نشطاء أمريكيون وصحفيون وفنانون.. كيف نجح السنوار في تغيير الرواية الغربية عن قادة المقاومة باستشهاده البطولي؟
المقاومة مجرمة، هكذا يصفها العالم الغربي المقاومة بشكل عام، ويصور الفلسطينيين الذين يسعون لإنقاذ وطنهم من الاحتلال الإسرائيلي بالإرهابيين الذين يحتمون في قصور، ويضحون بأبناء شعبهم في وجه الآلة الإسرائيلية، وهم يحتمون بالخنادق والأنفاق تحت المستشفيات، وفي القصور الفارهة خارج قطاع غزة.
ولكن الملحمة التي قدمها السنوار في قتاله العدو الإسرائيلي لآخر قطرة في دمه، وبعد فقدان أعضائه، كما نشرت كاميرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذراعه اليمنى مفقودة، فأمسك بخشبة ليضرب بها المسيرة بذراعه اليسرى، ليرتقي شهيدًا بعدها بدقائق، جسّدت هذه الملحمة مشهدًا غيّر جميع الروايات الغربية التي يتم نشرها عن الفلسطينيين.
كانت البداية مع الصحفيين الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم، والذين يعانون الأمرّين يوميًا بسبب الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة، فقالت بيسان والتي فازت بجائزة عالمية مؤخرًا، إن العالم الغربي لم يكن يتخيل أن قادتنا الفلسطينيين لا يهرعون ويعيشون بجبن خلف أسوارهم مثل قادتهم، لم يتخيلوا أن يجدوا قائدنا الفلسطيني في الصفوف الأولى يحارب بنفسه للدفاع عن أرضه، مشيرةً إلى أن ما حدث أثبت للجميع أن قادة المقاومة لا يقطنون الخنادق ولا يختبئون خلف المدنيين والمستشفيات وغيرها مثلما تشير البروباجندا الإسرائيلية.
فيما كتب الفنان خالد النبوي على حسابه بموقع إكس: سقطت ذراعك، فالتقطها واضرب عدوك، هذا ما قاله محمود درويش وهذا ما فعله يحيى السنوار ألف رحمة ونور على كل شهيد وهب روحه فدا أرضه.
كما قالت الطبيبة هند قدري، إن السنوار كان مقبلًا غير مدبر، يحارب بنفسه في الصفوف الأولى.
وبالانتقال إلى خارج فلسطين، فنجد مؤثرة أمريكية تبث فيديو سرعان ما انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقول فيه، إنها تشعر بحيرة من أمرها، فما تقوله وسائل الإعلام الغربية أن قادة المقاومة يختبئون في قصورهم خلف أسوارهم، يخشون الخروج ويحتمون خلف المدنيين الفلسطينيين، ولكن ما رآه الجميع كان مغايرًا للواقع، حيث إن السنوار كان في المقدمة للدفاع عن أرضه، وفق حديثها على هـــــذا الرابــــط
كما نشر جاكسون هينكل الصحفي الأمريكي عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس، تغريدات للإشادة بالمشهد الأخير للسنوار وهو يحارب من أجل وطنه، داحضًا كل المعلومات المغلوطة عنه، قائلًا: جيل جديد سينهض ويدافع عن أرضه.
رَبِحَ البيع أبا يحيى.. وربح بيع كل شهيد دافع عن وطنه وأرضه ومات في سبيل ذلك، هذه كلمات بثها الأزهر الشريف المصري، للتغني بالشهداء، وسبق ونعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فسادًا وإفسادًا، فقتلت وخرَّبت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتبَ به.
