه اللحظة لم يظهر تأثير طوفان الأقصى على برنامج إيران النووي المستمر منذ عقود. 

ورجح أستاذ دراسات السلام خلال تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن تؤدي الأحداث الحالية والاشتباك بين إسرائيل وإيران لاستهداف مكونات البرنامج النووي، إذا أرادت إسرائيل وأمريكا استفزاز إيران وتوسيع رقعة الحرب، متوقعا أن يضر الرد الإسرائيلي على الغارة التي شنتها طهران على تل أبيب بعض أجزاء البرنامج وليس كله.

وأردفت: إيران دائما تستخدم برنامجها النووي للتفاوض واستخلاص تنازلات من الغرب، ولا يوجد استثناء هذه المرة أنها لن تستخدمه للتفاوض والحصول على مكاسب، تفيد مصالحها ومصالح حلفائها، موضحًا أن الغرب يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي إذا وافقت إيران على إجراءات صارمة للمراقبة والتحقق لضمان أن تكون أنشطتها النووية سلمية، وإذا امتثلت لاتفاقيات منع الانتشار النووي الدولية مثل معاهدة منع الانتشار النووي، وستكون المفاوضات والاتفاقيات الدبلوماسية أساسية في تحديد مثل هذه الشروط.

ونوَّه إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تمتلكان القدرة على تعطيل البرنامج النووي الإيراني من خلال وسائل مختلفة مثل الهجمات الإلكترونية والتخريب والعمل العسكري، مستطردًا: من ناحية أخرى، اتخذت إيران تدابير للدفاع عن برنامجها النووي، بما في ذلك المنشآت تحت الأرض وأنظمة الدفاع الجوي، كما أن الوضع معقد وينطوي على اعتبارات جيوسياسية تتجاوز القدرات العسكرية فقط.  

الدكتور سعيد صادق

تصنيع قنبلة نووية إحدى خطط طهران 

من جانبه، قال الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والباحث في الشأن الإيراني، إن البرنامج النووي الإيراني يعد أحد أهم الملفات الشائكة في العلاقات الإيرانية سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع إسرائيل بشكل خاص. 

وأشار سليمان خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، إلى أن الأحداث الأخيرة أشعلت نوعا من التصعيد النسبي ما بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر، بصرف النظرعن طبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تاريخيا، رافعًا مستوى العداء أو الصورة التي تصدرها إيران طوال الوقت، ولكن هناك مساحات تعارض ومساحات رفض بين الطرفين فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. 

وأردف الباحث في الشأن الإيراني، أن تصاعد الأحداث في الفترة الأخيرة، من شأنه أن يفضي إلى طرح البرنامج النووي والمنشآت النووية الإيرانية كأحد الأهداف الرئيسية بالنسبة لإسرائيل، مؤكدًا أن هذا سيناريو محفوف بالمخاطر ويمكن أن يكون نوعا من التصعيد الشديد، الذي من شأنه أن يؤدي إلى مساحات مواجهة وحرب شاملة؛ لأن البرنامج النووي الإيراني بالنسبة لها خط أحمر.  

وأضاف: استهداف المنشآت النووية سيؤدي إلى فتح جبهات من المواجهة المباشرة والصراع الشديد ما بين الطرفين مرجحًا أن تلجأ إسرائيل، إلى بعض الضربات لإرضاء الجانب الإسرائيلي، منوها إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إقناع إسرائيل باستهداف بعض الأهداف العسكرية العادية في إيران أو بعض المنشآت النفطية كحل وسط مُرضٍ لإسرائيل.  

واستكمل: الإشكالية بتتعلق بكون إيران توظف برنامجها النووي والتجارب النووية للحصول على قنبلة نووية كآلية للضغط والابتزاز والحصول على مكاسب في ملفات أخرى؛ وبالتالي بتوظف هذا الملف في مواجهة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية طَوال الوقت؛ للضغط عليها والحصول على ما تريد. 

واختتم حديثه، بقوله: ولكن إيران نفسها تعي جيدا أن الوصول إلى قنبلة نووية في وسط اتفاقيتها مع الوكالة الدولية للطاقة والمعاهدة على عدم توظيف البرنامج النووي في الطرق غير السلمية، سيكون هو بمثابة النقطة الفاصلة التي يمكن أن تفضي إلى تدمير المشروع برمته؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لن يسمحوا بذلك حتى لا تضغط إيران على إسرائيل، وبالتالي في حال تصنيع قنبلة نووية، سيكون هناك تحرك جدي وكبير من إسرائيل قبل حتى الولايات المتحدة الأمريكية ضد طهران. 

الدكتور هاني سليمان
تابع مواقعنا