بمسلسل على Netflix| كاتب بريطاني يشكك في أصول الحضارة المصرية القديمة: يعود أصلها للعصر الجليدي
أثار الكاتب البريطاني جراهام هانكوك الجدل بـ مسلسله الجديد على المنصة الأمريكية الشهيرة نيتفليكس، حول نظرية حضارة العصر الجليدي، التي كانت في القارة القطبية الجنوبية وتم تدميرها منذ ملايين السنوات، بسبب ضربها بـ مذنب فلكي قوي، موضحًا أنها السبب في إنشاء كل الحضارات القديمة بما فيها الحضارة المصرية القديمة والأمريكتين.
كاتب بريطاني يشكك في أصول الحضارة المصرية القديمة: يعود أصلها للعصر الجليدي
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، من المعروف أن الديناصورات انقرضت قبل 66 مليون سنة بسبب اصطدام كويكب بالأرض، لكن في مسلسل جديد على Netflix، يزعم الكاتب المثير للجدل جراهام هانكوك أن هذا لم يكن الحدث الوحيد الذي دمر حضارة على الأرض.
ولكن في نظريته المثيرة، يدعي هانكوك أن حضارة قديمة تُدعى حضارة العصر الجليدي كانت موجودة في القارة القطبية الجنوبية قبل 12 ألف عام، وأن هذه الحضارة دُمرت بعد اصطدام مذنب بالأرض، مما تسبب في نهاية هذا العصر الجليدي.
وأوضح الخبراء أن إذا كانت نظرية هانكوك صحيحة، فإنها ستغير جذريا ما نعرفه عن تاريخ الحضارة الإنسانية، حيث يؤكد أن البشر الأوائل لم يكونوا مجرد صيادين وجامعي ثمار، بل جزءا من حضارات متقدمة فقدت بسبب الكوارث الطبيعية.
اصطدام المذنب أدى إلى تدمير حضارة العصر الجليدي
ووفقًا لما ذكره هانكوك في مسلسل Ancient Apocalypse على Netflix، فإن درياس الأصغر، وهي فترة تغير مناخي مفاجئ، حدثت بسبب اصطدام المذنب الذي أدى إلى تدمير هذه الحضارة.
يتتبع هانكوك آثار هذه الحضارة المفقودة، حيث يعتقد أنها سافرت حول العالم لنقل معارفها وتساهم في بناء معالم حضارية مثل أبو الهول وأهرامات مصر وموقع غوبكلي تبه في تركيا، ويدعي أن هذه الحضارات القديمة تركت وراءها علامات مميزة في مواقع أثرية حول العالم.
وفي الموسم الثاني، يركز هانكوك على الأمريكتين، حيث يبحث عن دلائل تدعم نظريته حول حضارة العصر الجليدي المفقودة، ومع ذلك، يتعرض العرض لانتقادات شديدة من العلماء، الذين يرون أن الأدلة المقدمة غير دقيقة أو مضللة.
وعلى سبيل المثال، يزعم هانكوك أن آثار الأقدام المكتشفة في منتزه وايت ساندز في نيو مكسيكو لم تحدد تواريخها بشكل دقيق، رغم أن علماء الآثار استخدموا تقنية التألق المحفز بصريًا لتحديد عمر الرواسب المرتبطة بها.
آثار عظام لحيوانات برية
ويزعم هانكوك أن موقع غوبكلي تبه في تركيا، الذي يعود تاريخه إلى 11 ألف عام، تم بناؤه من قبل مجتمع زراعي، لكن الأدلة الجديدة تشير إلى أن العظام والبذور الموجودة في الموقع تعود لحيوانات برية، مما يعني أن الصيادين وجامعي الثمار هم من بنوا هذه المعالم.
النقد الأكبر الموجه لهانكوك هو استغلاله لنظرياته في تعزيز انعدام الثقة بالعلماء، حيث يهاجمهم ويصفهم بـ المزيفين، ويعتقد بعض العلماء أن هذه السرديات تشجع على ازدراء الخبراء وتؤدي إلى انتشار معلومات مضللة.
إلى جانب ذلك، يحذر بعض علماء الآثار من أن نظريات هانكوك تعزز مفاهيم عنصرية غير مُعلنة، حيث تشير ضمنا إلى أن الشعوب الأصلية لم تكن قادرة على بناء حضارات متقدمة دون تدخل خارجي، مثل هذه الأفكار التي تتشابه مع أساطير قديمة حول حضارة أتلانتس المفقودة التي ألهمت أيديولوجيات التفوق الأبيض.
وهذه الانتقادات دفعت ببعض القبائل المحلية في الولايات المتحدة إلى معارضة عرض السلسلة في ولايات مثل أريزونا ونيو مكسيكو، ما أدى إلى إلغاء عروض خاصة بها على Netflix.
ورغم أن هانكوك لم يتناول قضية العرق بشكل صريح في الوثائقي، إلا أنه زعم مُسبقًا أن القوقازيين وصلوا إلى الأمريكتين قبل كولومبوس، مما أثار جدلًا كبيرًا بين الخبراء.