الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طريق الكباش يصرخ: أين احتفالات عيد الأوبت من الأجندة السياحية؟

الأربعاء 23/أكتوبر/2024 - 12:57 ص

في 25 نوفمبر 2021، تركزت أنظار العالم على مدينة الأقصر، عندما شهدت مصر حدثًا تاريخيًا مهيبًا تمثل في افتتاح "طريق الكباش" الفرعوني، بموكب أسطوري لـ "عيد الأوبت" حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما جعل المدينة الأثرية محور اهتمام العالم.

حفل الافتتاح الأسطوري الذي أقيم في الأقصر أعاد إحياء احتفال مصري قديم كان يُقام سنويًا في طيبة، بعد انتهاء موسم الحصاد، ويُعرف بـ "عيد الأوبت"، حيث يخرج الكهنة من معابد الكرنك بتماثيل آلهة ثالوث طيبة: آمون، وموت، وابنهما خونسو، في موكب مهيب عبر "طريق الكباش"، الذي يُطلق عليه أيضًا "طريق المواكب الملكية"، إلى معبد الأقصر.

الحفل الذي جرى في تلك الليلة لم يكن مجرد عرض سياحي أو ترفيهي، بل كان نافذة أعادت مصر من خلالها الترويج لنفسها على الساحة العالمية، حيث سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على أحد أعظم المواقع الأثرية في العالم.

لقد ساهم الحفل الأسطوري لافتتاح طريق الكباش في إنعاش السياحة المصرية بعد عام كارثي مرّ على العالم بسبب جائحة كورونا، إذ انخفضت إيرادات السياحة في مصر عام 2020 إلى حوالي 4 مليارات دولار، إلا أنه مع حلول 2021، وبفضل حفل افتتاح طريق الكباش، قفزت الإيرادات إلى أكثر من 13 مليار دولار، فهذا الرقم الضخم كان نتيجة مباشرة للترويج الذكي والمتقن الذي رافق الحفل، إذ أثار اهتمام السياح العالميين ودفعهم للتوافد على مصر مرة أخرى.

ورغم هذا النجاح الباهر الذي أسهم في تحقيق قفزة نوعية للسياحة المصرية، نجد أن ما أعقب ذلك كان مخيبًا للآمال، فبعدما انطفأت الأضواء وتوقفت الأحاديث الدولية عن الاحتفال، تراجعت هيئة تنشيط السياحة عن استكمال المسار الذي بدأته القيادة السياسية، وأغفلت إدراج احتفالات عيد الأوبت ضمن الأجندة السياحية، وكأن الحفل كان مجرد حدث عابر لا يستحق الاستدامة أو البناء عليه.

للأسف، رغم كل هذا الزخم الذي ولدته تلك الليلة الاستثنائية والحفل الأسطوري، نجد أن القائمين على هيئة تنشيط السياحة لم يستغلوا هذا النجاح الكبير بشكل مستدام، وغابت احتفالات عيد الأوبت عن الأجندة السنوية، رغم أنها تمثل فرصة ذهبية لترويج مستمر للسياحة الثقافية في مصر، فالمنافسة تتزايد بين الوجهات السياحية في العالم، ومن الأهمية بمكان أن تقدم مصر أحداثًا وتجارب لا يمكن لأي مكان آخر أن ينافسها فيها.

لماذا تم تجاهل فكرة جعل عيد الأوبت احتفالًا سنويًا ليصبح حدثًا عالميًا يتوافد عليه السياح من جميع أنحاء العالم؟ إن التقصير في تضمين هذا الحدث في الأجندة السياحية يعد إهدارًا لفرصة لا تُعوض.

هيئة تنشيط السياحة أمامها فرصة ذهبية لتصحيح هذا المسار، فهل سنرى عيد الأوبت يتصدر الأجندة السياحية؟ أم سيظل طريق الكباش يصرخ في صمت، منتظرًا من يحيي مجده ويعيد له الزخم الذي يستحقه؟

تابع مواقعنا